«الإخوان» تدخل مصيدة «المخابرات الأوروبية».. تقرير فرنسي يحذر من «إرهاب الجماعة».. و40 مقترحا لـ«تأديب التنظيم»
«وهم صناعة التاريخ جعلها تسقط فى فخ عدم قراءة التاريخ».. مقولة تنطبق على جماعة الإخوان الإرهابية، لا سيما وأن جميع تحركات عناصرها تسير إلى أنهم لا يزالون لا يصدقون حتى الآن أن فرصة التمدد لن ينالوها مرة أخرى، فتدمير الهُويات الوطنية والعبث فى النسيج الوطنى للبلدان، جعلهم تنظيمًا منبوذًا الاقتراب منه خطر عظيم، ويضع صاحبه نفسه فى مهب الريح.
«الشرق الأوسط» لم يعد المكان الوحيد الذى لفظ «الإخوان» وكشف وجههم الإرهابى، بل امتدت الأمر إلى الغرب الذى لطالما احتضن عناصر الجماعة، وقدم لهم الدعم المالى والمعنوى والملاذ الآمن حتى يستخدمهم كيفما شاء فى التلاعب بدول المنطقة، لكنه استفاق مؤخرًا على كابوس الإرهاب وشيوع العنف، وتلويث قيم المجتمع الغربى بأفكار رجعية أدت إلى انعزالية قسمت المجتمع ووضعته على شفى كابوس مرعب.
كل مساعى الإخوان الدائرة حاليًا وحملات الاستعطاف والمظلومية التى تنفذها فى إطار البحث عن موضع قدم فى أوروبا، ونقل إمبراطوريتهم الإعلامية للتحريض على بلدان المنطقة، أصبحت بلا قيمة، وخاصة بعد نقل الجزء الأكبر من الملف لأجهزة المخابرات بعد تنحيتها طويلًا، وربما كان أكبر خطيئة ساهمت فى تمدد التنظيم وتعاظم قوته.
المخابرات الغربية
حتى يصل الدور الأكبر من ملف الإخوان إلى أجهزة المخابرات الغربية، كان لا بد أن تنشط أولًا حملات مضادة، من جهات سياسية ومجتمع مدنى وقانونيين وبرلمانيين لحماية أوروبا من الوقوع فى فخ مظلوميات الجماعة مرة ثانية، وتتعاظم المطالبات للسلطات باستثمار الفرصة التاريخية الحالية للخلاص من سرطان الإسلاميين على الغرب.
وتجريم الكيانات الخاصة بهم ـ جمعيات دينية بأهداف سياسية ـ التى صنعوها داخل المجتمعات الغربية، وساوموا بها الجميع باعتبارهم الممثلين الشرعيين عن جماهير المسلمين، وكان هدفهم الأساسى الإفلات من القانون والتحريض على الثقافة المدنية للبلدان الغربية.
وأصبحت الأسئلة التى تشغل المجتمعات الأوروبية الآن ليس كيفية تقديم الدعم لما تدعيه الإخوان من مظالم، بل البحث بعمق عن الجماعة، ما هى جذورها وأهدافها وإستراتيجيتها.. وكيف يمكن التعامل معها فى ضوء القيم الغربية، ولا تدور هذه الأسئلة على ألسنة الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والبحثية فقط، بل هناك تحركات كبيرة من قبل النواب وأعضاء الأجهزة الأمنية لتقديم تقارير عن الجماعة وإحاطة المجتمع ومؤسساته التشريعية بالإخوان وخلفياتها ومشروعها الحقيقى الذى تخفيه.
تقرير فرنسي
وعلى رأس التقارير التى قدمت مؤخرًا عن هذه القضية، تقرير درسه مجلس الشيوخ الفرنسى، والذى أوصى بدوره بمنح رئيس الجمهورية الحق فى التدخل لمنع الإسلاميين، وخاصة الإخوان، من تعزيز الانفصالية فى البلاد، والتقرير هاجم الجماعة بشدة، ويشكك فى تحركاتها داخل البلاد ويحملها مسئولية شيوع العنف داخل البلاد.
اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ قضت أسابيع طويلة تبحث فى علاقة الإخوان بنشر التطرف فى البلاد وسبل مكافحته، واستمرت نحو ثمانية أشهر منذ بدء جلسات الاستماع والعمل، وشُكلت اللجنة تلبية لطلبات مجموعة من النواب الجمهوريين فى أعقاب الهجوم الذى نفذ فى مقر شرطة باريس، ولم تترك اللجنة فى تاريخ الإخوان شيئا لم تبحث عنه.
لدرجة أنها حرصت على تفسير شعار الجماعة المصحف والسيفين المتقاطعين، وأكدت أنه يدعو إلى القتال، وركزت بشكل واضح على شخصية سيد قطب، القوة الدافعة للحركة فى تأجيج الصراع مع الغرب.
ومن المعروف أن الجماعة كانت تلعب فى أوروبا كلها على تقسيم التطرف الدينى فى القانون إلى فرعين رئيسيين التطرف العنيف الجهادى، والتيارات المحافظة التى تعارض اندماج المسلمين فى المجتمعات التى سعوا إليها برغبتهم الحرة للحصول على جنسيتها، أو على أقل تقدير العمل فيها، والاستمرار لأكبر وقت ممكن بها.
خليفة داعش
وخلص التقرير إلى أن رؤية جماعة الإخوان المسلمين تتغذى مثل داعش على التوترات الداخلية لأى بلد كان فى الغرب أو الشرق، مما يعنى أن هناك ضرورة لوقف المنصات التحريضية للتنظيم الدولى للإخوان التى يستخدمه للتحريض على بلدان الشرق الأوسط، ويحتمى فى الأراضى الأوروبية، التى توحش فيها لدرجة أنه أصبح يوجه الانتخابات المحلية، ويلجأ للتصويت العقابى ضد المرشحين الذين لديهم توجهات معادية للإسلام السياسى.
وفى نفس السياق أوصت تقارير مشابهة للتقرير الفرنسى بالحذر من الإخوان، وأكدت أنه تنظيم سرى خطير، صمم لنفسه صور خادعة على هيئة جمعيات دينية محافظة، تضم سلفيين وجهاديين، وجميعهم على قناعة بأهمية نقل أفكارهم إلى الغرب لمحو هويته الثقافية، باعتبارها المدخل لنشر مشروع الإخوان وأستاذية العالم.
محاصرة الإسلاميين
وبسبب الإخوان ترتكز النقاشات الدائرة الآن على أهمية تعديل القوانين اللازمة لمحاصرة الإسلاميين فكريًا واجتماعيًا وأمنيًا، ومراجعة موقف الغرب من فصل الدين عن الدولة، وأغلب الدول تتحرك للتخلى عن مواثيقها الدستورية القديمة حتى تبيح للأجهزة التنفيذية والأمنية التدخل فى تنظيم الدين، خوفًا من التمويلات العابرة للحدود، التى تقحم نفسها فى الشئون الداخلية، وتحاول التأثير على القيم الأوروبية.
«عرف الغرب جيدًا من خلال متابعته لممارسات الإخوان فى بلدان الربيع العربى، أن الجماعة تؤجل العنف إلى حين، لكنه منصوص عليه فى أدبياتها التنظيمية، وأدرك أن الإخوان أخطر من مثل السلفية»، بحسب وصف جاكلين يوستاش مقررة لجنة التحقيق التى شكلها مجلس الشيوخ الفرنسى.
النائبة الفرنسية أكدت أن جماعة الإخوان تسعى إلى فرض وجهات نظرها من خلال شبكاتها العنقودية المنتشرة فى كل مكان والتى تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الغربية للحصول على اعترافهم بالحق فى التحكم فى حياة اتباع العقيدة الإسلامية وعزلهم عن مجتمعاتهم.
40 مقترحا
ورصد التقرير 40 مقترحا للتعامل بشتى الوسائل مع التطرف الدينى على رأسها منح أجهزة المخابرات أدوار كبرى فى محاصرة الظاهرة والاشتباك معها، كما اعترف أن السبب فى توحش هذه التنظيمات، كان ضعف أدوار المخابرات العامة، وتصدير ساسة لا علاقة لهم بالمعلومات ولا يعرفون تاريخ الجماعة وشبكاتها العنقودية.
وتضمنت الاقتراحات أيضًا، تحصين التعليم والجمعيات والرياضة بل ومراقبة الأطفال بشكل أفضل لحمايتهم من الوقوع فى شباك التطرف، ووضع حد لممارسة الأئمة الأجانب المعارين والالتزام بإعلان التمويل الأجنبى فى حالة بناء مكان للعبادة على سبيل المثال.
التقرير أكد أيضًا أن ضغوط السلطات ستتصاعد بشدة خلال الفترات المقبلة لإسقاط التنظيم الدولى للإخوان، ومراكزه الحيوية فى البلدان الغربية عبر توثيق العلاقة مع الشركاء فى المنطقة العربية، الذين يشاركونهم نفس الموقف من تيارات الإسلام السياسى، فلا مجال مرة أخرى لاختراع دولة داخل الدولة، لأن الواقع وحده أثبت خطورة هذه النبتة الشيطانية على الجميع.
نقلًا عن العدد الورقي...
«الشرق الأوسط» لم يعد المكان الوحيد الذى لفظ «الإخوان» وكشف وجههم الإرهابى، بل امتدت الأمر إلى الغرب الذى لطالما احتضن عناصر الجماعة، وقدم لهم الدعم المالى والمعنوى والملاذ الآمن حتى يستخدمهم كيفما شاء فى التلاعب بدول المنطقة، لكنه استفاق مؤخرًا على كابوس الإرهاب وشيوع العنف، وتلويث قيم المجتمع الغربى بأفكار رجعية أدت إلى انعزالية قسمت المجتمع ووضعته على شفى كابوس مرعب.
كل مساعى الإخوان الدائرة حاليًا وحملات الاستعطاف والمظلومية التى تنفذها فى إطار البحث عن موضع قدم فى أوروبا، ونقل إمبراطوريتهم الإعلامية للتحريض على بلدان المنطقة، أصبحت بلا قيمة، وخاصة بعد نقل الجزء الأكبر من الملف لأجهزة المخابرات بعد تنحيتها طويلًا، وربما كان أكبر خطيئة ساهمت فى تمدد التنظيم وتعاظم قوته.
المخابرات الغربية
حتى يصل الدور الأكبر من ملف الإخوان إلى أجهزة المخابرات الغربية، كان لا بد أن تنشط أولًا حملات مضادة، من جهات سياسية ومجتمع مدنى وقانونيين وبرلمانيين لحماية أوروبا من الوقوع فى فخ مظلوميات الجماعة مرة ثانية، وتتعاظم المطالبات للسلطات باستثمار الفرصة التاريخية الحالية للخلاص من سرطان الإسلاميين على الغرب.
وتجريم الكيانات الخاصة بهم ـ جمعيات دينية بأهداف سياسية ـ التى صنعوها داخل المجتمعات الغربية، وساوموا بها الجميع باعتبارهم الممثلين الشرعيين عن جماهير المسلمين، وكان هدفهم الأساسى الإفلات من القانون والتحريض على الثقافة المدنية للبلدان الغربية.
وأصبحت الأسئلة التى تشغل المجتمعات الأوروبية الآن ليس كيفية تقديم الدعم لما تدعيه الإخوان من مظالم، بل البحث بعمق عن الجماعة، ما هى جذورها وأهدافها وإستراتيجيتها.. وكيف يمكن التعامل معها فى ضوء القيم الغربية، ولا تدور هذه الأسئلة على ألسنة الجمعيات والمؤسسات الاجتماعية والسياسية والبحثية فقط، بل هناك تحركات كبيرة من قبل النواب وأعضاء الأجهزة الأمنية لتقديم تقارير عن الجماعة وإحاطة المجتمع ومؤسساته التشريعية بالإخوان وخلفياتها ومشروعها الحقيقى الذى تخفيه.
تقرير فرنسي
وعلى رأس التقارير التى قدمت مؤخرًا عن هذه القضية، تقرير درسه مجلس الشيوخ الفرنسى، والذى أوصى بدوره بمنح رئيس الجمهورية الحق فى التدخل لمنع الإسلاميين، وخاصة الإخوان، من تعزيز الانفصالية فى البلاد، والتقرير هاجم الجماعة بشدة، ويشكك فى تحركاتها داخل البلاد ويحملها مسئولية شيوع العنف داخل البلاد.
اللجنة التابعة لمجلس الشيوخ قضت أسابيع طويلة تبحث فى علاقة الإخوان بنشر التطرف فى البلاد وسبل مكافحته، واستمرت نحو ثمانية أشهر منذ بدء جلسات الاستماع والعمل، وشُكلت اللجنة تلبية لطلبات مجموعة من النواب الجمهوريين فى أعقاب الهجوم الذى نفذ فى مقر شرطة باريس، ولم تترك اللجنة فى تاريخ الإخوان شيئا لم تبحث عنه.
لدرجة أنها حرصت على تفسير شعار الجماعة المصحف والسيفين المتقاطعين، وأكدت أنه يدعو إلى القتال، وركزت بشكل واضح على شخصية سيد قطب، القوة الدافعة للحركة فى تأجيج الصراع مع الغرب.
ومن المعروف أن الجماعة كانت تلعب فى أوروبا كلها على تقسيم التطرف الدينى فى القانون إلى فرعين رئيسيين التطرف العنيف الجهادى، والتيارات المحافظة التى تعارض اندماج المسلمين فى المجتمعات التى سعوا إليها برغبتهم الحرة للحصول على جنسيتها، أو على أقل تقدير العمل فيها، والاستمرار لأكبر وقت ممكن بها.
خليفة داعش
وخلص التقرير إلى أن رؤية جماعة الإخوان المسلمين تتغذى مثل داعش على التوترات الداخلية لأى بلد كان فى الغرب أو الشرق، مما يعنى أن هناك ضرورة لوقف المنصات التحريضية للتنظيم الدولى للإخوان التى يستخدمه للتحريض على بلدان الشرق الأوسط، ويحتمى فى الأراضى الأوروبية، التى توحش فيها لدرجة أنه أصبح يوجه الانتخابات المحلية، ويلجأ للتصويت العقابى ضد المرشحين الذين لديهم توجهات معادية للإسلام السياسى.
وفى نفس السياق أوصت تقارير مشابهة للتقرير الفرنسى بالحذر من الإخوان، وأكدت أنه تنظيم سرى خطير، صمم لنفسه صور خادعة على هيئة جمعيات دينية محافظة، تضم سلفيين وجهاديين، وجميعهم على قناعة بأهمية نقل أفكارهم إلى الغرب لمحو هويته الثقافية، باعتبارها المدخل لنشر مشروع الإخوان وأستاذية العالم.
محاصرة الإسلاميين
وبسبب الإخوان ترتكز النقاشات الدائرة الآن على أهمية تعديل القوانين اللازمة لمحاصرة الإسلاميين فكريًا واجتماعيًا وأمنيًا، ومراجعة موقف الغرب من فصل الدين عن الدولة، وأغلب الدول تتحرك للتخلى عن مواثيقها الدستورية القديمة حتى تبيح للأجهزة التنفيذية والأمنية التدخل فى تنظيم الدين، خوفًا من التمويلات العابرة للحدود، التى تقحم نفسها فى الشئون الداخلية، وتحاول التأثير على القيم الأوروبية.
«عرف الغرب جيدًا من خلال متابعته لممارسات الإخوان فى بلدان الربيع العربى، أن الجماعة تؤجل العنف إلى حين، لكنه منصوص عليه فى أدبياتها التنظيمية، وأدرك أن الإخوان أخطر من مثل السلفية»، بحسب وصف جاكلين يوستاش مقررة لجنة التحقيق التى شكلها مجلس الشيوخ الفرنسى.
النائبة الفرنسية أكدت أن جماعة الإخوان تسعى إلى فرض وجهات نظرها من خلال شبكاتها العنقودية المنتشرة فى كل مكان والتى تسعى إلى زعزعة استقرار المجتمعات الغربية للحصول على اعترافهم بالحق فى التحكم فى حياة اتباع العقيدة الإسلامية وعزلهم عن مجتمعاتهم.
40 مقترحا
ورصد التقرير 40 مقترحا للتعامل بشتى الوسائل مع التطرف الدينى على رأسها منح أجهزة المخابرات أدوار كبرى فى محاصرة الظاهرة والاشتباك معها، كما اعترف أن السبب فى توحش هذه التنظيمات، كان ضعف أدوار المخابرات العامة، وتصدير ساسة لا علاقة لهم بالمعلومات ولا يعرفون تاريخ الجماعة وشبكاتها العنقودية.
وتضمنت الاقتراحات أيضًا، تحصين التعليم والجمعيات والرياضة بل ومراقبة الأطفال بشكل أفضل لحمايتهم من الوقوع فى شباك التطرف، ووضع حد لممارسة الأئمة الأجانب المعارين والالتزام بإعلان التمويل الأجنبى فى حالة بناء مكان للعبادة على سبيل المثال.
التقرير أكد أيضًا أن ضغوط السلطات ستتصاعد بشدة خلال الفترات المقبلة لإسقاط التنظيم الدولى للإخوان، ومراكزه الحيوية فى البلدان الغربية عبر توثيق العلاقة مع الشركاء فى المنطقة العربية، الذين يشاركونهم نفس الموقف من تيارات الإسلام السياسى، فلا مجال مرة أخرى لاختراع دولة داخل الدولة، لأن الواقع وحده أثبت خطورة هذه النبتة الشيطانية على الجميع.
نقلًا عن العدد الورقي...