طرد عواجيز الإخوان.. اتجاه لإجراء انتخابات شاملة على جميع المناصب.. ضغوط لإقصاء الكبار.. وتليمة: "القيادات سبب نكبتنا"
يبدو أنه النهاية تفرض نفسها على قيادات جماعة الإخوان، الذين أزاحوها من على عرش مصر وأغلب بلدان المنطقة، ولم يكتفوا بذلك، بل تسببت سياستهم المنغلقة المتطرفة، في إعلان التنظيم على قوائم الإرهاب بأغلب دول المنطقة والعالم، بخلاف العزلة الدولية ومكافحتهم في الغرب، وطردهم من الممالك التي أسسوها لهم بالمهجر منذ ستينيات القرن الماضي.
إسدال الستار على عواجيز الجماعة بات قريبا للغاية، إذ تستعد الجماعة لإجراء انتخابات شاملة للتنظيم بالخارج، لكن ما يعرقل ذلك محاولة الكبار الإفلات من شبح العزل.
بحسب مصادر تضغط جهات عدة من الداخل والخارج وخاصة ـ جهات التمويل ـ على ألا يترشح أي من المسؤولين الحاليين لأي من المناصب الجديدة المزمع انتخاب أفرادها.
مجلس الشورى
يحاول إبراهيم منير، صاحب أعلى سلطة في الجماعة الآن، اللعب على عامل الوقت من أجل إقناع من يرفضون استمراره مع باقي طاقم القيادات الكبيرة، وإشغال القيادات الوسطى بعضوية مجلس الشورى العام، وهو أعلى هيئة رقابية في التنظيم.
يحتاج مجلس شورى الإخوان إلى أكثر من نصف عدد أعضائه، إذ يبلغ عدده بحكم اللائحة 117 عضوا، في السجون منهم الآن على ذمة قضايا إرهاب 53 عضوا بحسب بيانات الجماعة ووسائل الإعلام المحسوبة عليها، كما توفي 37 عضوا.
لم يتبق بالمجلس حسب آخر تشكيل له، إلا 27 عضوا من الذين استطاعوا الهرب خارج مصر بعد فض اعتصام رابعة، وتأكدهم من زوال حكم الجماعة، منهم 10 أعضاء جرى تعيينهم من قبل القيادات التاريخية، ولديهم موالاة كاملة لهم، بينما توفى أحدهم واعتذر 3 آخرون وفضلوا اعتزال التنظيم.
إزاحة الكبار
حال إجراء الانتخابات وإزاحة الوجوه القديمة، سيتولى مجلس الشورى الجديد أمر انتخاب هيئة إدارية عليا، وتشير التوقعات إلى خفض معدل الأعمار وإعداد تصور جديد يناسب الوضع الحالي ـ الضعيف ـ للإخوان.
لكن حتى الآن يتمسك إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد بالصلاحيات التي تمنحها له لائحة الجماعة، يستغل نفوذه على رابطة الإخوان بالخارج، والتي ترفض هي الآخرى إزاحة الكبار وتقف خلف إبقاء منير ورجاله بكل قوة.
أزمة كبرى
محاولات القيادات التاريخية للجماعة الاستمرار في امتيازاتهم والتحكم بالمناصب حتى نهاية حياتهم جرت عليهم هجوما شرسًا من المعارضة داخل التنظيم، وخاصة عصام تليمة، الذي اتهم القيادات بنقل الجماعة من بلاء إلى آخر، ومن فشل إلى فشل أكبر، والتفنن في صناعة أعداء جدد سواء من خارجها أو من داخلها.
أوضح تليمة أن القيادات الكبرى لازالت ترفض كل الخطوات الإصلاحية، وتقف ضد إجراء انتخابات جديدة في الجماعة لا تأتي بأي وضع ليس لهم وجود ونفوذ فيه، بحجة أن منع المسؤولين الحاليين من تولي مناصب جديدة في أي انتخابات قادمة، يتصادم مع لائحة الجماعة وتاريخها وأعرافها.
أشار تليمة إلى أن الجماعة تتذرع بأن الظروف الحالية لا تسمح بإجراء أي انتخابات سواء داخل مصر أو خارجها، كما تتذرع أيضا بضعف خبرة القيادات الجديدة، التي لن تكون بنفس قدرة وكفاءة الحاليين، مؤكدا ان لائحة وتاريخ التنظيم مجرد حجة واهية ولا أساس لها، وخلفها شخصنة الفكرة الإخوانية في أهل الثقة.
غرور التدين
اختتم: قيادات الإخوان مصابة بمرض غرور التدين الذي يصيب الإنسان بتضخم الذات، إذ يعتبر نفسه وحده المخلص، ومن سواه فهو غير ذلك بل ومشكوك في دينه وعطائه، وهو منطق لا يمت للإيمان أو التدين الصحيح بصلة، على حد قوله.