رئيس التحرير
عصام كامل

مساندة منقطعة النظير.. لماذ تدعم فرنسا سيطرة الجيش على تشاد؟

تشاد
تشاد
اتجهت الأنظار خلال الأيام الأخيرة نحو دعم فرنسا منقطع النظير للجيش التشادي، خاصة بعدما دافع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان عن سيطرة الجيش على تشاد، رغم اعتراضات المعارضة هناك، معتبرا أن ذلك كان ضروريا من أجل تحقيق الأمن وسط "ظروف استثنائية".


وتولى ابن رئيس تشاد إدريس ديبي الرئاسة وقيادة القوات المسلحة أمس الأربعاء بعد مقتل أبيه على جبهة القتال، وحل الحكومة والبرلمان في الوقت الذي تهدد فيه قوات المتمردين بالزحف على العاصمة.

وبحكم الدستور كان يتعين أن يتولى رئيس البرلمان رئاسة البلاد مؤقتا، لكن بعد أن حل الجيش البرلمان قال رئيسه هارون كبادي في بيان إنه وافق "لتطور الأحداث العسكرية والأمنية والسياسية" على انتقال السلطة للجيش.

ظروف استثنائية
وقال لودريان إن موقف كبادي يبرر سيطرة الجيش على البلاد، وأضاف في حديث للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي اليوم الخميس: "هناك ظروف استثنائية. من حيث المنطق، كان يفترض أن يكون السيد كبادي... لكنه رفض لاعتبارات أمنية استثنائية كانت مطلوبة لضمان استقرار هذا البلد".

وشجبت المعارضة السياسية في تشاد سيطرة الجيش وكذلك قائد عسكري قال إنه يتحدث باسم الكثير من الضباط، فيما دعت نقابات عمالية للإضراب.

مباحثات
ويسافر لو دريان مع الرئيس إيمانويل ماكرون غدا الجمعة لحضور جنازة ديبي وإجراء محادثات مع المجلس العسكري.

وقال إن الأولوية هي أن يلعب المجلس العسكري الدور الرئيسي في ضمان الاستقرار ثم التركيز على انتقال سلمي يتسم بالشفافية.

مقتل ديبي
وقُتل إدريس ديبي على جبهة القتال مع متمردين قاموا بالغزو من الشمال بعد أن حكم البلاد لأكثر من 30 عاما، وكان عنصرا مهما في استراتيجية فرنسا الأمنية في إفريقيا.

ولفرنسا نحو 5100 جندي يتمركزون في المنطقة في إطار عمليات دولية لقتال المتشددين الإسلاميين، ومنهم قوات متمركزة في قاعدتها الرئيسية بالعاصمة نجامينا.

وأي اضطرابات في تشاد، حيث أفضل جيوش المنطقة تدريبا وأكثرها خبرة في القتال، قد يضر بجهود محاربة جماعة "بوكو حرام" في حوض بحيرة تشاد وجماعات على صلة بتنظيمي القاعدة و"داعش"في منطقة الساحل الإفريقي.

سبب الدعم
السبب الفرنسي خلف كل هذا الدعم أن تشاد تحتلّ موقعاً استراتيجياً ومركزياً للمصالح الفرنسية.

تحاول فرنسا أن تدفع تشاد إلى أن تصمد في وجه التمدد الليبي القديم (ليبيا القذافي)، كما أنها تتدخل في حرب دارفور من الغرب، بالإضافة إلى أن تشاد مؤهلة للعب دور عملي لاحتواء مسلحي تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي شرق نهر النيجر، وشمال الكاميرون، وفي نيجيريا، وفي النهاية حاول ديبي طوال سنوات أن يُظهِر فائدته في الحرب الفرنسية بمنطقة الساحل الاستراتيجية لفرنسا.
الجريدة الرسمية