رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الاختيار"2" يوثق الخراب حتى لا ننسى

يلمع مسلسل الاختيار"2" بين كم كبير من أعمال رمضان، التي حفلت هذا العام بالأخطاء والعنف والعبث والاستخفاف بالمتلقي نتيجة الاستسهال والرغبة في إنجاز العمل لحاقا بالعرض بغض النظر عن الجودة. يندرج الاختيار "2" في إطار الملاحم الوطنية، التي توثق بعض من جرائم وإرهاب وخراب جماعة الإخوان، الذي عانت منه مصر عشرات السنين، وبلغ ذروته حين وصلوا إلى الحكم في عام يعد الأسوأ مصرياً، حتى تخلص منهم الشعب بثورة هي الأكبر في تاريخ البشرية.


حتى لا ننسى
وبينما يتابع الجمهور في مصر وكثير من الدول العربية، الحلقات بشغف ويستعيد معها ما ارتكبه الإخوان من إرهاب وتدمير، نجد الإعلام المعادي لمصر يعتبر العمل "دراما موجهة"، وهو حتى إن كان كذلك فيكفي أنه يجمع العائلة ويقدم التوعية ويحذر من خطورة التطرف وغرس قيم الانتماء والإخلاص للوطن، كما يوثق ويفضح جرائم التنظيم الإرهابي بوقائع تابعها العالم كله لتظل ماثلة في الأذهان، حتى لا ننسى ما اقترفته الأيدي الآثمة ولتعرف الأصوات الناعقة بدعوات المصالحة والتسامح أنه لا تصالح في الدم والخراب، وفي الوقت نفسه تكريما وتذكيرا ببطولات وتضحيات قدمها أبناء الأجهزة الأمنية دفاعا عن مصر الأرض والشعب، ولولا جهودهم وتضحياتهم ما أصبحنا جميعا ما نحن عليه، وما كانت مصر بهذا الشكل حاليا.

كان من النتائج السريعة لمسلسل "الاختيار2"، أن تفاعل معه رواد "السوشيال ميديا"، ومثلما تصدر "الترند المصري" كان كذلك في الخليج ونال إشادات غير مسبوقة، فضلا عن هاشتاغ "الإخوانجية خطر على الخليج"، الذي يحذر من التنظيم مدعوما بالصور والفيديو وآراء قيمة عما ارتكبه الإخوان في مصر من جرائم وإرهاب وتفجيرات وقتل وحرق واعتصامات مسلحة..

وكيف كان عام توليهم الحكم الأسوأ تاريخياً، حتى أن محمد مرسي استضاف الرئيس الإيراني في القاهرة، للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ورأى أحدهم أن "الإفك والافتراء على الخصم آفة الرجولة وهي صفة أصيلة في الإخوانجية"، وذكر أحدهم برأي العلامة ابن عثيمين "جماعة الإخوان المسلمين طائفة مرجفة مروعة والإسلام برئ منها"، وقال رجل دين ثان أن "الإخوان أشر من وطئ الحصى، يصنعون الأزمات والمشاكل أينما وجدوا وهم سبب خراب كثير من الدول وتشريد أهلها، جماعة تأسست على اختراق الدولة وتدمير مؤسساتها وتضليل الشعب ولا يهمها سوى المال والسلطة"..

الإخوان أساس البلاء
وكان أهم ما ورد في التفاعل هو "دعوة الكويت لتجريم الفكر الإخواني، لأنه سياسي عنصري يضر الإسلام أكثر ما يفيده، وان الجماعة الإرهابية باتت مطاردة في الخليج كله، ما عدا الكويت التي تسمح بنشاط أعضاء التنظيم في السياسة وجمعيات النفع العام والتجارة والوظائف العامة وأصبحت الملاذ الآمن لهم"، محذرين من خطورة التنظيم وان "أي دولة عربية قضت على نشاط الإخوان تعيش في نعيم ومن يسمح بنشاطها يعيش في جحيم". 

ومع تنامي الصراع والتأزيم السياسي في برلمان الكويت، طالب النائب حمد الهرشاني بإغلاق أبرز جمعية إخوانية، وصفها ب"جمعية الخراب"، والتصدي للقائمين عليها، وقال الهرشاني "إن جماعة الإخوان المسلمين أساس البلاء والخراب في البلاد، والغريب أن الدولة تدعمها على أساس أنها جمعية نفع عام، لكنها جمعية الخراب للبلاد والعباد، وهم يدربون الأطفال منذ الصغر على أهدافهم؛ حتى يكونوا مطيعين للمرشد، وينفذون الأوامر بلا نقاش، وقد اكتشفت أغلب الدول العربية والأوروبية والعالم حقيقتهم، وأعمالهم الخبيثة، وصنفتهم كجماعة إرهابية إلا الكويت!".

وحذر الهرشاني من جماعة "إخوان الشياطين"، التي تحاول إشاعة الفوضى وتحريض المُغرر بهم؛ لخلق أجواء مُقلقة في البلد، تمهيداً لتحقيق الحلم التاريخي في السيطرة على مقاليد الحكم، وإن ما يحدث في البرلمان من بعض النواب المعروفين بانتماءاتهم يستهدف إضعاف النظام والسيطرة على مفاصل الدولة".

مشاهد موثقة
بلغ مُسلسل "الاختيار 2"، ذروة الإثارة والمشاهدة والتفاعل، في حلقة فض اعتصامات الإخوان عبر مشاهد حية تضمنت مواد وثائقية حقيقية لوقائع شهدها فض الاعتصام، بعضها من محفوظات وزارة الداخلية أو مما صوره الشعب ورفعه على "يوتيوب"، فضلا عن فيديو مُوثق من إنتاج قناة "الجزيرة" الناطقة بلسان "الإخوان" والداعمة للجماعة حتى لا يشكك أحدا في مصداقية المسلسل، الذي يؤرخ مرحلة مُهمة في سياق درامي بديع، دعمته وزارة الداخلية بمُعدات حقيقية مثل "المدرعات والأسلحة"، إضافة للاستعانة بمؤرخين راجعوا السيناريو ضمانا لخلوه من المغالطات والأخطاء لتحقيق الهدف المرجو منه وقطع الطريق على من يتصيد الأخطاء.

وحرصا على أبطال الشرطة الذين يشغلون مناصب في وزارة الداخلية إلى الآن، تم تجسيد شخصياتهم في المسلسل باسماء مستعارة لتأمينهم، بينما ظهرت شخصيات الشهداء بأسمائها الحقيقية تكريما لهم وعرفانا بتضحياتهم، من هنا استحق الفنان أشرف عبدالباقي أن يتصدر "ترند تويتر" لأدائه المميز لدور مأمور قسم كرداسة، الذى استشهد بعد هجوم الإخوان على مركز شرطة كرداسة، بالتزامن مع فض اعتصامي رابعة والنهضة المسلحين، كما استحق الإشادة والتقدير الفنان الشاب محمد علي الشهير ب"ميزو"، لأدائه الصادق والمؤثر في الحلقة ذاتها، ورفضه التخلي عن سلاحه، رغم تعرضه للضرب والسحل من الإرهابيين.

أخيرا الشكر واجب لصناع المسلسل الرائع وعلى رأسهم المخرج المبدع بيتر ميمي، والإنتاج السخي وجميع الفنانين والفنيين، لحرصهم على توثيق جرائم الإخوان والإرهاب الذي احتل ميادين وشوارع مصر.
Advertisements
الجريدة الرسمية