لماذا تتجاهل الحكومة آثارنا الإسلامية؟!
جهود الدولة، ممثلة
في وزارة الآثار، في العناية بالآثار الفرعونية وتطويرها، لا تنكر.. ولكن آثار مصر
ليست فرعونية فقط.. بل هناك أيضا آثار إسلامية، وهي، بالمناسبة، كثيرة، ولا تقدر بثمن،
ولكنها للأسف متروكة للإهمال، وكثير منها صار مجرد أكوام من التراب والرمال والحجارة،
بل وتحول بعضها، لسوء الحظ، إلى مقالب للقمامة!
خذ عندك مثلا؛ ضريح الإمام العز بن عبد السلام، رحمه الله، سلطان العلماء، والذي يقع بمنطقة البساتين بالقرب من جبانة التونسي، وجبانة الإمام الليث، وقد صار أثرا بعد عين.
وقد ظل مشهد العز بن عبد السلام معروفا للكثير من المصريين، وخاصة المقيمين في المنطقة، إلا أنه لم يتحول إلى ضريح ومقام يزوره الكثير كما تحول الإمام الشافعي أو الرفاعي أو غيرهم من الأئمة الذين انحدروا لمصر قاصدينها لنشر العلم وقدموا لها الكثير.
إهمال الآثار الإسلامية
وغابت الدولة ممثلة في وزارة الآثار، والأوقاف عن الضريح، فلم يسجل كأثر ولم يشهد أى ترميمات طوال تاريخه حتى تهدمت الجدران بشكل كامل وبعض الأحجار سقطت على القبر، وتسببت في هدم بعض جوانبه، إلا أن أغرب الحكايات التى يرويها بعض الأهالي المقيمين بالقرب من قبة العز بن عبد السلام، أن بعض الغرباء جاءوا واستأجروا منازل بالقرب منه يخرجون بالليل للحفر داخل القبر ظنًا منهم أن هناك كنزا مدفونا به، وفي النهاية لم يجدوا شيئا وعندما علم الأهالي قاموا بطردهم وردم الحفر الكثيرة بالقبر.
الغريب أن مقام العز بن عبد السلام بجواره أضرحة المئات من الصحابة، ومع ذلك لا يوجد اهتمام بها.
وفي منطقة "الظاهر" قرب ميدان رمسيس، يوجد مسجد الظاهر بيبرس، وكان قبل عشرات السنين، تحفة معمارية، لكن يد الإهمال نالته بسوء، فتهدم، ثم حاولت الدولة ترميمه، لكنه لم يلق العناية الكافية؛ ما ترك على مظهره آثارا غير طيبة.
هناك أيضا، "مسجد قايتباي" الذي كان رمزًا للعملة المصرية قبل ترميمه، ويعتبر معلمًا من معالم الفيوم الأثرية، لكن عملية الترميم شوهت معالمه، وطمست هويته، وأضاعت صورته الأثرية!!
مسجدا الظاهر بيبرس، وقايتباي، ليس الأثر الوحيد المهمل في مصر، أو الذي عولج إهماله بطريقة سيئة، فالمحافظات وتحديدا الأقاليم، مليئة بالآثار والمباني العريقة المهملة، والتي لا تجد من يلتفت إليها لإغاثتها من الانهيار الذي حلّ بها منذ سنوات عديدة مضت.
سرقات متكررة
الإهمال تسبب كذلك في سرقة العديد من مكونات المساجد الأثرية التي تعد تحفا معمارية على مر تاريخ الحضارة الإسلامية، مثلما حدث من سرقة مسجد السلطان حسن، الذي يوصف بأنه "الهرم الرابع"، ولم يسلم من اختفاء بعض الحشوات من المربع النجمي بكرسي المصحف في ضريح السلطان حسن، والواجهة التي اختفت منها هذه الحشوات هي الواجهة التي تقابل الضريح مباشرة، حيث يقع ظل الضريح على واجهة الكرسي المختفية منها الحشوات.
والحشوة المفقودة يبلغ حجمها حوالي 5 في 5 سم، وهي خماسية الأبعاد، ومصنوعة من الخشب المطعم بالعاج.
وتكرر أمر السرقة فى جامع السلطان المؤيد شيخ، وهو من المساجد الأثريّة الشهيرة في القاهرة، بل يوصف بأنه فخر مساجد عصر المماليك الجراكسة، ويعود تاريخ إنشائه إلى الفترة من سنة 1415 إلى 1421. وقد وصفه المقريزي بقوله: "يحتقر الناظرُ له عند مشاهدَتِه عرشَ بلقيس وإيوانَ كسرى أنوشروان، ويستصغر من تأمل بديع أسطوانة الخورنق وقصر غمدان".
الغريب أن مسجد المؤيد شيخ تعرض لعدة حوادث سرقة لمقتنياته، حيث تعرض بابه للسرقة عدة مرات، وهذا الباب يعد تحفة فنية ويعود أصله إلى مسجد السلطان حسن.
إهمال
وفي مدخل منطقة باب الشعرية، يقع مسجد "الأشموني" أحد أكبر المساجد الأثرية القديمة، والذي بات يواجه الانهيار حاليا بين كل لحظة وأخرى، بسبب قدمه وعدم ترميمه.. والموقف نفسه يواجهه مسجد "الشعراني" في المنطقة نفسها.
أما خارج العاصمة "القاهرة" فحدث ولا حرج، فمثلا مسجد المئذنة المائلة، في سمالوط بمحافظة المنيا، والذي تجاوز الـ100 عام، منذ العصر الفاطمي، يعاني إهمالا كبيرا وانتشار القمامة حوله وميل حوائطه.
وتعيش الآثار الإسلامية في الأقصر، وأسوان، والإسكندرية، وغيرها من إهمال عجيب، ومؤسف. الأمر لم يعد يحتمل السكوت، وعلى مشيخة الأزهر الشريف أن تقود حملة قومية لإعادة الاعتبار إلى الآثار الإسلامية، ومعها وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ونقابة الأشراف، ومؤسسة "مصر الخير".
خذ عندك مثلا؛ ضريح الإمام العز بن عبد السلام، رحمه الله، سلطان العلماء، والذي يقع بمنطقة البساتين بالقرب من جبانة التونسي، وجبانة الإمام الليث، وقد صار أثرا بعد عين.
وقد ظل مشهد العز بن عبد السلام معروفا للكثير من المصريين، وخاصة المقيمين في المنطقة، إلا أنه لم يتحول إلى ضريح ومقام يزوره الكثير كما تحول الإمام الشافعي أو الرفاعي أو غيرهم من الأئمة الذين انحدروا لمصر قاصدينها لنشر العلم وقدموا لها الكثير.
إهمال الآثار الإسلامية
وغابت الدولة ممثلة في وزارة الآثار، والأوقاف عن الضريح، فلم يسجل كأثر ولم يشهد أى ترميمات طوال تاريخه حتى تهدمت الجدران بشكل كامل وبعض الأحجار سقطت على القبر، وتسببت في هدم بعض جوانبه، إلا أن أغرب الحكايات التى يرويها بعض الأهالي المقيمين بالقرب من قبة العز بن عبد السلام، أن بعض الغرباء جاءوا واستأجروا منازل بالقرب منه يخرجون بالليل للحفر داخل القبر ظنًا منهم أن هناك كنزا مدفونا به، وفي النهاية لم يجدوا شيئا وعندما علم الأهالي قاموا بطردهم وردم الحفر الكثيرة بالقبر.
الغريب أن مقام العز بن عبد السلام بجواره أضرحة المئات من الصحابة، ومع ذلك لا يوجد اهتمام بها.
وفي منطقة "الظاهر" قرب ميدان رمسيس، يوجد مسجد الظاهر بيبرس، وكان قبل عشرات السنين، تحفة معمارية، لكن يد الإهمال نالته بسوء، فتهدم، ثم حاولت الدولة ترميمه، لكنه لم يلق العناية الكافية؛ ما ترك على مظهره آثارا غير طيبة.
هناك أيضا، "مسجد قايتباي" الذي كان رمزًا للعملة المصرية قبل ترميمه، ويعتبر معلمًا من معالم الفيوم الأثرية، لكن عملية الترميم شوهت معالمه، وطمست هويته، وأضاعت صورته الأثرية!!
مسجدا الظاهر بيبرس، وقايتباي، ليس الأثر الوحيد المهمل في مصر، أو الذي عولج إهماله بطريقة سيئة، فالمحافظات وتحديدا الأقاليم، مليئة بالآثار والمباني العريقة المهملة، والتي لا تجد من يلتفت إليها لإغاثتها من الانهيار الذي حلّ بها منذ سنوات عديدة مضت.
سرقات متكررة
الإهمال تسبب كذلك في سرقة العديد من مكونات المساجد الأثرية التي تعد تحفا معمارية على مر تاريخ الحضارة الإسلامية، مثلما حدث من سرقة مسجد السلطان حسن، الذي يوصف بأنه "الهرم الرابع"، ولم يسلم من اختفاء بعض الحشوات من المربع النجمي بكرسي المصحف في ضريح السلطان حسن، والواجهة التي اختفت منها هذه الحشوات هي الواجهة التي تقابل الضريح مباشرة، حيث يقع ظل الضريح على واجهة الكرسي المختفية منها الحشوات.
والحشوة المفقودة يبلغ حجمها حوالي 5 في 5 سم، وهي خماسية الأبعاد، ومصنوعة من الخشب المطعم بالعاج.
وتكرر أمر السرقة فى جامع السلطان المؤيد شيخ، وهو من المساجد الأثريّة الشهيرة في القاهرة، بل يوصف بأنه فخر مساجد عصر المماليك الجراكسة، ويعود تاريخ إنشائه إلى الفترة من سنة 1415 إلى 1421. وقد وصفه المقريزي بقوله: "يحتقر الناظرُ له عند مشاهدَتِه عرشَ بلقيس وإيوانَ كسرى أنوشروان، ويستصغر من تأمل بديع أسطوانة الخورنق وقصر غمدان".
الغريب أن مسجد المؤيد شيخ تعرض لعدة حوادث سرقة لمقتنياته، حيث تعرض بابه للسرقة عدة مرات، وهذا الباب يعد تحفة فنية ويعود أصله إلى مسجد السلطان حسن.
إهمال
وفي مدخل منطقة باب الشعرية، يقع مسجد "الأشموني" أحد أكبر المساجد الأثرية القديمة، والذي بات يواجه الانهيار حاليا بين كل لحظة وأخرى، بسبب قدمه وعدم ترميمه.. والموقف نفسه يواجهه مسجد "الشعراني" في المنطقة نفسها.
أما خارج العاصمة "القاهرة" فحدث ولا حرج، فمثلا مسجد المئذنة المائلة، في سمالوط بمحافظة المنيا، والذي تجاوز الـ100 عام، منذ العصر الفاطمي، يعاني إهمالا كبيرا وانتشار القمامة حوله وميل حوائطه.
وتعيش الآثار الإسلامية في الأقصر، وأسوان، والإسكندرية، وغيرها من إهمال عجيب، ومؤسف. الأمر لم يعد يحتمل السكوت، وعلى مشيخة الأزهر الشريف أن تقود حملة قومية لإعادة الاعتبار إلى الآثار الإسلامية، ومعها وزارة الأوقاف، والمجلس الأعلى للطرق الصوفية، ونقابة الأشراف، ومؤسسة "مصر الخير".