رئيس التحرير
عصام كامل

«قمح الوادي الجديد».. «موسم الأزمات».. «الزراعة» تؤكد: «كله تمام».. وأصحاب المحصول يستغيثون من «السوق السوداء»

قمح الوادى الجديد
قمح الوادى الجديد
«سوق سوداء بأسعار متدنية.. معدات غير متوافرة.. وشون التموين مغلقة».. أزمات ثلاث تلاحق مزارعي القمح بمحافظة الوادى الجديد، تزامنًا مع بدء موسم حصاد «الذهب الأصفر».


فالمحافظة التى تزرع أكبر مساحة من القمح على مستوى الجمهورية سنويًا لا تزال المشكلات تلاحق مزارعيها كل عام، رغم الاستعدادات والتصريحات التى تطلقها وزارة الزراعة بشكل متكرر قبل بدأ موسم الحصاد لطمأنة المزارعين.

موسم القمح
ووفقًا للأرقام المعلنة.. تبلغ المساحة المزروعة من محصول القمح بمحافظة الوادى الجديد 254 ألف فدان، وهى أكبر المساحات المزروعة على مستوى الجمهورية، وذلك نظرًا لطبيعة المحافظة الصحراوية والمناخ الجاف والمساحات الشاسعة من الأراضى التى ساهمت فى التوسع فى زراعة القمح بكافة أنواعه.



ويحرص المزارعون بالوادى الجديد كل عام على زراعة القمح والاهتمام به جيدًا، لا سيما أنه يعتبر المحصول الثانى بعد البلح مباشرة ومصدر دخل آلاف من عائلات المحافظة التى تقوم بزراعته لبيعه أو سد الفجوة الغذائية لديهم، ورغم هذه الأهمية لا تزال الأزمات الخاصة بهذا المحصول الإستراتيجية تمثل عبئًا ثقيلًا على كاهل المزارع البسيط، وأصبحت تؤثر عليه بشكل كبير سواء فى الإنتاجية أو الزراعة.

موسم الأزمات
حسنى حامد، مزارع من مركز باريس بالوادى الجديد قال: القمح من المحاصيل الإستراتيجية المهمة بالمحافظة، ويحرص الفلاح على زراعته كل عام، غير إن المشكلات التى تواجهنا كمزارعين كل عام لم يتم حلها بعد، وهو ما جعل بعضنا يستغنى عن زراعة القمح، وهناك من يزرع كل عامين مرة.

وهناك من بدأ يقلص المساحات تدريجيًا بسبب العقبات التى تواجهنا، والتى تتمثل فى عدم توفير ماكينات الحصاد الحديثة من جانب المحافظة ومديرية الزراعة، وترك المزارع فريسة للأفراد والعمال الذين يعملون فى عملية حصاد القمح يدويا ويبالغون بشكل كبير فى تكاليف الحصاد ويستغلون حاجة المزارعين وعدم قدرتهم على الحصاد بأنفسهم، إلى جانب اتساع المساحات المزروعة ليستنزفوهم فى المصروفات.

مع الأخذ فى الاعتبار أنه سبق أن طالب المزارعون مديرية الزراعة بتوفير ماكينات حصاد حديثة لهم بدلا من العمال الذين استنزفوهم فى التكاليف والنفقات.

وأضاف «حسنى»: المشكلات الثانية التى تواجهنا تتمثل فى أن محافظة الوادى الجديد تبدأ مبكرًا فى حصاد محصول القمح، قبل نحو شهر من المحافظات الأخرى.

وذلك لطبيعة المحافظة الجغرافية وارتفاع درجات الحرارة، والصوامع وشون الجمعيات الزراعية لا تستقبل المحصول إلا عندما يعلن وزير التموين تسعيرة القمح وبدء استقبال المحصول فى وقت واحد على مستوى الجمهورية.

وهو ما يدفع صغار المزارعين إلى بيع المحصول إلى تجار السوق السوداء الذين يجوبون القرى والمزارع، مستغلين عدم فتح الشون والصوامع أمام المزارعين، ليشتروا المحصول منهم بأسعار أقل من التى تعلنها وزارة التموين، والمزارعون يضطرون لبيع المحصول لهم خوفا من الفئران وعدم قدرتهم على نقله وتخزينه، إضافة إلى التقلبات الجوية المفاجئة.

تكاليف المحصول
بدوره.. قال أبو بكر حسانين، أحد مزارعى القمح بالوادى الجديد: هناك مشكلات أخرى تواجهنا تتمثل فى عدم قدرة المزارعين على نقل المحصول، نظرا لتكاليف النقل المرتفعة وعدم توفر وسائل المواصلات، وهو ما ساهم فى انتشار السوق السوداء وعدم اهتمام المزارعين لبيع القمح للدولة.

وهناك بعض المناطق لا يتوافر بها السولار اللازم لتشغيل معدات وآلات الحصاد، لذلك يستغنى بعض المزارعين عن زراعة القمح كل عام، وهناك من يلجأ إلى تقليص المساحات تدريجيا.

على الجانب الآخر، قال الدكتور، مجد المرسى، وكيل وزارة الزراعة بالوادى الجديد: الجمعية الزراعية المركزية بالمحافظة استعدت هذا الموسم لاستلام وتوريد محصول القمح من المزارعين على مستوى القرى والمدن، للموسم 2021، وذلك فى إطار التنسيق المستمر ما بين الجمعية والصوامع لخدمة المزارعين.

والمحافظة بالتنسيق مع القطاع الزراعى يعملان على تذليل العقبات واستقبال شكاوى المزارعين والعمل على حلها، ومن العام المقبل سيتم توفير آلات الحصاد الحديثة وتوزيعها على القرى والمدن لعدم استغلال المزارعين من جانب العمال والأفراد الذين يعملون فى حصاد القمح والذين يبالغون فى الأسعار.

وقال محمود الشاذلى، رئيس مجلس إدارة الجمعية الزراعية المركزية بالوادى الجديد: مع بدء موسم حصاد القمح هذا الموسم، تم التنسيق مع صوامع المحافظة، لتوريد محصول القمح واستلامه من المزارعين بالأسعار المعلنة، ومن حق أي مزارع أن يقوم بالتوريد إلى صوامع الوادى الجديد باسم الجمعية، ويتم صرف القيمة من الجمعية فور التوريد مباشرة.

وذلك طبقا للأسعار المعلنة والمحددة هذا العام، وذلك لخدمة المزارعين وتقديم كافة التسهيلات المزارعين فى إطار الدور الخدمى الفعال لخدمة المزارعين وسعر توريد أردب القمح المحلى للموسم الحالى 2021 (725) جنيها للأردب، بدرجة نظافة 23.5 قيراط، بزيادة 25 جنيها عن العام الماضى، وبواقع (715) جنيها للأردب درجة نظافة 23 قيراطًا، و(705) جنيهات للأردب درجة نظافة 22.5 قيراط.

نقلًا عن العدد الورقي...،
الجريدة الرسمية