رئيس التحرير
عصام كامل

حال مصر الآن


لعل ما حدث خلال سنوات ما بعد ثورة 25 يناير، وما تبعها من إحباطات مخيبة للآمال لشعب صنع ثورة من أجل إسقاط نظام ليحل محله نظام آخر، توقع فيه تحقيق آماله وأحلامه، ولكنه فشل فشلا زريعا في تحقيق هذه التوقعات.


لا يمكن أن يكون التواكل والحديث عن الأهل والعشيرة في كل أحاديث الرئيس هو الغالب على طبيعة اتصاله بالناس، وأن الخطب بهذه الصورة لا يمكن أن توجه إلى عامة الشعب بدرجاتهم، الذين يريدون أفعالا لا أقوالا ويجدون نيات لا تتحول إلى أعمال حقيقية من أجل نهضة البلاد، فما نيل المطالب بالتمنى ولن تكون، ولهذا عزف الشعب عن الاستماع إليه.

ولعل فشل تحقيق النهضة الموعودة التي وعد بها الرئيس الشعب في 100 يوم ثم الأحاديث التالية لهذا الفشل بأن تلك النهضة كانت مشروعا مقترحا فقط لا نهضة ذات خطة موضوعة.

ولعل أيضا الأزمات التي عاشها الشعب المصرى من أزمة السولار والدولار والبنزين أثرت على مقدرات الحياة ودعمت السوق السوداء التي اكتوى بنارها الفقير قبل الغنى وحتى الغنى لم يسلم من مظاهر الفقر التي نالت منه كما نالت من الآخرين، ولكن بمقادير مختلفة.

وعندما ننظر إلى الاستثمار الذي توقف ومعدل النمو الذي وصل تقريبا إلى الصفر، والذي انطوى أثره على انخفاض مستوى الرفاهية للشعب المصرى ليصل إلى مستوى الحضيض وهروب رءوس الأموال، علاوة على تحويلات المصريين للخارج خوفا من انهيار الدولة والدخول في دوامات لا تنتهى، وما رأيناه من تعيين الإرهابيين محافظين أتى على كل ما تبقى من صورة الحكومة لدى الشعب لتبقى الصورة الموجودة هي صورة حكومة تدعم الإرهاب بل وتولى الإرهابيين المناصب فيها.

لم نكن يوما نتوقع ما وصلنا إليه الآن من انهيار بدأ من الأخلاق، وانتهاء بانهيار منظومة الأمن مرورا بفقدان أمن سيناء وفقدان شريان الحياة في مصر.. نهر النيل.

لم يكن يوما الحكم لجماعات، ولم يكن أبدا لصورة تتلقى تعليمات من آخر، فلا يملأ عين المصريين إلا شخصية لها كاريزما تجمع الناس وتحيد الاختلافات نحو وطن لنا جميعا ليس لفئة أو جماعة، وأن التجربة المصرية كانت أكبر دليل على عدم منح حق الانتخاب لمن حرم من التعلم والمطلوب أن نراعى ذلك مستقبلا، فلا يتساوى صوت ناخب متعلم مع آخر غير متعلم.

الجريدة الرسمية