ألتراس المشايخ.. مشاهير القراء يستأجرون الجمهور فى الحفلات بـ100 جنيه.. والنقابة ترفض هذا السلوك شكلا ومضمونًا
أنجبت مصر -ولا تزال- أعظم قراء القرآن الكريم تجويدا وترتيلا.. أصواتًا تتلألأ فى شهر رمضان المبارك بعد أن حجزت لها مكانة خاصة فى قلوب وعشاق القرآن الكريم فى مختلف دول العالم.. أصواتًا تشدو من الجنة، وتمتاز بحلاوة الصوت والتمكن من الأحكام ووضوح المخارج.. أصواتًا علمت دول العالم فن التلاوة.
دولة التلاوة
المدرسة الأولى فى «دولة التلاوة المصرية» أسست أصول وآداب التلاوة، وقدمت صورة للإسلام الحقيقى فانطلقوا فى دول العالم العربية الإسلامية والأوروبية، يصدحون بآيات الذكر الحكيم، فكان فى استقبالهم الملوك والرؤساء وأصحاب المناصب العليا بكل فخر وإجلال.
ومن أبرز شيوخ هذه المدرسة الشيوخ «محمد رفعت، الحصرى، مصطفى إسماعيل، عبد الباسط عبد الصمد، البنا، المنشاوى، وأبو العينين شعيشع»، حتى وصلنا إلى الجيل الثانى أمثال «الطبلاوى» و«نعينع»، وكان كل قارئ يمثل اتجاها مستقلا من العذوبة والجمال والرصانة.
قراء السبوبة
ومع تقدم العصر ودخول التكنولوجيا الحديثة فى العديد من المجالات، تراجعت «دولة التلاوة المصرية» وفقدت جزءا كبيرا من محبيها في دول العالم مقارنة بما حققه الجيل الأول، بسبب انتشار الدخلاء ومن يعرفون بـ«قراء السبوبة» والسعى إلى الشهرة والماديات فى أوساط نقابة القراء الكريم، دون التزام الكثير بمنهج القرآن الكريم.
إضافة إلى ظاهرة «الهتيفة» والتى انتشرت مؤخرا بين صفوف القراء الشباب فى «دولة التلاوة المصرية» وخصمت من رصيدها الكثير والكثير بعد التجاوزات التى تحدث بين الحين والآخر أثناء تلاوة القراء فى العزاءات.
الشيخ محمد حشاد، نقيب القراء، شيخ عموم المقارئ المصرية، أكد أن «الدخلاء على نقابة القراء والهتيفة مصدر قلق للنقابة لأن هناك هرجًا ومرجًا فى العزاءات، وأكثر من نصف النقابة غير متقبل لذلك العمل، وحينما يذهب الشخص العادى لأداء واجب العزاء سيرى مناظر لا تسره، وأكثر من مرة ناشدنا الجمهور من خلال وسائل الإعلام عدم الهتاف أثناء التلاوة لكن للأسف الشديد يوجد بعض القراء الذين يحرضون على ذلك، وتأخذ الجمهور عشان الهتاف أثناء التلاوة.. مؤكدا على وجود إجراء لردع المهرجانات التى تحدث أثناء التلاوة»مضيفًا: «مش عارف القراء بيبقوا قاعدين إزاى والهيصة دى حواليهم».
الهتيفة المأجورين
وتابع: قديما كان هناك سمعية أما الآن فيوجد «هتيفة»، وأتذكر أننى كنت حريصًا دائما على الذهاب للشيخ مصطفى إسماعيل بعدما أنتهى من الليلة الخاصة بى للاستماع إلى ربع الختام.
أما الآن فنادر وجود السميعة المحبين وما أكثر المأجورين، وكنت فى حديث مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وذكر هذا الكلام قائلا: «القراء بيجيبوا ناس ويعطوهم فلوس علشان الهيصة»، مشيرا إلى أن النقابة ترصد تلك الأسماء وتحذرهم وهم من كبار القراء.
نقيب القراء قدَّم مجموعة من الحلول للقضاء على تلك الظاهرة التى شوهت صورة القارئ المصرى قائلا: على كل قارئ أن يبادر بوعظ الجمهور قبل التلاوة بعدم الهتاف أو التهليل، حتى يستطيع القارئ أن يعيش مع كلام الله والتركيز فى المعانى.
أما الآن أول ما الشيخ يقرأ اللى يبوس العمة والكاكولة واللى يطلع المطواة لكن بمجرد الموافقة على مشروع القانون المقدم من النقابة إلى البرلمان سننهى تلك الحالات الشاذة، والجلسة الأخيرة للنقابة استدعت بعض المخالفين وحققت معهم وأخذنا عليهم إقرارات وقدمنا أسماء بعض المخالفين للنيابة بحكم التعدى على القرآن وعدم مراعاة أحكام التجويد، مؤكدا على وضع مادة جديدة تتعلق بالضبطية القضائية وعدم قراءة أي شخص فى الأماكن العامة إلا إذا كان عضوًا بنقابة القراء.
وعن الحديث حول تحول «التلاوة» إلى «سبوبة»، قال الشيخ هانى الحسينى: لا أستطيع أن أقول ذلك، لكن على القراء أن يجددوا نيتهم مع الله ومنهم القريب من ربنا جدا، وأتمنى أن لا تكون قراءة القرآن فى العزاءات فقط، بل فى المجالس والندوات وقعدتنا الحلوة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم وضح: تعرض أمام الله يوم القيامة: "يا رب أنا قرأت القرآن". فيجاب: "قرأت ليقال قارئ"، وهو المنتشر حاليا؛ الصيت والسمعة.
ولذلك قبل أي تلاوة أقول: "اللهم تلاوة لا سمعة ولا نفاق ولا رياء خالصًا لوجه الله، فالله ربى ولا أشرك به شيئًا، قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، والأهم من ذلك هو: إحنا ليه جعلنا القرآن نغم وبس؟! صحيح زينوا القرآن بأصواتكم لكن القرآن غايب عن البعض أنه رسالة وأمانة، وربنا سيسألهم عن ذلك.
الشهرة
وأضاف: نصيحتى وأتمنى أن لا يغضب منى أحد من الجيل الجديد لا بد أن تعلموا جميعا أن القرآن منهج حياة، وليس للتربح أو للكسب، والنبى صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن»، وما وجدت حاملا لكتاب الله إلا ووجدته مستورا، يا إخواننا أرجوكم مش عاوزين نأخذ القرآن على أنه مكسب وسبوبه، فالقرآن منهج حياة، فلماذا نقتصر بالقرآن على قدر العزاءات فقط!
وفى سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة بنقابة القراء أن بعض المقرئين الكبار ومنهم: محمود الشحات أنور، والشيخ عبد الفتاح الطاروطى، وعبد الناصر حرك، وغيرهم، لديهم «هتيفة» بما يزيد على 100 جنيه للفرد، و«ألتراس» متعصب على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ينشرون التلاوات الخاصة بكل شيخ ويهاجمون الشيخ المنافس، وتلك الأفعال من شأنها الإساءة لسمعة دولة التلاوة المصرية فى العالم، كما شاهدنا من قبل أحد الأشخاص يحمل المطواة ويهدد الشيخ محمد الطنطاوى أثناء التلاوة.
نقلًا عن العدد الورقي...،
دولة التلاوة
المدرسة الأولى فى «دولة التلاوة المصرية» أسست أصول وآداب التلاوة، وقدمت صورة للإسلام الحقيقى فانطلقوا فى دول العالم العربية الإسلامية والأوروبية، يصدحون بآيات الذكر الحكيم، فكان فى استقبالهم الملوك والرؤساء وأصحاب المناصب العليا بكل فخر وإجلال.
ومن أبرز شيوخ هذه المدرسة الشيوخ «محمد رفعت، الحصرى، مصطفى إسماعيل، عبد الباسط عبد الصمد، البنا، المنشاوى، وأبو العينين شعيشع»، حتى وصلنا إلى الجيل الثانى أمثال «الطبلاوى» و«نعينع»، وكان كل قارئ يمثل اتجاها مستقلا من العذوبة والجمال والرصانة.
قراء السبوبة
ومع تقدم العصر ودخول التكنولوجيا الحديثة فى العديد من المجالات، تراجعت «دولة التلاوة المصرية» وفقدت جزءا كبيرا من محبيها في دول العالم مقارنة بما حققه الجيل الأول، بسبب انتشار الدخلاء ومن يعرفون بـ«قراء السبوبة» والسعى إلى الشهرة والماديات فى أوساط نقابة القراء الكريم، دون التزام الكثير بمنهج القرآن الكريم.
إضافة إلى ظاهرة «الهتيفة» والتى انتشرت مؤخرا بين صفوف القراء الشباب فى «دولة التلاوة المصرية» وخصمت من رصيدها الكثير والكثير بعد التجاوزات التى تحدث بين الحين والآخر أثناء تلاوة القراء فى العزاءات.
الشيخ محمد حشاد، نقيب القراء، شيخ عموم المقارئ المصرية، أكد أن «الدخلاء على نقابة القراء والهتيفة مصدر قلق للنقابة لأن هناك هرجًا ومرجًا فى العزاءات، وأكثر من نصف النقابة غير متقبل لذلك العمل، وحينما يذهب الشخص العادى لأداء واجب العزاء سيرى مناظر لا تسره، وأكثر من مرة ناشدنا الجمهور من خلال وسائل الإعلام عدم الهتاف أثناء التلاوة لكن للأسف الشديد يوجد بعض القراء الذين يحرضون على ذلك، وتأخذ الجمهور عشان الهتاف أثناء التلاوة.. مؤكدا على وجود إجراء لردع المهرجانات التى تحدث أثناء التلاوة»مضيفًا: «مش عارف القراء بيبقوا قاعدين إزاى والهيصة دى حواليهم».
الهتيفة المأجورين
وتابع: قديما كان هناك سمعية أما الآن فيوجد «هتيفة»، وأتذكر أننى كنت حريصًا دائما على الذهاب للشيخ مصطفى إسماعيل بعدما أنتهى من الليلة الخاصة بى للاستماع إلى ربع الختام.
أما الآن فنادر وجود السميعة المحبين وما أكثر المأجورين، وكنت فى حديث مع وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، وذكر هذا الكلام قائلا: «القراء بيجيبوا ناس ويعطوهم فلوس علشان الهيصة»، مشيرا إلى أن النقابة ترصد تلك الأسماء وتحذرهم وهم من كبار القراء.
نقيب القراء قدَّم مجموعة من الحلول للقضاء على تلك الظاهرة التى شوهت صورة القارئ المصرى قائلا: على كل قارئ أن يبادر بوعظ الجمهور قبل التلاوة بعدم الهتاف أو التهليل، حتى يستطيع القارئ أن يعيش مع كلام الله والتركيز فى المعانى.
أما الآن أول ما الشيخ يقرأ اللى يبوس العمة والكاكولة واللى يطلع المطواة لكن بمجرد الموافقة على مشروع القانون المقدم من النقابة إلى البرلمان سننهى تلك الحالات الشاذة، والجلسة الأخيرة للنقابة استدعت بعض المخالفين وحققت معهم وأخذنا عليهم إقرارات وقدمنا أسماء بعض المخالفين للنيابة بحكم التعدى على القرآن وعدم مراعاة أحكام التجويد، مؤكدا على وضع مادة جديدة تتعلق بالضبطية القضائية وعدم قراءة أي شخص فى الأماكن العامة إلا إذا كان عضوًا بنقابة القراء.
وعن الحديث حول تحول «التلاوة» إلى «سبوبة»، قال الشيخ هانى الحسينى: لا أستطيع أن أقول ذلك، لكن على القراء أن يجددوا نيتهم مع الله ومنهم القريب من ربنا جدا، وأتمنى أن لا تكون قراءة القرآن فى العزاءات فقط، بل فى المجالس والندوات وقعدتنا الحلوة، لأن النبى صلى الله عليه وسلم وضح: تعرض أمام الله يوم القيامة: "يا رب أنا قرأت القرآن". فيجاب: "قرأت ليقال قارئ"، وهو المنتشر حاليا؛ الصيت والسمعة.
ولذلك قبل أي تلاوة أقول: "اللهم تلاوة لا سمعة ولا نفاق ولا رياء خالصًا لوجه الله، فالله ربى ولا أشرك به شيئًا، قال تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، والأهم من ذلك هو: إحنا ليه جعلنا القرآن نغم وبس؟! صحيح زينوا القرآن بأصواتكم لكن القرآن غايب عن البعض أنه رسالة وأمانة، وربنا سيسألهم عن ذلك.
الشهرة
وأضاف: نصيحتى وأتمنى أن لا يغضب منى أحد من الجيل الجديد لا بد أن تعلموا جميعا أن القرآن منهج حياة، وليس للتربح أو للكسب، والنبى صلى الله عليه وسلم قال: «من أراد الدنيا فعليه بالقرآن، ومن أراد الآخرة فعليه بالقرآن، ومن أرادهما معا فعليه بالقرآن»، وما وجدت حاملا لكتاب الله إلا ووجدته مستورا، يا إخواننا أرجوكم مش عاوزين نأخذ القرآن على أنه مكسب وسبوبه، فالقرآن منهج حياة، فلماذا نقتصر بالقرآن على قدر العزاءات فقط!
وفى سياق متصل، أكدت مصادر مطلعة بنقابة القراء أن بعض المقرئين الكبار ومنهم: محمود الشحات أنور، والشيخ عبد الفتاح الطاروطى، وعبد الناصر حرك، وغيرهم، لديهم «هتيفة» بما يزيد على 100 جنيه للفرد، و«ألتراس» متعصب على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، ينشرون التلاوات الخاصة بكل شيخ ويهاجمون الشيخ المنافس، وتلك الأفعال من شأنها الإساءة لسمعة دولة التلاوة المصرية فى العالم، كما شاهدنا من قبل أحد الأشخاص يحمل المطواة ويهدد الشيخ محمد الطنطاوى أثناء التلاوة.
نقلًا عن العدد الورقي...،