رحيل "مكرم" ونهاية جيل كامل!

اختلف في السياسة مع مكرم محمد أحمد -مع حفظ كل الألقاب- كما تشاء.. لكن بكل المعايير فقدنا كاتبا صحفيا كبيرا ظل متميزا طوال عقود عمل في كل تخصصات مهنة الصحافة من الحوادث إلى التحقيقات.. ومن الأخبار إلى القسم السياسي.. قاد سفينة الصحفيين المصريين نقيبا عدة مرات وترأس اتحاد الصحفيين العرب عدة مرات أيضا قدم خلالها خلاصة جهده..

أعاد المصور إلى سيرتها الأولى مجلة مؤثرة تحمل للقارئ انفرادا بعد آخر ووصل بتوزيعها إلى أرقام غير مسبوقة وامتلك القدرة على الإدارة الجيدة لمؤسسة صحفية مع الأداء المهني الرفيع وهذا قليل في الساحة الصحفية!

معركة مع الإرهاب
خاض معركة شرسة ضد الإرهاب ودشن لفكرة اقتحام الأوكار الفكرية والاشتباك نظريا مع الأفكار مما عرضه للانتقام في محاولة اغتيال فاشلة بقي بعدها خلف وطنه في كل المواقف والأزمات!

تولى الأعلى للإعلام في وقت كنا نعلم بأنه يقود ويخوض مرحلة انتقالية بين مرحلة الفوضى الشاملة في الدراما والبرامج والإعلانات إلى مرحلة تقنين القيم وكانت مرحلة غاية في الصعوبة قادها وخاضها بشجاعة تحمل بسببها الكثير ممن لم يدركوا طبيعة ما يجري ولا حجم الفوضى التي كانت حتى وصلنا إلى ما نحن عليه وهو أفضل بكثير مما كنا عليه!

رحم الله كاتبنا الكبير.. برحيله انتهي جيل كامل.. جيل أساتذة الاساتذة الذي بدأ في الغياب برحيل محمد عودة وكامل زهيري وغيرهم !   
خالص العزاء لاسرته وتلاميذه ومحبيه