الدكتور أحمد السمنودي يكتب: الصوم في زمن كورونا
سنستقبل خلال أيام قلائل شهر رمضان المعظم أعاده الله على الأمة الإسلامية والعربية والعالم أجمع بالخير واليمن والبركات.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا، وما تم اتخاذه من تدابير محلية وعالمية؛ يتساءل الكثيرون: أيساعد الصيام على انتشار فيروس كورونا أم سيكون سببًا في مقاومته والحد من انتشاره ومن ثم منع الإصابة به؟
إن الحقيقة الثابتة عمليًّا، وفقًا للأبحاث المنشورة عالميًّا، هي أن الصيام يحفز جهاز المناعة؛ وقد أكد هذه الحقيقة عدد من الأبحاث التي ذكرت فوائد الصيام، وكيف أنه يساعد الجهاز المناعي على مقاومة البكتريا والفيروسات؛ حيث يساعد الجسم من خلال عدد من الأمور منها ما يلي:
أولاً: زيادة أعداد كرات الدم البيضاء.
ثانيا: تحسين الأداء الوظيفي للخلايا المناعية.
ثالثا: المساعدة في تكوين الأجسام المضادة.
رابعا: تحفيز تكوين الخلايا الجذعية.
وتبعا لذلك؛ تزيد مناعة الجسم.
كما أشار بحث - نُشِر في المجلة الأمريكية للتغذية- إلى أن نقص الشهية الذي يحدث لنا بشكل طبيعي في أول أيام الالتهابات الفيروسية والبكتيرية هو نوع من الحماية الذاتية (self defense mechanisms) وهي استجابة الجسم ودفاعه ضد الفيروسات والبكتريا بفقدان الشهية والامتناع عن الطعام.
وهناك مقالات علمية أخرى كثيرة أقرّت أنه مع الصيام، ومع انتهاء مخزون الجلوكوز من الجسم، يبدأ الجسم في الاستفادة من الأحماض الأمينية والدهون كمصدر بديل للطاقة، وينتج عن ذلك تصنيع الكيتونات التي تستهلكها خلايا الجسم والمخ كمصدر بديل للطاقة، وتحفز هذه الكيتونات جهاز المناعة في حربه ضد البكتريا والفيروسات.
وجدير بالذكر أن هناك مركزًا بحثيًّا بجامعة جنوب كاليفورنيا يطلب دائما من مرضى السرطان أن يداوموا على الصيام قبل البدء في تلقي العلاج الكيماوي؛ لتنشيط النخاع العظمي على تكوين خلايا جذعية ومناعية جديدة.
وهنا نستطيع الإجابة على هذا السؤال المهم، وهو: هل الصيام في وقتنا الحالي مفيد أو ضار؟!
وتقتضي الإجابة على هذا السؤال أن نفرِّق بين صنفين؛ الأول: صنف الأصحّاء الذين لا يعانون مشكلات صحية أو أمراضًا مزمنة؛ حيث إن الصيام يفيد هؤلاء ولا يضرهم، وليس هناك ارتباط بين الصيام والإصابة بفيروس كورونا أو غيره من الفيروسات.
والثاني: صنف المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة ممن أثبتت البحوث والدراسات الطبية أن الصيام قد يؤثر عليهم؛ إما بتأخير شفائهم وإما بالضرر، وهؤلاء من باب أولى ألا يصوموا، وأن يستشيروا أطباءهم خاصة في ظل انتشار هذا الوباء.
الحفاظ على النظافة العامة من أهم التعليمات التي يجب الحرص عليها والاهتمام بها لمقاومة هذا الوباء؛ فإن هناك عددًا من التدابير المهمة التي يجب اتباعها خلال شهر رمضان كتأخير السحور، وكذلك شرب الماء بكميات كافية طوال الفترة ما بعد الإفطار وحتي السحور؛ وضرورة تناول الفاكهه والخضراوات التي تحتوي على المياه وتقليل استخدام ملح الطعام قدر الإمكان حيث يساعد ذلك على الحفاظ على كمية المياه داخل خلايا الجسم.
وهنا نشير إلى ضرورة "تناول كميات كافية من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسده، والتي نحصل عليها من الغذاء المتوازن والتي يحتاجها الإنسان لرفع جهازه المناعي، والحد من الإصابة بالأمراض المعدية.
وكذا الإكثار من المضمضة والاستنثار، ومن الممكن زيادة عددها بخلاف مرات الوضوء، حتى يظل الفم والأنف رطبين طوال الوقت.
ومن أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها أيضًا تجنُّب التدخين تجنُّبًا تامًّا؛ إذ إن التدخين وفيروس كورونا كليهما يقللان من حركة الأهداب المسئولة عن طرد الإفرازات داخل الجهاز التنفسي العلوي كالأنف، والحلق، وكذلك السفلي كالقصبة الهوائية.
وأخيرًا يجب الحرص على تجنُّب التجمعات، وما أكثرها خلال شهر رمضان! حيث تكثر الزيارات العائلية ويتبادل الأهل والأصحاب دعوة أقاربهم وأحبابهم إلى ولائم الإفطار.
ومن باب الحرص أيضًا أنه يجب على المرء منا حال شعوره أو إصابته بأي من أعراض الإنفلونزا مثل: احتقان الحلق، أو الأنف، او الكحة، أو ارتفاع درجة الحرارة.. أن يعزل نفسه في مكان منفصل ومستقل عن الآخرين، وأن يستخدم أدوات وألبسة ومفروشات خاصة به؛ حفاظًا على نفسه وعلى من حوله.
ونسأل الله سبحانه ببركة هذا الشهر الكريم أن يحفظ أمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع من هذا الوباء.
-----------------------------------------
( * ) أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الأزهر.
وفي ظل أزمة فيروس كورونا، وما تم اتخاذه من تدابير محلية وعالمية؛ يتساءل الكثيرون: أيساعد الصيام على انتشار فيروس كورونا أم سيكون سببًا في مقاومته والحد من انتشاره ومن ثم منع الإصابة به؟
إن الحقيقة الثابتة عمليًّا، وفقًا للأبحاث المنشورة عالميًّا، هي أن الصيام يحفز جهاز المناعة؛ وقد أكد هذه الحقيقة عدد من الأبحاث التي ذكرت فوائد الصيام، وكيف أنه يساعد الجهاز المناعي على مقاومة البكتريا والفيروسات؛ حيث يساعد الجسم من خلال عدد من الأمور منها ما يلي:
أولاً: زيادة أعداد كرات الدم البيضاء.
ثانيا: تحسين الأداء الوظيفي للخلايا المناعية.
ثالثا: المساعدة في تكوين الأجسام المضادة.
رابعا: تحفيز تكوين الخلايا الجذعية.
وتبعا لذلك؛ تزيد مناعة الجسم.
كما أشار بحث - نُشِر في المجلة الأمريكية للتغذية- إلى أن نقص الشهية الذي يحدث لنا بشكل طبيعي في أول أيام الالتهابات الفيروسية والبكتيرية هو نوع من الحماية الذاتية (self defense mechanisms) وهي استجابة الجسم ودفاعه ضد الفيروسات والبكتريا بفقدان الشهية والامتناع عن الطعام.
وهناك مقالات علمية أخرى كثيرة أقرّت أنه مع الصيام، ومع انتهاء مخزون الجلوكوز من الجسم، يبدأ الجسم في الاستفادة من الأحماض الأمينية والدهون كمصدر بديل للطاقة، وينتج عن ذلك تصنيع الكيتونات التي تستهلكها خلايا الجسم والمخ كمصدر بديل للطاقة، وتحفز هذه الكيتونات جهاز المناعة في حربه ضد البكتريا والفيروسات.
وجدير بالذكر أن هناك مركزًا بحثيًّا بجامعة جنوب كاليفورنيا يطلب دائما من مرضى السرطان أن يداوموا على الصيام قبل البدء في تلقي العلاج الكيماوي؛ لتنشيط النخاع العظمي على تكوين خلايا جذعية ومناعية جديدة.
وهنا نستطيع الإجابة على هذا السؤال المهم، وهو: هل الصيام في وقتنا الحالي مفيد أو ضار؟!
وتقتضي الإجابة على هذا السؤال أن نفرِّق بين صنفين؛ الأول: صنف الأصحّاء الذين لا يعانون مشكلات صحية أو أمراضًا مزمنة؛ حيث إن الصيام يفيد هؤلاء ولا يضرهم، وليس هناك ارتباط بين الصيام والإصابة بفيروس كورونا أو غيره من الفيروسات.
والثاني: صنف المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة ممن أثبتت البحوث والدراسات الطبية أن الصيام قد يؤثر عليهم؛ إما بتأخير شفائهم وإما بالضرر، وهؤلاء من باب أولى ألا يصوموا، وأن يستشيروا أطباءهم خاصة في ظل انتشار هذا الوباء.
الحفاظ على النظافة العامة من أهم التعليمات التي يجب الحرص عليها والاهتمام بها لمقاومة هذا الوباء؛ فإن هناك عددًا من التدابير المهمة التي يجب اتباعها خلال شهر رمضان كتأخير السحور، وكذلك شرب الماء بكميات كافية طوال الفترة ما بعد الإفطار وحتي السحور؛ وضرورة تناول الفاكهه والخضراوات التي تحتوي على المياه وتقليل استخدام ملح الطعام قدر الإمكان حيث يساعد ذلك على الحفاظ على كمية المياه داخل خلايا الجسم.
وهنا نشير إلى ضرورة "تناول كميات كافية من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسده، والتي نحصل عليها من الغذاء المتوازن والتي يحتاجها الإنسان لرفع جهازه المناعي، والحد من الإصابة بالأمراض المعدية.
وكذا الإكثار من المضمضة والاستنثار، ومن الممكن زيادة عددها بخلاف مرات الوضوء، حتى يظل الفم والأنف رطبين طوال الوقت.
ومن أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها أيضًا تجنُّب التدخين تجنُّبًا تامًّا؛ إذ إن التدخين وفيروس كورونا كليهما يقللان من حركة الأهداب المسئولة عن طرد الإفرازات داخل الجهاز التنفسي العلوي كالأنف، والحلق، وكذلك السفلي كالقصبة الهوائية.
وأخيرًا يجب الحرص على تجنُّب التجمعات، وما أكثرها خلال شهر رمضان! حيث تكثر الزيارات العائلية ويتبادل الأهل والأصحاب دعوة أقاربهم وأحبابهم إلى ولائم الإفطار.
ومن باب الحرص أيضًا أنه يجب على المرء منا حال شعوره أو إصابته بأي من أعراض الإنفلونزا مثل: احتقان الحلق، أو الأنف، او الكحة، أو ارتفاع درجة الحرارة.. أن يعزل نفسه في مكان منفصل ومستقل عن الآخرين، وأن يستخدم أدوات وألبسة ومفروشات خاصة به؛ حفاظًا على نفسه وعلى من حوله.
ونسأل الله سبحانه ببركة هذا الشهر الكريم أن يحفظ أمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع من هذا الوباء.
-----------------------------------------
( * ) أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الأزهر.