نحن واليوتيرنات!
حيث إننا من
أمهر الصناع، كمصريين في نحت الكلمات والمصطلحات، وعندنا قدرة لا مثيل لها في
تليين وتطويع أي لغة في العالم للسان المصرى واللهجة المصرية، فقد سمحت لنفسي ان
أكتب يوتيرنات بديلا شعبيا شائعا للدورانات! عندنا بالطبع دوران شبرا.. ودوران
البني آدم المصرى حول نفسه في يوتيرنات مدينة نصر ..
لماذا اليوتيرن أصلا؟ في علم السكك والطرق والكبارى، فإن أي يوتيرن مقصود به تسهيل حركة مرور السيارات وانسياب الطريق وافساح الفرصة الهادئة لمن يجنح بسيارته ناحية اليسار ليعود القهقهرى.. (استدعاء مفاجئ للفظ عربي مقهور ومركون.. لكنه جميل في الحقيقة) في اتجاه الطريق الموازي للطريق الذي جاء منه ليعود إلي طريق كان ينبغي أن يقوده الطريق الأولاني إليه بدون لفة الست أم وأبو وجد وجدة أم العروسة!!
شوارع مدينة نصر
لا ينال هذا الأنين الساخر من جملة الإبداع في مد الجسور وفتح وغلق الطرق والمسارات، فضلا عن الرصف والتجميل والإشارات، وإطلاق إسم شخصيات قدمت للوطن عمرها وعملها.. ولو تكرر اسم الشخص المكرم علي أكثر من إنجاز معماري.. لا يهم.. المهم أن يعرف راكب سيارته أنه لم يدخل الغابات الاستوائية التى نبتت فجأة بمنتهى حسن النية في مدينة الأدغال المرورية المعروفة سابقا بإسم مدينة نصر.
لا ينال هذا النحيب من التنظيم والإبهار والنوايا الحسنة، ولا من الملايين التى أنفقت لتيسير حياة المواطنين وتوفير أثمان قطع الغيار التى تتهالك وتهلك بفعل المطبات والمقصات والحفر..
لكن ما وفرناه من فلوس قطع الغيار.. يلتهمه البنزين إلتهاما.. فأنت لو دخلت شارع مكرم عبيد وأردت الدوران لتعود الي شارع مش عارف إيه الحقيقة لأني مصاب الآن بالدوار.. عليك أن تمضي لآخر شارع مكرم باشا.. وتلف ثم تلف ثم تلف ثم تهدئ وتمد بوز سيارتك رويدا رويدا وأنت واخد يسارك.. وعيونك علي يمينك لأن سيلا واردا من السيارات من تلك الناحية سيهجم على الطريق هجمة المساعير.
لا ينال هذا النقد المباح من تقدير واحترام العقلية الهندسية المرورية التى جعلت الانجاز المعماري المصروف عليه بالملايين عبئا علي المواطن وسيارته ووقته وجيبه.. رغم أن كل الانشاءات الجميلة الراقية هذه قصد بها توفير الوقت وترطيب الاعصاب وخفض الانفاق علي السيارة..
يوتيرنات ممتدة
عبقرى تخطيط المرور الذي جعل المرء يري بيته علي يمينه أو يساره فلا يمكنه الوصول إليه إلا بعد قطع أربعة كيلومترات حتي يبلغ يوتيرن الرحمة.. هذا العبقرى لا يستحق الرحمة.. وكل حنق وغضب أهالي مدينة الأدغال المرورية ومن شاء حظه بقضاء مشوار في أحد شوارعها يتحول إلى لعنات سوف تنال من نومه الذي سيتحول إلى كوابيس.. ولو رآها بالفعل فليدرك أن الناس تدعو عليه آناء الليل وأطراف النهار..
لابد من إعادة النظر في منظومة أقصد لعنة اليوتيرنات الممتدة.. ولن يكون ذلك إلا بتغيير العقلية الهندسية النمطية التى دبرت هذه المقالب المرورية فنغصت حياة الناس.. هاتوا فريقا هندسيا آخر من أساتذة هندسة الطرق لديه فكر جديد: السرعة والتوفير في الوقت والمال وحرقة الأعصاب والاستمتاع.. بالانجاز المعمارى.
هذه سطور كتبتها وأنا ألف وأدور في شوارع متوازية ومتقاطعة ومتداورة.. كالمتاهة..
تبا إني أشم رائحة شياط من سيارتي.. وحروف كلماتي !
لقد ركنت في منتصف الطريق.. واللعنات تتساقط علي كالمطر.. سأقتسمها بالتأكيد مع "المهندز" صانع الأزمة!
لماذا اليوتيرن أصلا؟ في علم السكك والطرق والكبارى، فإن أي يوتيرن مقصود به تسهيل حركة مرور السيارات وانسياب الطريق وافساح الفرصة الهادئة لمن يجنح بسيارته ناحية اليسار ليعود القهقهرى.. (استدعاء مفاجئ للفظ عربي مقهور ومركون.. لكنه جميل في الحقيقة) في اتجاه الطريق الموازي للطريق الذي جاء منه ليعود إلي طريق كان ينبغي أن يقوده الطريق الأولاني إليه بدون لفة الست أم وأبو وجد وجدة أم العروسة!!
شوارع مدينة نصر
لا ينال هذا الأنين الساخر من جملة الإبداع في مد الجسور وفتح وغلق الطرق والمسارات، فضلا عن الرصف والتجميل والإشارات، وإطلاق إسم شخصيات قدمت للوطن عمرها وعملها.. ولو تكرر اسم الشخص المكرم علي أكثر من إنجاز معماري.. لا يهم.. المهم أن يعرف راكب سيارته أنه لم يدخل الغابات الاستوائية التى نبتت فجأة بمنتهى حسن النية في مدينة الأدغال المرورية المعروفة سابقا بإسم مدينة نصر.
لا ينال هذا النحيب من التنظيم والإبهار والنوايا الحسنة، ولا من الملايين التى أنفقت لتيسير حياة المواطنين وتوفير أثمان قطع الغيار التى تتهالك وتهلك بفعل المطبات والمقصات والحفر..
لكن ما وفرناه من فلوس قطع الغيار.. يلتهمه البنزين إلتهاما.. فأنت لو دخلت شارع مكرم عبيد وأردت الدوران لتعود الي شارع مش عارف إيه الحقيقة لأني مصاب الآن بالدوار.. عليك أن تمضي لآخر شارع مكرم باشا.. وتلف ثم تلف ثم تلف ثم تهدئ وتمد بوز سيارتك رويدا رويدا وأنت واخد يسارك.. وعيونك علي يمينك لأن سيلا واردا من السيارات من تلك الناحية سيهجم على الطريق هجمة المساعير.
لا ينال هذا النقد المباح من تقدير واحترام العقلية الهندسية المرورية التى جعلت الانجاز المعماري المصروف عليه بالملايين عبئا علي المواطن وسيارته ووقته وجيبه.. رغم أن كل الانشاءات الجميلة الراقية هذه قصد بها توفير الوقت وترطيب الاعصاب وخفض الانفاق علي السيارة..
يوتيرنات ممتدة
عبقرى تخطيط المرور الذي جعل المرء يري بيته علي يمينه أو يساره فلا يمكنه الوصول إليه إلا بعد قطع أربعة كيلومترات حتي يبلغ يوتيرن الرحمة.. هذا العبقرى لا يستحق الرحمة.. وكل حنق وغضب أهالي مدينة الأدغال المرورية ومن شاء حظه بقضاء مشوار في أحد شوارعها يتحول إلى لعنات سوف تنال من نومه الذي سيتحول إلى كوابيس.. ولو رآها بالفعل فليدرك أن الناس تدعو عليه آناء الليل وأطراف النهار..
لابد من إعادة النظر في منظومة أقصد لعنة اليوتيرنات الممتدة.. ولن يكون ذلك إلا بتغيير العقلية الهندسية النمطية التى دبرت هذه المقالب المرورية فنغصت حياة الناس.. هاتوا فريقا هندسيا آخر من أساتذة هندسة الطرق لديه فكر جديد: السرعة والتوفير في الوقت والمال وحرقة الأعصاب والاستمتاع.. بالانجاز المعمارى.
هذه سطور كتبتها وأنا ألف وأدور في شوارع متوازية ومتقاطعة ومتداورة.. كالمتاهة..
تبا إني أشم رائحة شياط من سيارتي.. وحروف كلماتي !
لقد ركنت في منتصف الطريق.. واللعنات تتساقط علي كالمطر.. سأقتسمها بالتأكيد مع "المهندز" صانع الأزمة!