متى فُرض صيام رمضان؟ وما معنى قوله تعالى "كما كتب على الذين من قبلكم"

كرم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الصوم ورفعا من قدر هذا الركن الركين من الإسلام حتى أصبح لهذه الفريضة مكانة عظيمة في نفوس المسلمين وقد قال البعض إن الصيام عبادة قديمة ووجد في الديانات الأخرى فما معنى قول الآية الكريمة (كما كتب على الذين من قبلكم ) ؟

يجيب فضيلة الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق فقال: فرض الله تعالى على المسلمين صيام شهر رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة، وقد ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة وإجماع الأمة.

فرض الصيام 
أما ثبوت فرضيته بالقران فنراها فى قوله تعالى الآية 183 من سورة البقرة (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ) أي فرض عليكم الصيام.

وأما ثبوت فرضيته بالسنة النبوية المطهرة فنراها فى الحديث الصحيح (بنى الاسلام على خمس ، شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله ، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا ) .

وأجمعت الأمة على فرضية صيام شهر رمضان على كل مكلف بذلك، كما أجمعت على من ينكر هذه الفرضية جحودا واستخفافا يكون خارجا عن دين الاسلام .

 ومعنى قوله " كما كتب على الذين من قبلكم " أى فرضنا عليكم الصيام ايها المسلمون كما فرضناه على الأمم السابقة .

عبادة مفروضة 
أي أن عبادة الصوم كانت مفروضة على الأمم السابقة، ولكن بكيفية لا يعلمها الا الله تعالى ، إذ لم يرد نص صحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم يبين لنا فيه كيف كان صيام الامم السابقة على الامم الاسلامية .

ومن فوائد هذه الجملة تسهيل هذه العبادة على المسلمين ، لأن الشئ الشاق تخف قسوته على الانسان اذا ما علم ان غيره قد أداه من قبل .

خير أمة 
وايضا من فوائد مجئ هذه الجملة حفز عزائم ابناء الامة الاسلامية على اداء هذه الفريضة بإخلاص ونشاط وقوة ، حتى يفوقوا من سبقهم فى ذلك ، وحتى يستحقوا وصف الله تعالى لهم بقوله فى سورة آل عمران الاية 110 (كنتم خير أمة أخرجت للناس ) .