رئيس التحرير
عصام كامل

"مصلحة نتنياهو أولا" .. هل يشعل هجوم نطنز خلافات بين واشنطن وتل أبيب؟

أمريكا
أمريكا
من الجيد بالنسبة لـ إسرائيل أن تكشف للعالم أنها مسئولة عن عمل جريء داخل إيران مثل استهداف منشأة نطنز الإيرانية، لكن عندما يحدث ذلك بسبب أهواء رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحاشيته - بينما يوجد بالفعل خلاف بينه وبين الرئيس الأمريكي جو بايدن - فليس من المؤكد أن إسرائيل تسير في الاتجاه الصحيح وخاصة حينما يدفع الأمر إلى مزيد من التوتر بين واشنطن وتل أبيب.



محادثات فيينا


اتضح أن انقطاع التيار الكهربائي الذي حدث في نطنز نتج عن انفجار كبير خلف حفرة بعمق سبعة أمتار في منطقة المولدات والمحولات بالمنشأة النووية الإيرانية الرئيسية. تشير هذه الحقيقة ، التي نشرها الإيرانيون ، إلى قدرة غير عادية على إدخال كميات كبيرة من المتفجرات إلى المنشأة إلى هذا الحد الأمور جيدة لكن ما يجري وراء الكواليس من محاولة عرقلة محادثات فينا ومساعي تل أبيب للتأثير على واشنطن ومحادثاتها مع طهران من أجل التوصل إلى تفاهمات بشأن الاتفاق النووي.

مصلحة شخصية


كما أن خطوة نتنياهو بشأن إعلان تحمل إسرائيل مسئولية الهجوم ضد منشأة نطنز الإسرائيلية في الواقع يخدم مصالحه الشخصية لتحقيق مكاسب تسهل له تشكيل الحكومة الجديدة لكن التحذيرات الإسرائيلية تؤكد أن ذلك يضر بمصالح إسرائيل ولا يخدم سوى نتنياهو الذي يريد أن يظهر كونه حقق انجازات ضخمة كاستهدف منشأة إيرانية بهذا الحجم.




نتنياهو

ونتنياهو تناسى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن انهى "شهر العسل" بين بلاده ونتنياهو الذي امتد طيلة عهد دونالد ترامب. حيث أبدت إدارة بايدن استعدادها للانضمام مجددا إلى الاتفاق والبدء برفع العقوبات إذا عادت إيران للإيفاء بكامل التزاماتها المنصوص عليها فيه، ما يعني ان اتخاذ إسرائيل خطوات إسرائيلية أحادية الجانب ضد إيران لا يرضي واشنطن التي تسير في طريق المفاوضات، غير أن ذلك من شأنه أن يشعل التوتر بين الطرفين في ضوء السبل المختلفة بين واشنطن وتل أبيب في طريقة التعامل مع الملف النووي.


ويأتي ذلك في وقت تُجرى محادثات في فيينا بين إيران والدول الأخرى التي لا تزال مشاركة في اتفاق 2015 "ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا"، حول طريقة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق المبرم في العاصمة النمساوية.

العقوبات الأمريكية


قد يرد الإيرانيون ، لكنهم مهتمون الآن برفع العقوبات الأمريكية وتخفيف المصاعب الاقتصادية الشديدة ، لذا لن يفعلوا أي شيء لعرقلة المفاوضات. خلاصة القول أن الضجيج الإعلامي المحيط بما يوصف بهجوم الموساد على نطنز في إيران مفرط في أبعاده بالتأكيد.
الجريدة الرسمية