قرار وزارى بالسهر فى الأماكن العامة في رمضان عام 1920
أعلنت الملكية فى عهد السلطان أحمد فؤاد الجمع بين لقبى الملك والسلطان بعد قيام ثورة 1919 وتحولت مصر من سلطنة إلى مملكة، ومع سيادة الازمة الاقتصادية العالمية الناتجة عن الحرب الأولى، أصدر الملك فؤاد أول فرمان له بتكليف سعيد باشا بتكليف الوزارة.
وفى كتابه (تاريخ مصر القومى من 1914 ــ 1921) كتب المؤرخ عبد الرحمن الرافعى يقول: فى نوفمبر عام 1919 أصدر السلطان فؤاد مرسوما بتكليف سعيد باشا بالوزارة بعد استقالة وزارة حسين رشدى باشا تحت ضغط الرأى العام وذلك لتهدئة الأوضاع فى البلاد.
أعلن سعيد باشا أن وزارته إدارية لا تمت للسياسة بصلة بالرغم من أنه تولى وزارة الداخلية ايضا، وكان هناك عداء بين سعد زغلول وسعيد باشا بحكم العداء مع الوزارة السابقة.
قوبلت الوزارة بالمظاهرات العدائية فى كل مكان بدأت بمظاهرة من مسجد أبو العباس بالاسكندرية وفرقها البوليس وقتل ضابط وقبض على الكثيرين وكان رمضان على الابواب.
أرادت الوزارة أن تتودد إلى الجمهور لامتصاص السخط العام فأذاعت قرارا قالت فيه: من وزير الداخلية سعيد باشا رئيس الوزراء لقد انتهى الاتفاق مع السلطة العسكرية على إزالة القيود للتسهيل على المسلمين التفرغ أثناء شهر رمضان المبارك لإحياء لياليه بقراءة القرآن والاستماع إلى آية الذكر الحكيم وتأدية جميع العبادات والعادات التى اعتادوها فى هذا الشهر الكريم.
أضاف: صدرت الأوامر إلى رؤساء المناطق فى جميع أنحاء مصر بعدم التضييق على المسلمين فى استعمالهم لأنوار مساكنهم أو تعليق الزينات الصاخبة وعدم التعرض لهم فى سهرهم وغدوهم ورواحهم للتزاور خارج بيوتهم مهما تأخرت ساعات الليل مع احترام ماجرت عليه عادة الكثير منهم من حيث تمضية ليالى هذا الشهر أو بعضها فى المطاعم والمقاهى والأماكن العامة والمساجد.
يقول عبد الرحمن الرافعى: إن ظاهر هذا القرار هو رغبة الوزارة صرف الأمة عن الكفاح السياسى والاجتماعات السرية والمظاهرات الى الانشغال بالسهر ووسائل اللهو وذلك مما يتنافى مع قدسية وجلال الشهر الكريم.
زاد صدور القرار من سخط الناس الذين اعتبروه استخفافا بهم وبثورة 1919 وقوبل بعدم الاهتمام وسار المصريون فى نهجهم وعاداتهم التى اعتادوها منذ دخل الإسلام مصر.