«أكواز اللقاح» تهدد مليوني نخلة في «الوادي الجديد».. توسعات المزارع أشعلت الأزمة.. وتحذيرات من «وارد الخارج»
«أكواز اللقاح».. أزمة حادة يواجهها أصحاب مزارع النخيل في محافظة الوادي الجديد، بعد اكتشافهم عدم توافرها تزامنًا مع بدء موسم التلقيح الأمر الذي يهدد المحصول الإستراتيجي الأولى للمحافظة، الذي تحتل به المرتبة الأولى على مستوى محافظات الجمهورية ودول شمال أفريقيا.
النخيل في الوادي الجديد
تمتلك محافظة الوادى الجديد أكثر من مليوني نخلة مزروعة على مساحة تتجاوز 21 ألف فدان، منها 90 % من الصنف السيوى عالى الجودة والباقى أصناف أخرى كـ«البرحى، المجدول، الحجازى، والمنتور» فيما يبلغ الإنتاج السنوى أكثر من 165 ألف طن سنويًا.
ويبلغ عدد المصانع ووحدات التصنيع أكثر من 150 وحدة، حيث تحتل المحافظة بهذه الإنتاجية المرتبة الأولى من بين محافظات الجمهورية ودول شمال أفريقيا، وتصدر محصولها إلى أكثر من 7 دول عربية وآسيوية، ويعتبر محصول البلح هو المحصول الأول في «الوادى الجديد» نظرا لطبيعة المناخ والتربة وجودة المحصول.
الأمر الذي ساهم في زيادة المساحات المنزرعة سنويا في النخيل وتوفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة سواء في الزراعة أو الإنتاج والتصنيع، ورغم الأهمية الاقتصادية لمحصول البلح في الوادى الجديد.
أكواز اللقاح
هناك عدة مشكلات ظهرت على الساحة مؤخرا أصبحت تهدد المحصول الإستراتيجي الذي ينتظر المزارعون حصاده كل عام، أبرزها مشكلة البحث عن «أكواز اللقاح» والتي يتم من خلالها تلقيح النخيل لكي تتحول العراجين الصغيرة إلى ثمار، لأن أشجار النخيل تختلف عن باقى الأشجار والنباتات الأخرى، حيث يجب تلقيحها يدويا عن طريق البشر وليس عن طريق الهواء.
ولذلك يتم جلب «أكواز اللقاح» من النخيل الذكور ثم يتم وضعها داخل العراجين الصغيرة بالنخيل الإناث، لكى تتم عملية التلقيح وضمان نمو الثمار، ومن هنا بدأت الأزمة حيث أصبحت أعداد النخيل الذكور قليلة للغاية، وهو ما لا يتناسب مع الأعداد الكبيرة من النخيل الإناث.
محمد سيد منصور، مزارع من أهالي محافظة الوادى الجديد، أكد أن المحافظة باتت في أزمة كبيرة تهدد محصول البلح، بسبب عدم توافر اكواز اللقاح للقيام بعملية تلقيح النخيل.
مضيفًا أن المزارعين خلال العشر سنوات الأخيرة أجروا توسعات كبيرة في المساحات المنزرعة بالنخيل الإناث لا تتناسب مع أعداد النخيل الذكور وهو ما شكل أزمة كبيرة، حيث أصبح المزارعون في مهمة شاقة لتوفير أكواز اللقاح للنخيل الإناث الخاص بهم.
ومنهم من ينجح في توفير أكواز اللقاح، فيما يفشل الأغلبية في توفير اللقاح لأغلب مزارعهم، الأمر الذي بات يؤثر سلبا على الإنتاجية السنوية، وهناك مساحات كبيرة من النخيل لا تعطى محصولا بسبب عدم القيام بعملية التلقيح والتي تتم خلال هذه الفترة من العام وتحديدا من أول مارس حتى منتصف أبريل.
التوسعات
وأشار «منصور» إلى أن أصحاب المزارع الكبيرة لجأوا مؤخرا إلى شراء أكواز لقاح من خارج المحافظة، وهذه الأكواز غالية الثمن، فالكوز الواحد يصل من 40 لـ 60 جنيهًا في حين سعره لا يتجاوز 10 أو 15 جنيها، هذا فضلًا عن أنها من أصناف أخرى رديئة ومجهولة المصدر تؤثر بالسلب على إنتاجية المحصول.
وقد تحمل هذه الأكواز القادمة من خارج المحافظة آفات وأمراضا قد تؤثر على أشجار النخيل التي سيتم تلقيحها، مشيرًا إلى أن سوسة النخيل الحمراء هي آخر الآفات التي تفتك بثروة النخيل بالوادى الجديد.
من جهته أوضح الدكتور يوسف دياب، باحث في مركز البحوث الزراعية، خبير في زراعة النخيل بمحافظة الوادي الجديد، أن «عملية التلقيح عبارة عن انتقال حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة وهي عملية مهمة جدا يجب القيام بها كل عام، لأنه دون إجراء عملية التلقيح لا يعطي النخيل إنتاجية.
وقد يفقد الإنتاج بنسبة 100 %، ومواعيد إجراء عملية التلقيح الأمثل تتم بعد تفتح الأغاريض المؤنثة بـ3-4 أيام، وتتم هذه العملية يدويا وليس عن طريق الرياح، لأنها تكون غير مضمونة، ويجب على المزارعين الاهتمام بزراعة ذكور النخيل بعد معاناة الأهالي من نقص اللقاح والاتجاه لشرائه من المحافظات المجاورة مثل أسيوط وسوهاج والمنيا وغيرها.
وكشف «دياب» أن بعض المزارعين يتنازعون على اللقاح الذكوري لقلته في الواحات، حيث تتجول بعض السيارات من المحافظات المجاورة لبيع هذه اللقاحات مع اقتراب موسم التلقيح الثانوي الذي ينتظره الجميع.
على جانب آخر أكد وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، الدكتور مجدي المرسي، أنه تم خلال الفترة السابقة تكثيف الندوات الإرشادية الخاصة بمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تهدد أشجار النخيل بالمحافظة، وبضرورة التوسع في زراعة النخيل الذكور لمواجهة التوسعات الزراعية في زراعية النخيل الإناث.
وأوضح أنه بالتعاون مع مركز البحوث الإقليمي التابع لوزارة الزراعة تم عقد سلسلة من الندوات الإرشادية، تم التركيز في مناقشتها مع المزارعين على عدة محاور رئيسية منها ضرورة زراعة النخيل الذكور، وكيفية مواجهة سوسة النخيل الحمراء، والفحص السليم لأشجار النخيل، والقطاع الزراعى يسعى جاهدا لحل هذه الأزمة السنوية التي يواجهها المزارعون حفاظا على المحصول.
نقلًا عن العدد الورقي...
النخيل في الوادي الجديد
تمتلك محافظة الوادى الجديد أكثر من مليوني نخلة مزروعة على مساحة تتجاوز 21 ألف فدان، منها 90 % من الصنف السيوى عالى الجودة والباقى أصناف أخرى كـ«البرحى، المجدول، الحجازى، والمنتور» فيما يبلغ الإنتاج السنوى أكثر من 165 ألف طن سنويًا.
ويبلغ عدد المصانع ووحدات التصنيع أكثر من 150 وحدة، حيث تحتل المحافظة بهذه الإنتاجية المرتبة الأولى من بين محافظات الجمهورية ودول شمال أفريقيا، وتصدر محصولها إلى أكثر من 7 دول عربية وآسيوية، ويعتبر محصول البلح هو المحصول الأول في «الوادى الجديد» نظرا لطبيعة المناخ والتربة وجودة المحصول.
الأمر الذي ساهم في زيادة المساحات المنزرعة سنويا في النخيل وتوفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة سواء في الزراعة أو الإنتاج والتصنيع، ورغم الأهمية الاقتصادية لمحصول البلح في الوادى الجديد.
أكواز اللقاح
هناك عدة مشكلات ظهرت على الساحة مؤخرا أصبحت تهدد المحصول الإستراتيجي الذي ينتظر المزارعون حصاده كل عام، أبرزها مشكلة البحث عن «أكواز اللقاح» والتي يتم من خلالها تلقيح النخيل لكي تتحول العراجين الصغيرة إلى ثمار، لأن أشجار النخيل تختلف عن باقى الأشجار والنباتات الأخرى، حيث يجب تلقيحها يدويا عن طريق البشر وليس عن طريق الهواء.
ولذلك يتم جلب «أكواز اللقاح» من النخيل الذكور ثم يتم وضعها داخل العراجين الصغيرة بالنخيل الإناث، لكى تتم عملية التلقيح وضمان نمو الثمار، ومن هنا بدأت الأزمة حيث أصبحت أعداد النخيل الذكور قليلة للغاية، وهو ما لا يتناسب مع الأعداد الكبيرة من النخيل الإناث.
محمد سيد منصور، مزارع من أهالي محافظة الوادى الجديد، أكد أن المحافظة باتت في أزمة كبيرة تهدد محصول البلح، بسبب عدم توافر اكواز اللقاح للقيام بعملية تلقيح النخيل.
مضيفًا أن المزارعين خلال العشر سنوات الأخيرة أجروا توسعات كبيرة في المساحات المنزرعة بالنخيل الإناث لا تتناسب مع أعداد النخيل الذكور وهو ما شكل أزمة كبيرة، حيث أصبح المزارعون في مهمة شاقة لتوفير أكواز اللقاح للنخيل الإناث الخاص بهم.
ومنهم من ينجح في توفير أكواز اللقاح، فيما يفشل الأغلبية في توفير اللقاح لأغلب مزارعهم، الأمر الذي بات يؤثر سلبا على الإنتاجية السنوية، وهناك مساحات كبيرة من النخيل لا تعطى محصولا بسبب عدم القيام بعملية التلقيح والتي تتم خلال هذه الفترة من العام وتحديدا من أول مارس حتى منتصف أبريل.
التوسعات
وأشار «منصور» إلى أن أصحاب المزارع الكبيرة لجأوا مؤخرا إلى شراء أكواز لقاح من خارج المحافظة، وهذه الأكواز غالية الثمن، فالكوز الواحد يصل من 40 لـ 60 جنيهًا في حين سعره لا يتجاوز 10 أو 15 جنيها، هذا فضلًا عن أنها من أصناف أخرى رديئة ومجهولة المصدر تؤثر بالسلب على إنتاجية المحصول.
وقد تحمل هذه الأكواز القادمة من خارج المحافظة آفات وأمراضا قد تؤثر على أشجار النخيل التي سيتم تلقيحها، مشيرًا إلى أن سوسة النخيل الحمراء هي آخر الآفات التي تفتك بثروة النخيل بالوادى الجديد.
من جهته أوضح الدكتور يوسف دياب، باحث في مركز البحوث الزراعية، خبير في زراعة النخيل بمحافظة الوادي الجديد، أن «عملية التلقيح عبارة عن انتقال حبوب اللقاح من الأزهار المذكرة إلى الأزهار المؤنثة وهي عملية مهمة جدا يجب القيام بها كل عام، لأنه دون إجراء عملية التلقيح لا يعطي النخيل إنتاجية.
وقد يفقد الإنتاج بنسبة 100 %، ومواعيد إجراء عملية التلقيح الأمثل تتم بعد تفتح الأغاريض المؤنثة بـ3-4 أيام، وتتم هذه العملية يدويا وليس عن طريق الرياح، لأنها تكون غير مضمونة، ويجب على المزارعين الاهتمام بزراعة ذكور النخيل بعد معاناة الأهالي من نقص اللقاح والاتجاه لشرائه من المحافظات المجاورة مثل أسيوط وسوهاج والمنيا وغيرها.
وكشف «دياب» أن بعض المزارعين يتنازعون على اللقاح الذكوري لقلته في الواحات، حيث تتجول بعض السيارات من المحافظات المجاورة لبيع هذه اللقاحات مع اقتراب موسم التلقيح الثانوي الذي ينتظره الجميع.
على جانب آخر أكد وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، الدكتور مجدي المرسي، أنه تم خلال الفترة السابقة تكثيف الندوات الإرشادية الخاصة بمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء التي تهدد أشجار النخيل بالمحافظة، وبضرورة التوسع في زراعة النخيل الذكور لمواجهة التوسعات الزراعية في زراعية النخيل الإناث.
وأوضح أنه بالتعاون مع مركز البحوث الإقليمي التابع لوزارة الزراعة تم عقد سلسلة من الندوات الإرشادية، تم التركيز في مناقشتها مع المزارعين على عدة محاور رئيسية منها ضرورة زراعة النخيل الذكور، وكيفية مواجهة سوسة النخيل الحمراء، والفحص السليم لأشجار النخيل، والقطاع الزراعى يسعى جاهدا لحل هذه الأزمة السنوية التي يواجهها المزارعون حفاظا على المحصول.
نقلًا عن العدد الورقي...