رئيس التحرير
عصام كامل

عاطف فاروق يكتب: قصة الرشوة التائهة بين كبير الأئمة ومدير أوقاف القاهرة

عاطف فاروق
عاطف فاروق
أزاح حكم قضائي، النقاب عن أسرار وتفاصيل مثيرة في قضية الرشوة التائهة داخل المظروف الأبيض بين مدير مديرية أوقاف القاهرة، وكبير أئمة إدارة أوقاف غرب القاهرة المقيدة برقم 313 لسنة 61 قضائية عليا وردت في أقوال شهود أمام النيابة الإدارية حضروا الواقعة.


وقالت المحكمة التأديبية العليا بمجلس الدولة في حكمها، إن المخالفة الأولى التي نسبتها النيابة الإدارية للمحال إبراهيم عبد النبي حواش، كبير الأئمة بإدارة أوقاف غرب القاهرة بأنه قام بعرض مظروف أبيض به مبلغ مكون من عدد (2) ورقة فئة (200) جنيه وعدد (1) ورقة فئة (100) جنيه بإجمالي (500) جنيه على خالد خضر إبراهيم مدير مديرية أوقاف القاهرة عقب انتهاء الاجتماع الشهري المقرر لمديري الإدارات التابعة لمديرية أوقاف القاهرة داخل مكتب مدير المديرية بغرض التوسط له لدى رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف.

وجاء بأقوال محمد شحاتة، مدير إدارة شرق مدينة نصر، إنه بعد انتهاء الاجتماع الشهري بمكتب وكيل وزارة الأوقاف بالقاهرة وأثناء الانصراف وكان يجمع متعلقاته الشخصية فانتبهت على صوت الشيخ خالد خضر وهو ينادي على الشيخ إبراهيم عبد النبي مفتش بإدارة أوقاف غرب القاهرة وهو يقول له "تعالى إرجع خد الظرف بتاعك" ولم يرجع الشيخ وانصرف فقام وكيل الوزارة خالد خضر بإمساك الظرف ورفعه إلى الحاضرين وهو منهم وقام بفتح المظروف فتبين وجود مبلغ مالي به مبلغ 500 جنيه، ولم ير الشيخ إبراهيم وهو يقوم بتسليم الشيخ خالد المظروف المتواجد به المبلغ المالي.

كما قال أحمد عبد المنعم عبد الرحمن، مفتش عام ديوان عام وزارة الأوقاف، بأنه أثناء تواجده بمديرية أوقاف القاهرة بمكتب وكيل وزارة أوقاف القاهرة بعد انتهاء الاجتماع الشهري المقرر فوجئ بصوت وكيل الوزارة الشيخ خالد خضر وهو في يده ظرف ويقول الظرف فيه ايه إفتح الظرف موجهاً كلامه لإبراهيم عبد النبي ولكن هذا المفتش كان قد انصرف من الحجرة فقام الشيخ خالد خضر بفتح الظرف أمام الجميع وتبين وجود مبلغ مالي به ثم بعد ذلك قام باستدعاء مدير مكتبه وطلب منه إعداد مذكرة وإرفاق المبلغ به وطلب منه التوقيع كشاهد.

وأضاف بأنه لم ير إبراهيم عبد النبي وهو يقوم بتسليم خالد خضر المظروف المغلق المتواجد به مبلغ 500 جنيه لكنه رأى الظرف في يد خالد خضر وهو يوجه الكلام لإبراهيم عبد النبي، فضلاً عن أقوال رمضان محمد عبد الغني مسعود، مفتش دعوة بمديرية أوقاف الفيوم بأن الشيخ إبراهيم عبد النبي المفتش بإدارة أوقاف غرب القاهرة قام بإعطاء مدير مديرية أوقاف القاهرة مظروف داخل مكتبه عقب انتهاء الاجتماع الشهري المقرر لمديري الإدارات التابعة للمديرية وحال قيام الشيخ خالد بفتح المظروف تبين وجود مبلغ 500 جنيه وفر هاربًا بعدها الشيخ إبراهيم عبد النبي.

وقام الشيخ خالد خضر باستدعاء مدير مكتبه وطلب منه إعداد مذكرة بالواقعة، بالإضافة إلى أقوال أحمد محمد محمد حسن، مدير إدارة أوقاف المقطم بمديرية أوقاف القاهرة، بأنه حضر شخص يدعى إبراهيم عبد النبي يعمل مفتش بإدارة أوقاف غرب القاهرة وهذا ما علمه بعد ذلك من أنه موظف بهذه الإدارة وكان متوجه إلى الشيخ خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة بمكتبه وأعطاه مظروفا وقام الشيخ خالد بفتح المظروف فتبين وجود مبلغ 500 جنيه بالمظروف وانصرف فجأة المفتش المذكور عقب فتح المظروف فقام الشيخ خالد بالمناداة على مدير مكتبه وطلب منه إعداد مذكرة بالواقعة.

وأضاف الشاهد بأنه رأى المفتش إبراهيم عبد النبي وهو يقوم بتسليم خالد خضر مدير مديرية أوقاف القاهرة المظروف ولم يحدث أمامه أن طلب إبراهيم عبد النبي حواش، كبير الأئمة بإدارة أوقاف غرب القاهرة من مدير مديرية الأوقاف طلباً محدداً، وكذا أقوال محمد فتحي أبو الحسين، وكيل مديرية الأوقاف بالقاهرة، بأنه بعد انتهاء الاجتماع الشهري المقرر لمديري الإدارات بمكتب وكيل وزارة أوقاف القاهرة ففوجئ بقيام المفتش إبراهيم عبد النبي بمنح الشيخ خالد خضر مظروف مغلق، فقام الشيخ خالد بفتح المظروف فوجد به مبلغ مالي، فثار الشيخ خالد، ففر المفتش المذكور هارباً، وأضاف أنه لا يعلم سبب هذه الواقعة وأنه لم ير إبراهيم عبد النبي يطلب شئ من الشيخ خالد خضر.

وأكدت المحكمة أن أقوال الشهود اختلفت حول صحة واقعة قيام المحال بتسليم الشيخ خالد خضر، مدير أوقاف القاهرة ظرفًا به مبلغ خمسمائة جنيه، فشهد البعض منهم أنه لم ير المحال يسلمه أى مظروف، وشهد البعض الآخر أنهم شاهدوا المحال يسلم مدير الأوقاف المظروف.

وأكد جميع الشهود على أنهم لم يسمعوا المحال يطلب من الثانى شيئا، وإزاء تضارب أقوال الشهود حول واقعة تسليم المحال للثاني ظرفا يحتوى على مبلغ نقدى، واجماعهم على عدم سماعهم للمحال يطلب شيئا من الشيخ خالد خضر، فقد حامت الشكوك والظنون حول صحة هذه الوقائع والأفعال ومدى صحة صدورها عن المحال، وبذلك فإنها لم تعد ثابتة يقينا الأمر الذي يتعين معه القضاء ببراءته مما هو منسوب إليه، وتكتفي المحكمة بذكر ذلك في أسباب الحكم دون منطوقه.

وبشأن المخالفة الثانية المنسوبة للمحال والتى تتمثل فى أنه توجه إلى مقر مديرية أوقاف القاهرة دون الحصول على خط سير رسمي من جهة عمله، فقد تبين للمحكمة أن المحال كان قد توجه إلى مكتب مدير مديرية الأوقاف بالقاهرة، وقد أقر بالتحقيقات أنه ذهب إلى مقر مديرية أوقاف القاهرة للسؤال عن مستحقاته المالية المتأخرة، بدون خط سير رسمي، فإن المخالفة المنسوبة إليه تكون ثابتة في حقه ثبوتاً يقينياً، الأمر الذي يستوجب مجازاته عنها بخصم أجر يوم واحد من راتبه.

صدر الحكم برئاسة المستشار حاتم محمد داود فرج الله، نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين أدهم محمد لطفي عوض لطفي ومحمد أبو العيون جابر علي، نائبا رئيس مجلس الدولة وسكرتارية محمد حسن عبد المقصود.

الجريدة الرسمية