أيهما أجمل هلال شعبان أم هلال رمضان؟ [ذاكرة الكتب] | فيديو
أيهما أجمل هلال شعبان أم هلال رمضان؟
أيهما أجمل شارع محمد علي أم شارع الأزهر؟
أيها أجمل القاهرة أم الأسكندرية .. باريس أم سنتريس؟!!
مجموعة من التساؤلات التي يطرحها الفيديو المنشور والتي يجيب عنها الدكاترة زكي مبارك في كتابه الممتع «الحديث ذو شجون».
الحديث ذو شجون
«الحديث ذو شجون» هو مجموعة من المقالات لزكي مبارك قامت ابنته كريمة بجمعها بعد رحيله، وانتقتها من سلسلة المقالات التي كان ينشرها بشكل منتظم على مدار سبع سنوات تقريبا سواء في مجلة «الرسالة» أو في جريدة «البلاغ»، تحت هذا العنوان الثابت الذي تم اختياره كعنوان للكتاب، أو تحت عناوين أخرى، وقامت الهيئة العامة للكتاب بطباعتها سنة 1980 حينما كان يرأسها الشاعر صلاح عبدالصبور.
الكتاب يقع في نحو 540 صفحة من القطع الكبير ولا يضم سوى قلة من النصوص التي كان مبارك ينشرها أسبوعياً طوال السنوات السبع الأخيرة من حياته والكتاب بصياغته الأدبية الرشيقة وبموضوعاته المتنوعة والتناول العميق لهذه الموضوعات يضع كاتبه في المكانة التي يجب أن يستحقها كواحد من كتاب الصف الأول الموسوعيين الذين عاصرتهم مصر في ذروة نهضتها الفكرية والأدبية التي بزغت في أوائل القرن الماضي.
البداية في سنتريس
بدأ زكى عبدالسلام مبارك رحلته في قرية سنتريس بالمنوفية حيث ولد في الخامس من أغسطس 1892، وتأثر في طفولته بحفظ القرآن في كتاب القرية وبصحبة الفلاحين فى «الغيط» حيث يعمل معهم وبالاستماع إلى المداحين الذين كانوا ينشدون المواويل فى «سامر» القرية .. ومن هنا نشات في وجدانه ملكة الشعربعد أن أتم حفظ القرآن الكريم في طفولته، بالإضافة إلى حفظ ما يزيد على ثلاثين ألف بيت من الشعر العربي، مما كان له عميق الأثر عليه عند التحاقه بالأزهر في عام 1908، حيث لقب بشاعر الأزهر، إلى أن حصل على ليسانس الآداب عام 1921.
وكان زكي مبارك شاعرا وله ديوان «ألحان الخلود»، لكنه عرف في عالم النثر بشكل أكبر وفي هذا المضمار أنتج 45 كتاباً منهم كتابان باللغة الفرنسية عندما كان يدرس في فرنسا. كما قام بتأليف رواية واحدة «دموع العشاق».
زكي مبارك المتمرد
عرف زكي مبارك بنزعته الدائمة إلى التمرد ، وقد دفعه تمرده وتحديه لجيله من الكتاب للقيام بثلاث أطروحات حصل بسببها علي ثلاث درجات للدكتوراه متتالية لقب بعدها بالدكاترة زكي مبارك.. كانت الأولى عام 1924 حول «أخلاقيات الإمام الغزالي» من جامعة السوربون الفرنسية، والثانية كانت من الجامعة نفسها في 25 أبريل عام 1931 وكانت حول «النثر الفني في القرن الرابع الهجري»، أما الثالثة فكانت من الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالياً) حول «الفلسفة الإسلامية والصوفية في الإسلام» وكانت في عام 1937، وهذه الإرادة الحديدية هي التي جعلته ضمن كوكبة الأدباء الذين كان لهم أعظم تأثير في الحركة الأدبية المعاصرة.
وفي عام 1927 سافر إلى فرنسا للدراسة علي نفقته الخاصة؛ يقضي بها أربعة أشهر من كل عام للدراسة ثم يقضي بالقاهرة المدة المتبقية من العام حيث يعمل بالصحافة والتدريس من اجل جمع نفقات إقامته في باريس، واستمر الحال علي هذا حتى أبريل 1931 إلى أن حصل علي الدكتوراه. وقد أسفرت هذه التجربة عن كتاب سجل فيه مشاهداته وذكرياته التي عاشها في باريس.
زكي مبارك الثائر
ظهر اهتمام زكي مبارك بالقضايا القومية منذ شبابه حيث حمل قلمه للدفاع عن القضية المصرية مهاجماً الاستعمار بصلابة حتى أثناء دراسته في باريس والتي كان يهاجم فيها فرنسا كدولة استعمارية.
واستغل زكي مبارك قدرته على الخطابة باللغتين العربية والفرنسية أثناء اشتراكه في ثورة 1919م إلى أن سجن مع زعمائها في ديسمبر عام 1919 وكان عمره وقتها 28 عاما.
المعارك الأدبية
في عام 1923 تولى زكي مبارك مسؤولية التحرير الأدبي بجريدة البلاغ ، كما ترأس تحرير جريدة الأفكار، إلا أنه لم ينل ما يستحقه في مصر لكثرة المعاركه الأدبية التي خاضها مع أفذاذ عصره من الأدباء والمفكرين بل والسياسيين، وشهدت الفترة بين عامي1931 و 1952 أي منذ عودته من باريس وحتى وفاته معارك ومساجلات أدبية بعضها اتسم بالعنف وبعضها كان هادئا نسبيا خاضها زكي مبارك مع عدد كبير من أدباء عصره منهم: د. طه حسين، وعباس محمود العقاد، وإسماعيل القباني، وإبراهيم عبدالقادر المازني، وغيرهم، وزاد من هذا الظلم الذي تعرض له أنه نأى بنفسه عن التيارات الحزبية ومحاباة القصر والنفوذ البريطاني، ووهب نفسه ـ إلى جانب عمله كمفتش للغة العربية بالمدارس الحكومية ـ للتأليف والكتابة باللغتين العربية والفرنسية، وآخر مقالاته التي داوم على نشرها «الحديث ذو شجون»، ومن بين مؤلفاته: العشاق الثلاثة، عبقرية الشريف الرضي، ألحان الخلود، الموازنة بين الشعراء، وغيرها. وقد منحته دولة العراق ـ التي رحل إليها للعمل بها بعد أن سدت أمامه سبل العمل في مصر ـ وسام الرافدين في عام 1947.
نهاية المسيرة
وفى يوم 23 يناير 1952، سقط زكى مبارك أثناء سيره في شارع عماد الدين فشج رأسه ليلقى حتفه بعدها بساعات قليلة، وبعد ثلاثة أيام شب حريق القاهرة في 26 يناير 1952 لينشغل كل المصريين في الهم السياسي الذي انتهى بثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952.
أيهما أجمل شارع محمد علي أم شارع الأزهر؟
أيها أجمل القاهرة أم الأسكندرية .. باريس أم سنتريس؟!!
مجموعة من التساؤلات التي يطرحها الفيديو المنشور والتي يجيب عنها الدكاترة زكي مبارك في كتابه الممتع «الحديث ذو شجون».
الحديث ذو شجون
«الحديث ذو شجون» هو مجموعة من المقالات لزكي مبارك قامت ابنته كريمة بجمعها بعد رحيله، وانتقتها من سلسلة المقالات التي كان ينشرها بشكل منتظم على مدار سبع سنوات تقريبا سواء في مجلة «الرسالة» أو في جريدة «البلاغ»، تحت هذا العنوان الثابت الذي تم اختياره كعنوان للكتاب، أو تحت عناوين أخرى، وقامت الهيئة العامة للكتاب بطباعتها سنة 1980 حينما كان يرأسها الشاعر صلاح عبدالصبور.
الكتاب يقع في نحو 540 صفحة من القطع الكبير ولا يضم سوى قلة من النصوص التي كان مبارك ينشرها أسبوعياً طوال السنوات السبع الأخيرة من حياته والكتاب بصياغته الأدبية الرشيقة وبموضوعاته المتنوعة والتناول العميق لهذه الموضوعات يضع كاتبه في المكانة التي يجب أن يستحقها كواحد من كتاب الصف الأول الموسوعيين الذين عاصرتهم مصر في ذروة نهضتها الفكرية والأدبية التي بزغت في أوائل القرن الماضي.
البداية في سنتريس
بدأ زكى عبدالسلام مبارك رحلته في قرية سنتريس بالمنوفية حيث ولد في الخامس من أغسطس 1892، وتأثر في طفولته بحفظ القرآن في كتاب القرية وبصحبة الفلاحين فى «الغيط» حيث يعمل معهم وبالاستماع إلى المداحين الذين كانوا ينشدون المواويل فى «سامر» القرية .. ومن هنا نشات في وجدانه ملكة الشعربعد أن أتم حفظ القرآن الكريم في طفولته، بالإضافة إلى حفظ ما يزيد على ثلاثين ألف بيت من الشعر العربي، مما كان له عميق الأثر عليه عند التحاقه بالأزهر في عام 1908، حيث لقب بشاعر الأزهر، إلى أن حصل على ليسانس الآداب عام 1921.
وكان زكي مبارك شاعرا وله ديوان «ألحان الخلود»، لكنه عرف في عالم النثر بشكل أكبر وفي هذا المضمار أنتج 45 كتاباً منهم كتابان باللغة الفرنسية عندما كان يدرس في فرنسا. كما قام بتأليف رواية واحدة «دموع العشاق».
زكي مبارك المتمرد
عرف زكي مبارك بنزعته الدائمة إلى التمرد ، وقد دفعه تمرده وتحديه لجيله من الكتاب للقيام بثلاث أطروحات حصل بسببها علي ثلاث درجات للدكتوراه متتالية لقب بعدها بالدكاترة زكي مبارك.. كانت الأولى عام 1924 حول «أخلاقيات الإمام الغزالي» من جامعة السوربون الفرنسية، والثانية كانت من الجامعة نفسها في 25 أبريل عام 1931 وكانت حول «النثر الفني في القرن الرابع الهجري»، أما الثالثة فكانت من الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حالياً) حول «الفلسفة الإسلامية والصوفية في الإسلام» وكانت في عام 1937، وهذه الإرادة الحديدية هي التي جعلته ضمن كوكبة الأدباء الذين كان لهم أعظم تأثير في الحركة الأدبية المعاصرة.
وفي عام 1927 سافر إلى فرنسا للدراسة علي نفقته الخاصة؛ يقضي بها أربعة أشهر من كل عام للدراسة ثم يقضي بالقاهرة المدة المتبقية من العام حيث يعمل بالصحافة والتدريس من اجل جمع نفقات إقامته في باريس، واستمر الحال علي هذا حتى أبريل 1931 إلى أن حصل علي الدكتوراه. وقد أسفرت هذه التجربة عن كتاب سجل فيه مشاهداته وذكرياته التي عاشها في باريس.
زكي مبارك الثائر
ظهر اهتمام زكي مبارك بالقضايا القومية منذ شبابه حيث حمل قلمه للدفاع عن القضية المصرية مهاجماً الاستعمار بصلابة حتى أثناء دراسته في باريس والتي كان يهاجم فيها فرنسا كدولة استعمارية.
واستغل زكي مبارك قدرته على الخطابة باللغتين العربية والفرنسية أثناء اشتراكه في ثورة 1919م إلى أن سجن مع زعمائها في ديسمبر عام 1919 وكان عمره وقتها 28 عاما.
المعارك الأدبية
في عام 1923 تولى زكي مبارك مسؤولية التحرير الأدبي بجريدة البلاغ ، كما ترأس تحرير جريدة الأفكار، إلا أنه لم ينل ما يستحقه في مصر لكثرة المعاركه الأدبية التي خاضها مع أفذاذ عصره من الأدباء والمفكرين بل والسياسيين، وشهدت الفترة بين عامي1931 و 1952 أي منذ عودته من باريس وحتى وفاته معارك ومساجلات أدبية بعضها اتسم بالعنف وبعضها كان هادئا نسبيا خاضها زكي مبارك مع عدد كبير من أدباء عصره منهم: د. طه حسين، وعباس محمود العقاد، وإسماعيل القباني، وإبراهيم عبدالقادر المازني، وغيرهم، وزاد من هذا الظلم الذي تعرض له أنه نأى بنفسه عن التيارات الحزبية ومحاباة القصر والنفوذ البريطاني، ووهب نفسه ـ إلى جانب عمله كمفتش للغة العربية بالمدارس الحكومية ـ للتأليف والكتابة باللغتين العربية والفرنسية، وآخر مقالاته التي داوم على نشرها «الحديث ذو شجون»، ومن بين مؤلفاته: العشاق الثلاثة، عبقرية الشريف الرضي، ألحان الخلود، الموازنة بين الشعراء، وغيرها. وقد منحته دولة العراق ـ التي رحل إليها للعمل بها بعد أن سدت أمامه سبل العمل في مصر ـ وسام الرافدين في عام 1947.
نهاية المسيرة
وفى يوم 23 يناير 1952، سقط زكى مبارك أثناء سيره في شارع عماد الدين فشج رأسه ليلقى حتفه بعدها بساعات قليلة، وبعد ثلاثة أيام شب حريق القاهرة في 26 يناير 1952 لينشغل كل المصريين في الهم السياسي الذي انتهى بثورة الضباط الأحرار في 23 يوليو 1952.