«طارق شوقي.. المتناقض».. هاجم الامتحانات الورقية وامتدحها بعد سقوط السيستم.. ورفض الامتحان المجمع ثم دافع عنه
«لف وارجع تاني».. إستراتيجية فرضتها الظروف المحيطة بالعملية التعليمية على الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، وتجربة نظام «التابلت» بامتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي.
فبعد 3 سنوات من تطبيق النظام الجديد، قررت الوزارة، في 23 مارس المنقضي، التراجع عنه، والعودة إلى نظام الامتحانات الورقية مرة أخرى، ليس هذا فحسب، لكن الظروف الاستثنائية التي فرضتها الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة جائحة تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) فرضت شكلًا مغايرا عن الشكل التقليدي المعروف عن الامتحانات الورقية المعتادة.
العودة للامتحان الورقي
وخرج الدكتور طارق شوقي، في 23 مارس الماضي ليعلن عن طرق وضوابط تقييم المواد الأساسية لطلاب الصف الأول والثاني الثانوي بالمدارس الرسمية والخاصة وخطة استكمال الدراسة والامتحانات.
ولكن ما صرح به «شوقي» في ذلك الوقت أثار حالة من الجدل والغضب بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث قرر التراجع عن عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي إلكترونيا عبر أجهزة التابلت وعقدها ورقيا داخل لجان مؤمنة بالمدارس، خاصة بعد المشكلات التي ظهرت خلال امتحانات الفصل الدراسي الأول ووقوع السيستم في أول مادتين، وانتشار حالات الغش بين الطلاب باللجان بشكل فج.
وقررت الوزارة عقد امتحانين مجمعين لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي في نهاية شهري أبريل ومايو عن طريق اختيار من متعدد في ورقة مجمعة، وتكون الإجابة بورقة منفصلة بنظام بابل شيت، لمحاولة للقضاء على ظاهرة الغش، فمن المقرر أن يتم امتحان الطلاب في اليوم الواحد ثلاث مواد في ورقة واحدة مجمعة.
الامتحان المجمع
المثير هنا أنه فور إعلان وزير التربية والتعليم عن تفاصيل قراره الجديد، سادت حالة من الغضب والاستياء بين الطلاب وأولياء الأمور بسبب طبيعة المناهج الدسمة لطلاب أولى وثانية ثانوي، وعدم قدرة الطالب لاستيعاب امتحان موحد مكون من ثلاث مواد بورقة واحدة.
لكن الأكثر إثارة وغرابة في الوقت ذاته، دفاع الوزير عن قراره الجديد، رغم أنه صرح قبل ذلك بأنه لا يمكن أن يتم عقد امتحان مجمع لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بسبب طبيعة المناهج الخاصة بهم، ليناقض «شوقي» نفسه في تصريحات تليفزيونية قائلا:«منقدرش نعمل امتحان مجمع للصفين الأول والثاني الثانوي لأن مستوى المناهج عندهم أكثر تعقيدًا».
وعلى الصعيد التربوي أكد الدكتور محمد عبد العزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه لا توجد عقلية طالب يمكن أن تستوعب أن يتم عقد امتحان له في ثلاث مواد بورقة واحدة خاصة مع طبيعة المناهج المقررة على الطلاب.
وأضاف «عبد العزيز»: هذه القرارات منافية تماما لأي نظام تربوي، لذلك كان لابد على وزير التربية والتعليم وضع خطة مناسبة ترضي جميع الأطراف، وما يحدث يدل على حالة تخبط داخل وزارة التربية والتعليم.
ويفقد الطالب المصداقية في التعليم، فلا توجد رؤية واضحة لتقييم وتقويم الطلاب، ولهذا فإنه يجب إعادة النظر في كتب المدرسة والمناهج التي يتم تدريسها، وأن يتم تعديل المنهج وفقا لظروف فيروس كورونا وتخفيفه على الطلاب بدلا من عقد امتحانات مجمعة للطلاب وفقا لما يتناسب مع طبيعة المناهج ومعالجة المادة العلمية بطريقة مختلفة تضمن تحقيق الغرض من التعليم بتلك المرحلة وفقا للمعايير التربوية.
وتابع: امتحانات الصف الأول الثانوي بالفصل الدراسي الأول فقدت مصداقيتها عقب تسريبها، وأثبتت وجود خلل في منظومة القائمين على وضع الامتحانات، كما أنها لم تؤدي دورها الأساسي وهو تقييم التجربة، بل تسببت في وجود حالة نفسية للطلاب، وقرار عودة الامتحانات الورقية غير صحيح تربويًا خاصة بعد تطبيقه اليكترونيًا.
واكد أنه يمكن وضع بدائل لامتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي تتناسب مع طبيعة المناهج ولا تكن بمثابة عبء إضافي على الطلاب مثل عقد اختبارات شهرية شفوية أو «أون لاين» للمواد التي تتناسب مع مقررات كل مادة مثل مواد اللغة العربية والفرنسية والإيطالية وهكذا، فيما يتم امتحان الطالب تحريرا لبتقى المواد مثل العلوم والرياضيات.
غضب أولياء الأمور
من جانبها أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، أن عقد امتحان مجمع لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بالمدارس الرسمية والخاصة عبء وضغط وظلم كبير للطلاب.
وأضافت أن طلاب الأول والثاني الثانوي ليسوا مثل طلاب الإعدادية والابتدائية حتى يتم امتحانهم في امتحان مجمع يضم عدة مواد بها كم كبير من المنهج، مناشدة الوزارة إعادة النظر في القرار على أن يتم عقد امتحان منفصل لكل مادة على حده مثلما حدث بامتحانات الفصل الدراسي الأول لرفع العبء والضغط على الطلاب وأولياء أمورهم.
وأوضحت «عبير» أن أولياء الأمور يتساءلون عن أسباب تراجع الوزارة عن عقد الامتحان على جهاز التابلت وقرارها بان تكون الإمتحانات ورقية، مطالبة الوزارة بتوضيح الأمر إلى أولياء الأمور.
في السياق ذاته، قالت ولية أمر أحد الطلاب، تحفظت على ذكر اسمها: «بصراحة مينفعش كده كل شوية قرار جديد وجدول ظالم، هما إعدادى ولا ابتدائي علشان يعمل امتحان مجمع، وعدد الأسئلة قليل لكل مادة والطالب لو معرفش يحل كويس كده المادة ضاعت منه لأن درجة التيرم الأقل مش حاسبها وكأنه ممتحنش وذاكر وتعب إزاى يضيع مجهود 5 شهور وكأنهم مش موجودين».
نقلًا عن العدد الورقي...،
فبعد 3 سنوات من تطبيق النظام الجديد، قررت الوزارة، في 23 مارس المنقضي، التراجع عنه، والعودة إلى نظام الامتحانات الورقية مرة أخرى، ليس هذا فحسب، لكن الظروف الاستثنائية التي فرضتها الإجراءات الاحترازية المتبعة لمواجهة جائحة تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) فرضت شكلًا مغايرا عن الشكل التقليدي المعروف عن الامتحانات الورقية المعتادة.
العودة للامتحان الورقي
وخرج الدكتور طارق شوقي، في 23 مارس الماضي ليعلن عن طرق وضوابط تقييم المواد الأساسية لطلاب الصف الأول والثاني الثانوي بالمدارس الرسمية والخاصة وخطة استكمال الدراسة والامتحانات.
ولكن ما صرح به «شوقي» في ذلك الوقت أثار حالة من الجدل والغضب بين الطلاب وأولياء الأمور، حيث قرر التراجع عن عقد امتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي إلكترونيا عبر أجهزة التابلت وعقدها ورقيا داخل لجان مؤمنة بالمدارس، خاصة بعد المشكلات التي ظهرت خلال امتحانات الفصل الدراسي الأول ووقوع السيستم في أول مادتين، وانتشار حالات الغش بين الطلاب باللجان بشكل فج.
وقررت الوزارة عقد امتحانين مجمعين لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي في نهاية شهري أبريل ومايو عن طريق اختيار من متعدد في ورقة مجمعة، وتكون الإجابة بورقة منفصلة بنظام بابل شيت، لمحاولة للقضاء على ظاهرة الغش، فمن المقرر أن يتم امتحان الطلاب في اليوم الواحد ثلاث مواد في ورقة واحدة مجمعة.
الامتحان المجمع
المثير هنا أنه فور إعلان وزير التربية والتعليم عن تفاصيل قراره الجديد، سادت حالة من الغضب والاستياء بين الطلاب وأولياء الأمور بسبب طبيعة المناهج الدسمة لطلاب أولى وثانية ثانوي، وعدم قدرة الطالب لاستيعاب امتحان موحد مكون من ثلاث مواد بورقة واحدة.
لكن الأكثر إثارة وغرابة في الوقت ذاته، دفاع الوزير عن قراره الجديد، رغم أنه صرح قبل ذلك بأنه لا يمكن أن يتم عقد امتحان مجمع لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بسبب طبيعة المناهج الخاصة بهم، ليناقض «شوقي» نفسه في تصريحات تليفزيونية قائلا:«منقدرش نعمل امتحان مجمع للصفين الأول والثاني الثانوي لأن مستوى المناهج عندهم أكثر تعقيدًا».
وعلى الصعيد التربوي أكد الدكتور محمد عبد العزيز، الأستاذ بكلية التربية جامعة عين شمس، أنه لا توجد عقلية طالب يمكن أن تستوعب أن يتم عقد امتحان له في ثلاث مواد بورقة واحدة خاصة مع طبيعة المناهج المقررة على الطلاب.
وأضاف «عبد العزيز»: هذه القرارات منافية تماما لأي نظام تربوي، لذلك كان لابد على وزير التربية والتعليم وضع خطة مناسبة ترضي جميع الأطراف، وما يحدث يدل على حالة تخبط داخل وزارة التربية والتعليم.
ويفقد الطالب المصداقية في التعليم، فلا توجد رؤية واضحة لتقييم وتقويم الطلاب، ولهذا فإنه يجب إعادة النظر في كتب المدرسة والمناهج التي يتم تدريسها، وأن يتم تعديل المنهج وفقا لظروف فيروس كورونا وتخفيفه على الطلاب بدلا من عقد امتحانات مجمعة للطلاب وفقا لما يتناسب مع طبيعة المناهج ومعالجة المادة العلمية بطريقة مختلفة تضمن تحقيق الغرض من التعليم بتلك المرحلة وفقا للمعايير التربوية.
وتابع: امتحانات الصف الأول الثانوي بالفصل الدراسي الأول فقدت مصداقيتها عقب تسريبها، وأثبتت وجود خلل في منظومة القائمين على وضع الامتحانات، كما أنها لم تؤدي دورها الأساسي وهو تقييم التجربة، بل تسببت في وجود حالة نفسية للطلاب، وقرار عودة الامتحانات الورقية غير صحيح تربويًا خاصة بعد تطبيقه اليكترونيًا.
واكد أنه يمكن وضع بدائل لامتحانات الصفين الأول والثاني الثانوي تتناسب مع طبيعة المناهج ولا تكن بمثابة عبء إضافي على الطلاب مثل عقد اختبارات شهرية شفوية أو «أون لاين» للمواد التي تتناسب مع مقررات كل مادة مثل مواد اللغة العربية والفرنسية والإيطالية وهكذا، فيما يتم امتحان الطالب تحريرا لبتقى المواد مثل العلوم والرياضيات.
غضب أولياء الأمور
من جانبها أكدت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء أمور المدارس الخاصة، أن عقد امتحان مجمع لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي بالمدارس الرسمية والخاصة عبء وضغط وظلم كبير للطلاب.
وأضافت أن طلاب الأول والثاني الثانوي ليسوا مثل طلاب الإعدادية والابتدائية حتى يتم امتحانهم في امتحان مجمع يضم عدة مواد بها كم كبير من المنهج، مناشدة الوزارة إعادة النظر في القرار على أن يتم عقد امتحان منفصل لكل مادة على حده مثلما حدث بامتحانات الفصل الدراسي الأول لرفع العبء والضغط على الطلاب وأولياء أمورهم.
وأوضحت «عبير» أن أولياء الأمور يتساءلون عن أسباب تراجع الوزارة عن عقد الامتحان على جهاز التابلت وقرارها بان تكون الإمتحانات ورقية، مطالبة الوزارة بتوضيح الأمر إلى أولياء الأمور.
في السياق ذاته، قالت ولية أمر أحد الطلاب، تحفظت على ذكر اسمها: «بصراحة مينفعش كده كل شوية قرار جديد وجدول ظالم، هما إعدادى ولا ابتدائي علشان يعمل امتحان مجمع، وعدد الأسئلة قليل لكل مادة والطالب لو معرفش يحل كويس كده المادة ضاعت منه لأن درجة التيرم الأقل مش حاسبها وكأنه ممتحنش وذاكر وتعب إزاى يضيع مجهود 5 شهور وكأنهم مش موجودين».
نقلًا عن العدد الورقي...،
