حواديت فكري أباظة مع المغفلين والأغبياء
في كتابه "حواديت" الذي جمع فيه الكاتب الساخر فكرى أباظة مجموعة مقالاته التي نشرها بمجلة المصور والهلال، وفى مقال عن كذبة أبريل التي تمارس وتطلق في الأول من أبريل قال فيه:
اعتدنا نحن البشر أن نتندر فنتهم الشهر الرابع من السنة وهو شهر أبريل بالكذب، في ذلك اليوم الأول الذي يسميه أهل لندن بيوم المغفلين والحمقى لما يفعلونه من أكاذيب، ومن أشهر ما حدث في أوروبا من أكاذيب في أول أبريل أن جريدة إيفننج ستار الإنجليزية أعلنت عن إقامة معرض عام للحمير في أول أبريل 1846، وجرى الإنجليز لمشاهدته وتجمعوا بأعداد مهولة وظلوا ينتظرون، وطال الانتظار، وسألوا عن وقت عرض الحمير ولم يجدوا شيئا وعلموا أنهم إنما جاءوا يستعرضون أنفسهم كأنهم الحمير.
المصيبة الكبرى أننا غالطنا أنفسنا نحن البشر فقبلنا أكاذيب أبريل على أنها حلال، بل تنافسنا في ابتكار الأكاذيب في أول أبريل، ويصدقها من يسمعها ويصبح ضحية لسخريتهم، وأبريل مظلوم، مظلوم كشهر لأنه لا يختلف كثيرا في فن الكذب عن يناير وفبراير ومارس، إلى آخر الشهور، ومظلوم كاسم لأنه لا يختلف كثيرا في فن الكذب عن بقية الأسماء لعلي ومجدى وصالح وجرجس وحسن وإبراهيم وسوسو وعلي وزوزو.
إلا أن شهر أبريل يمتاز عن بقية الشهور وعن بقية الأسماء بأن أكاذيبه المبتكرة ظريفة وخفيفة، وأنها تهدف إلى المداعبة والمزاح بخلاف أكاذيب باقي الشهور والأسماء.
ونحن البشر نغالط حتى في الكذب فنتهم أبريل وأول أبريل، ونحن نكذب كل يوم من أيامنا وكل شهر من شهورنا وكل ساعة بل كل دقيقة ولحظة في كل مواقف حياتنا.
والكذب شائع في هذه الدنيا أيام السلم وأيام الحرب معا، ففى أيام السلم تسمع من ساسة الدول الألفاظ المعسولة الحلوة بأن بلادهم بريئة من المطامع والأهواء، وأن غاياتهم القدسية هي السلام والمساواة والإخاء، وتكون البرامج الحقيقية المعدة لذلك هي الاستيلاء والفتح والاستعباد.
وكل سياسي عالمي يكذب كل شهر ألف كذبة وكذبة على من حوله، وكل حكومة تكذب كل شهر ألف كذبة على زميلتها، ثم تنفضح الأكاذيب وتستقر وتتجلى لأن الكذب أصبح قاعدة من قواعد القانون الدولي الحقيقي، لا الكاذب، والحكومات لا تكذب على شعوب العالم فحسب، بل على شعوبها هي بالذات.. والتاريخ يضم في سجلاته وموسوعاته ملايين الأكاذيب، ورغم أن كل منا يرفض أن يسمى كذابا لذلك يطلق على أكاذيبه أسماء مختلفة فأحيانا كذب للمجاملة، كذب أبيض، كذب ملون، كذب ترضية، كذب مايضرش وكلها مسألة ذوق.
والمواثيق الدولية الشهيرة كلها كاذبة، والمعاهدات كاذبة وقوانين الانتخابات كلها كاذبة والصحافة والإذاعة مليئة بالأكاذيب، وفي حياة الأفراد فالكذب عنصر من عناصر الحياة كالتنفس والشم واللمس والسمع والأكل، وأشهر أنواع الكذب السائدة هو كذب الرجل على زوجته عندما تسأله كنت فين يا راجل؟
اعتدنا نحن البشر أن نتندر فنتهم الشهر الرابع من السنة وهو شهر أبريل بالكذب، في ذلك اليوم الأول الذي يسميه أهل لندن بيوم المغفلين والحمقى لما يفعلونه من أكاذيب، ومن أشهر ما حدث في أوروبا من أكاذيب في أول أبريل أن جريدة إيفننج ستار الإنجليزية أعلنت عن إقامة معرض عام للحمير في أول أبريل 1846، وجرى الإنجليز لمشاهدته وتجمعوا بأعداد مهولة وظلوا ينتظرون، وطال الانتظار، وسألوا عن وقت عرض الحمير ولم يجدوا شيئا وعلموا أنهم إنما جاءوا يستعرضون أنفسهم كأنهم الحمير.
المصيبة الكبرى أننا غالطنا أنفسنا نحن البشر فقبلنا أكاذيب أبريل على أنها حلال، بل تنافسنا في ابتكار الأكاذيب في أول أبريل، ويصدقها من يسمعها ويصبح ضحية لسخريتهم، وأبريل مظلوم، مظلوم كشهر لأنه لا يختلف كثيرا في فن الكذب عن يناير وفبراير ومارس، إلى آخر الشهور، ومظلوم كاسم لأنه لا يختلف كثيرا في فن الكذب عن بقية الأسماء لعلي ومجدى وصالح وجرجس وحسن وإبراهيم وسوسو وعلي وزوزو.
إلا أن شهر أبريل يمتاز عن بقية الشهور وعن بقية الأسماء بأن أكاذيبه المبتكرة ظريفة وخفيفة، وأنها تهدف إلى المداعبة والمزاح بخلاف أكاذيب باقي الشهور والأسماء.
ونحن البشر نغالط حتى في الكذب فنتهم أبريل وأول أبريل، ونحن نكذب كل يوم من أيامنا وكل شهر من شهورنا وكل ساعة بل كل دقيقة ولحظة في كل مواقف حياتنا.
والكذب شائع في هذه الدنيا أيام السلم وأيام الحرب معا، ففى أيام السلم تسمع من ساسة الدول الألفاظ المعسولة الحلوة بأن بلادهم بريئة من المطامع والأهواء، وأن غاياتهم القدسية هي السلام والمساواة والإخاء، وتكون البرامج الحقيقية المعدة لذلك هي الاستيلاء والفتح والاستعباد.
وكل سياسي عالمي يكذب كل شهر ألف كذبة وكذبة على من حوله، وكل حكومة تكذب كل شهر ألف كذبة على زميلتها، ثم تنفضح الأكاذيب وتستقر وتتجلى لأن الكذب أصبح قاعدة من قواعد القانون الدولي الحقيقي، لا الكاذب، والحكومات لا تكذب على شعوب العالم فحسب، بل على شعوبها هي بالذات.. والتاريخ يضم في سجلاته وموسوعاته ملايين الأكاذيب، ورغم أن كل منا يرفض أن يسمى كذابا لذلك يطلق على أكاذيبه أسماء مختلفة فأحيانا كذب للمجاملة، كذب أبيض، كذب ملون، كذب ترضية، كذب مايضرش وكلها مسألة ذوق.
والمواثيق الدولية الشهيرة كلها كاذبة، والمعاهدات كاذبة وقوانين الانتخابات كلها كاذبة والصحافة والإذاعة مليئة بالأكاذيب، وفي حياة الأفراد فالكذب عنصر من عناصر الحياة كالتنفس والشم واللمس والسمع والأكل، وأشهر أنواع الكذب السائدة هو كذب الرجل على زوجته عندما تسأله كنت فين يا راجل؟