رئيس التحرير
عصام كامل

قابيل وهابيل في بيت الحسين.. «طائر العقاب» ينقذ الأردن من جحيم ساعة الصفر

الملك عبد الله وشقيقه
الملك عبد الله وشقيقه الأمير حمزة
تعيش المملكة الأردنية الهاشمية منذ مطلع الأسبوع الجاري، أياما عصيبة على خلفية محاولة انقلاب فاشلة على عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني.


أزمة محاولة الانقلاب التى تكشفت ملامحها عقب نشر أخبار متفرقة بدأت بخبر عن اعتقال رئيس الديوان الملكي الأردني الأسبق، باسم عوض الله، ثم تقاطرت الأخبار حول حملة الاعتقالات حتى ظهر اسم ولى العهد السابق الأمير حمزة بن الحسين كطرف فاعل فى تلك المحاولة.



دور المخابرات الأردنية 

وبعيدا عن كواليس الانقلاب التى حجب قرار حظر النشر المعلومات عنها، يبقى الدور الفاعل فى إفشال المحاولة ورصدها للمخابرات الأردنية المعروفة بتاريخها العريق والتي تتخذ من طائر العقاب -نوع من الجوارح- رمزا لها أثناء اصطياده الأفعى، للتعبير عن فاعلية الجهاز فى حماية الأمن القومى للبلاد.


وحسب معلومات مصادر قريبة الصلة بتداعيات الانقلاب فى الأردن، فإن المخابرات العامة رصدت نشاطات وتحركات للأمير حمزة  شقيق الملك عبدالله، وأشخاص آخرين، كما قامت الاستخبارات برصد اتصالات مع جهات خارجية شملت الاتفاق على التوقيت الأنسب "ساعة الصفر" للبدء في خطوات لزعزعة أمن الأردن.


تحقيقات مؤامرة الانقلاب 

وأضافت المصادر، أن جميع التحقيقات التى تولى جهاز المخابرات الأردنية الأشرف عليها، صيغت فى تقرير نهائى مع توصيات رفعت إلى الملك عبدالله،  بإحالة هذه النشاطات و القائمين عليها إلى محكمة أمن الدولة.


لكن العاهل الأردنى ارتأى الحديث مباشرة مع الأمير حمزة، ليتم التعامل مع المسألة ضمن إطار الأسرة، وذهب له رئيس أركان الجيش يوسف أحمد الحنيطي، والتقى بالفعل الأمير حمزة.


وطلب منه التوقف عن كل التحركات و النشاطات والتوقف عن التغريد على حسابه بموقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، وهى تحركات اعتبرت السلطات أنها تستهدف أمن الأردن واستقراره غير أن الأمير لم يتجاوب مع المطلب طالب رئيس الأركان بمغادرة المنزل.


وطبقا لما جاء فى التسريب الصوتى الجديد الذي انتشر على مواقع التوصل الاجتماعى منذ أمس، بدأ الحوار الذي قال الأمير حمزة بن الحسين إنه سجله بالسر ونشره بين معارفه، سمع فيه صوت رئيس الأركان يطلب منه عدم التغريد في "تويتر"، وعدم الاختلاط بالناس في الداخل والخارج والالتزام بالزيارات العائلية.


تسريب صوتي للأمير حمزة 

وفي رده على كلام رئيس الأركان الأردنى، قال ولي العهد السابق متعجبًا، "أنت في بيت الحسين، أنت بتدخل علي وتقول لي ما أفعل ومع مين ألتقي مشان وطني وفي بيتي؟".

وأضاف الأمير حمزة، "أنت جاي تهددنى تقولي ما أطلع أشوف الناس وما أختلط؟ يعني تقول أنتو الأجهزة الأمنية جايين تهددوني؟"، وانتهى حوار التجاذب بطلبه من رئيس الأركان الخروج من منزله وركوب سيارته.

وقبل المغادرة رد الحنيطي، “لقد بلغّت رسالتى، رسالتي أنا ورسالة مدير المخابرات العامة ورسالة مدير الأمن العام، أن تلتزم بما قلته لك.

وأجاب عليه الأمير حمزة، "أنا أردني حر ابن أبي، ولي الحق بأن أخدم وطني وأبناء وطني، كما أقسمت له وهو على سرير الموت.. أنا كنت ولي عهد هذا البلد بأمر من والدي، وجدد طلبه من رئيس الأركان بمغادرة منزله".

تقرير أمريكى حول انقلاب الأردن 

واعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لها، بأن جهود الوساطة بين الملك وشقيقه الأمير حمزة ربما تكون قد تعثرت، بعد تسريب التسجيل الصوتي له مع رئيس أركان الجيش يوسف الحنيطي.

ومنذ الإعلان عن تفاصيل محاولة الانقلاب فى الأردن، انهالت بيانات التأييد من الدول العربية لنظام الملك عبدالله فى وجه ما يحاك ضد المملكة الهاشمية، واليوم الثلاثاء، أجري الرئيس الأمريكى جو بايدن، اتصالا هاتفيا بالعاهل الأردنى للتعبير عن دعم أمريكا القوي للأردن وللتأكيد على أهمية قيادته بالنسبة لأمريكا والمنطقة.

كلمة الملك عبد الله

وأكد العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى، فى وقت سابق اليوم، أن الفتنة وئدت والأردن آمن ومستقر، مشيرا إلى أن تحدي الأيام الماضية لم يكن الأصعب على الوطن لكنه كان الأكثر إيلاماً بالنسبة له.

وقال: "إن الأمير حمزة في قصره ومع عائلته وتحت رعايتي، والأمير التزم بأن يكون مخلصا لرسالة الآباء والأجداد، وبأن يضع مصلحة الأردن ودستوره فوق أي اعتبارات"، مشيرا إلى أنه قرر التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، موكلاً هذا المسار إلى عمه الأمير الحسن بن طلال.

وتابع العاهل الأردنى، نواجه هذه التحديات كما فعلنا دائما متحدين يدا واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة، لا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم كأخ وكولي أمر العائلة الهاشمية"، مؤكدا أن مسؤوليته الأولى هي خدمة الأردن وحماية أهله ودستوره وقوانينه، مشيرا إلى أن أطراف الفتنة كانت من داخل بيته وخارجه.
الجريدة الرسمية