رئيس التحرير
عصام كامل

موكب الحضارة الفرعونية.. عظمة مصرية

استعادت مصر الفرح وتصدرت العالم بإقتدار عن طريق براعة استثمار واستعراض كنز لا يملكه سواها من الحضارة والتاريخ وآثار الفراعنة، التي قالت عنها المديرة العامة لمنظمة "اليونسكو" أودري أزولاي، التي حضرت الاحتفال بمعية الرئيس السيسي إن "نقل المومياوات إلى المتحف القومي للحضارة هو نتاج عمل طويل للحفاظ عليها وعرضها بأفضل شكل، وأمام أعيننا يمر تاريخ الحضارة المصرية".


أما الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بدأ في قمة الفخر والسعادة بما يشاهده من إنجاز، فوقف منفرداً عند مدخل متحف الحضارة لاستقبال ملوك وملكات مصر القدامى، خلال مرور العربيات الفرعونية المهيبة التي تقل المومياوات، وكل منها تتحمل تعريفا بصاحب المومياء ومزينة بنقوش فرعونية بديعة، وكان الرئيس أكد في تغريداته أن "ذلك المشهد المهيب دليل جديد على عظمة الشعب المصري، حارس الحضارة الفريدة، التي تعود جذورها إلى عمق التاريخ"، مستحضراً أرواح الأجداد العظماء الذين حافظوا على الوطن وخلقوا حضارة تفتخر بها البشرية.

ما زال الشعب المصري، مزهواً فخوراً بما تحقق وتحفل حساباته الإلكترونية بصور ومقاطع من الموكب الملكي وكذلك صور تماثيل وأيقونات الفراعنة، والأمر نفسه مع كثير من الدول العربية، اللهم إلا بعض الأصوات النشاز من الحاقدين والكارهين لكل ما هو مصري التي حاول أصحابها التقليل بأي شكل من حجم الإنجاز، لكنها تبقى فئة ضالة من بعض الجنسيات العربية.

إشادة عالمية
على النقيض من هؤلاء الكارهين، جاءت أصداء الإعلام العالمي أكثر من رائعة، رغم أنه يعادي مصر ويتصيد الأخطاء، لكن "موكب المومياوات" حظي باهتمام غير مسبوق، جعله يعترف بأن مصر حولت تاريخها إلى أسطورة حية في استعراض لم يشهد العالم مثيله، فمثلا اعتبرت شبكة "سي إن إن" الأميركية ان مصر خطفت الأنظار بعرض مبهر مهيب لموكب المومياوات، موضحة أن العرض الملكي بدا وكأنه حبكة سينمائية وجزء من احتفال فخم بتاريخ البلاد ومشروع نقل أعظم الكنوز إلى منشأة جديدة ذات تقنية عالية.

وأشادت وكالة "أسوشيتد برس" بقدرة مصر على إقامة حفل رائع لنقل 22 مومياء ملكية، بينها الملكة نفرتاري، وان مومياوات الملوك وضعت في كبسولات نيتروجينية لكي يتم التحكم في درجة حرارتها، وقالت إذاعة "صوت أميركا" أن القاهرة نظمت موكباً مهيباً وعروضاً ذهبية.

ورأت "واشنطن بوست" ان العرض المصري الذهبي، لم تشهد أي مدينة في العالم مثله، وإن الموكب الملكي يمثّل مستقبل مصر بقدر ما مثّل ماضيها، وهو مصمم بحرفية ووسيلة وطنية للتذكير بمكانة مصر في التاريخ.

وأكدت "نيويورك تايمز"، أن الحفل متلألئ ومخطط له بدقة، بهدف إعادة السياح إلى مصر بعد انتهاء جائحة "كورونا" عن طريق استعراض مبهر لنقل أقدم ملوك البلاد من متحف التحرير إلى متحف الحضارة بالفسطاط.

مشهد بديع
وفي بريطانيا، رأت هيئة الإذاعة "بي بي سي"، أن الملك رمسيس الثاني أحد أهم عوامل الجذب في الحدث المبهر، واعتبرت الملكة حتشبسوت نجمة الموكب، بينما نشرت "ديلي ميل" عشرات الصور ومقاطع فيديو للحفل، وقالت إن مصر قدمت عرضاً رائعاً.

أبرزت "إندبندنت" حضورالرئيس السيسى للحدث كاملا، ومعه مديرة منظمة اليونسكو ومدير منظمة السياحة العالمية، وأثنت صحيفة "تليغراف" على العرض، والموكب الملكي والحدث اللافت الذي تحركت فيه المومياوات، وفقاً لترتيب تاريخ حكمها.

الرائع في الحفل انه سلط الضوء مجددا على أقدم الحضارات وأعظمها، إذ تميز الفراعنة في جميع مناحي الحياة، وتمكنوا من بناء حضارة حيّرت العلم، ما يدلّ على ذكاء وبراعة المصريين القدماء، من هنا شهد العرض طقوساً فرعونية.

واكتمل المشهد البديع بعروض فنية اختيرت بعناية وجرى توظيفها ترويجا لصورة مصر وحضارتها ومكانتها عبر التاريخ وأشهر آثارها.
ومع أسماء المشاهير، لا يجب إغفال تحية مئات الجنود المجهولين من المشاركين في حفل العظمة المصرية، بانتظار حفل عالمي آخر مع افتتاح المتحف المصري الكبير.
الجريدة الرسمية