رئيس التحرير
عصام كامل

أزمات مهندسي الصوت في ماسبيرو.. نقص الدعم المالي.. الأعداد أبرز المشكلات.. والتدريب على التكنولوجيا غير موجود

ماسبيرو
ماسبيرو
حقائق عديدة غائبة عن عمل خبراء الصوت داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون _الهيئة الوطنية للإعلام _حاليا وبعض هذه المعلومات كفيل أن يكون سببا في أزمة كبيرة بقضايا يتم إسناد الفصل فيها إلى هؤلاء العاملين الذين يستمرون في أداء دورهم بطريقة متكررة، منذ سنوات طويلة فائتة دون أن ينتبه أحد إلى أهمية وجود مطالب مشروعة لهم، تزيد من قوة مركزهم القانوني في أعمالهم.


وكذلك احتياجات أخرى لهم تساهم في أن يخرج المنتج النهائي لأعمالهم في أفضل صورة ممكنة، بدلا من الوقوع في أي أخطاء تسبب كوارث أكبر من القضايا التي يضلعون بها.

غياب قيادات ماسبيرو
أولى الأزمات الحقيقية في عمل خبراء الصوت في ماسبيرو هي أنه لا توجد في الأساس أي إدارة رسميا في هيكل قطاع الهندسة الإذاعية للخبراء، ولا يوجد لها مدير عام أو رئيس إدارة مركزية مثل باقي الإدارات، بل يكمن الأمر في الاستعانة ببعض الفنيين المميزين في إدارة التسجيلات بالقطاع، للفصل في القضايا التي يتم إحالتها من النيابات المتعددة إلى مبنى ماسبيرو.

وأكد مصدر هندسي مسئول رفض ذكر اسمه أن عدم وجود إدارة في الهيكل يمثل مشكلة كبيرة من الناحية القانونية لعمل هؤلاء الخبراء، منوها إلى أن لفظ الخبير ليس له معايير واضحة أو هيكل يكشف عن المؤهلات التي يكتسبها صاحب اللقب ليحوز عليه، مشيرا إلى أن اختيار بعض العناصر يأتي بشكل شخصي من قيادات العمل في الهندسة نتيجة توسم الاجتهاد والذكاء العملي في بعض الفنيين بإدارة التسجيلات ليس أكثر.

وتابع المصدر ذاته في حديثه لـ«فيتو»: إن الأزمة الأكبر حاليا داخل ماسبيرو تكمن في أن هناك نحو 7 موظفين فقط بإدارة التسجيلات يتم انتدابهم في القضايا التي ترد من النيابات للفصل فيها، موضحا أن أصغرهم عمره يتجاوز الـ50 عاما.

والبديل لهم غير متوفر داخل المبنى حاليا، حيث يحاول بعض قيادات الهندسة اكتشاف مواهب في تمييز الأصوات لدى فنيين من العاملين الصغار سنا في إدارة التسجيلات حاليا، ودعم عمل القضايا بهم دون جدوى، في ظل وصول بعض كبار الفنيين الخبراء إلى المعاش.

مشكلة الاستوديوهات
كما أن عدم توفير استديوهات محددة للفصل في القضايا التي يتولى الخبراء العمل فيها مشكلة أخرى تضاف إلى قطار الأزمات التي تواجه العاملين من أبناء الهندسة الإذاعية المسئولين عن إعداد تقارير تخص تورط المتهمين في قضايا الصوت والصورة من عدمه، حيث إنه ومنذ بدء عمل الخبراء في ماسبيرو بقضايا عدة يتم حجز أي ستوديو خال لأخذ بصمة الصوت من المترددين على المبنى المتهمين.

وأحيانا عديدة ما يكون هناك تأخير جراء الانتظار للبحث عن ستوديو خال للعمل فيه، حيث لا يوجد ستوديو محدد لمثل هذه النوع من العمل العام الذي يفصل في مصير البشر.

أعداد الفنيين
تراجع أعداد الفنيين من خبراء الصوت في ماسبيرو ليس سببه غياب ونقص الكفاءات من الفنيين فقط، وعدم وجود مواهب في ذلك النوع من العمل، بل أيضا عدم وجود حافز مادي جيد يساهم في إقبال الفنيين على العمل في القضايا هو الآخر عامل مهم.

فلائحة العمل بالهندسة الإذاعية لم يتغير منذ سنوات طويلة ولا تزال القيمة المادية التي يحصل عليها الخبير بعد إنهائه تقرير كل قضية وتسليمه بنفسه للمحكمة المختصة كما هو 500 جنيه فقط مع مراعاة الارتفاع في ثمن الأوراق والمستلزمات الأخرى التي يحتاجها الخبير لنسخ إحراز القضية من سيديهات وغيرها.

كما أن التأخر في صرف هذه المبالغ احيانا كثيرة أصبح أمرا يمثل عبئا إضافيا على الخبير ما جعل زملائهم من الفنيين يرفضون أساسا الالتحاق بالعمل في قضايا الخبراء.

التدريب
عنصر التدريب أيضا وإعداد دورات متخصصة للفنيين على أحدث برامج الصوت والتكنولوجيا المتطورة في ذلك الأمر ليس متاحا نهائيا في عمل الخبراء داخل ماسبيرو لتزداد بذلك المشكلات التي تعاني منها واحدة من أهم الأماكن داخل مبنى الإذاعة والتليفزيون لاسيما وأن لها ارتباطا وثيقا بتحقيق العدالة وتحتاج إلى تكاتف وزارة العدل أيضا مع ماسبيرو لحل كل تلك الأزمات حفاظا على مصائر البشر ممن تضعها ظروفهم أمام هؤلاء العاملين في التليفزيون.

أزمات الخبراء في التليفزيون والعمل معهم أيضا امتدت إلى إدارة الشئون القانونية في الهيئة الوطنية للإعلام لاسيما بعد أن اعترض الجهاز المركزي للمحاسبات على صرف مبالغ مالية لاتتجاوز الـ 750 جنيها شهريا لبعض المحامين ممن كانوا يتولون مهمة تسلم خطابا القضايا المحالة من المحاكم للخبراء ومتابعة تنفيذ التقرير فيها بما جعل هؤلاء المحامين يكتفون بعملهم الأصلي دون أي يهتموا بقضايا الخبراء.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية