رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا يشكك الإسلاميون في الحضارة المصرية القديمة ويحاولون هدمها؟ ‏

أحد معالم الحضارة
أحد معالم الحضارة المصرية القديمة

منذ نجاح مصر في تنفيذ فعالية نقل المومياوات الملكية بطريقة أبهرت العالم كله، والإسلاميون بشكل عام، والإخوان والسلفيون ‏بشكل خاص يحاولون التقليل من الفعالية وإعادة شيطنة الحضارة المصرية القديمة باعتبارها إرثا وثنيا ـ كافرًا ـ يجب ‏التبرؤ منه وليس تكريمه.



مواجهة شيطانية
ويحاول الإسلاميون بكل الطرق وضع الحضارة الفرعونية في مواجهة الحضارة العربية الإسلامية، مثلما يحاولون دائما وضع ‏الأمة المصرية في مواجهة الأمة العربية، وهي حيلة قديمة ومعروفة تمامًا.

تلعب التيارات الإسلامية ولا سيما الإخوان على إعادة ‏إحياء الخلافة العثمانية ولا يريدون صعود أي منافس لها، وبالتالي كل محاولة لإنعاش القومية المصرية سيواجهونها بجيوش جرارة مهمتها تشويه كل ما يربط الشباب والنشء بحضارتهم الأم.   ‏

وقال سامح عسكر، الكاتب والباحث: إن كراهية جماعة الإخوان الإرهابية، ومعها أغلب التيارات السلفية للحضارة المصرية القديمة ‏ليست جديدة وكذلك تهمة الوثنية التي يرمون بها المصريون القدماء، إذ طالت نفس التهم حضارات العراق والشام والعرب ‏والرومان والهند واليونان وغيرهم.‏

وأشار إلى أن كراهية حضارة مصر على وجه الخصوص لها عدة اعتبارات، أهمها أن تصورهم عن مصر القديمة لا زال ‏محصورًا فقط بقصة فرعون وموسى، مضيفا: القرآن الكريم لم يذكر أي ملك مصري قديم سوى فرعون، ورغم ذلك العقليات المتطرفة ‏أسقطت هذه القصة على سائر ملوك مصر.‏

وتابع: مصر حكمها أكثر من 300 ملك طوال عصر الأسرات، ولكن في نظرهم ملكا واحدا سيئا صار حجة على الـ299 الباقين، ولم ‏يسأل أحد منهم طالما حضارة مصر القديمة كلها بهذا السوء، لماذا لم يبعث الله تعالى لهم رسلا غير موسى بينما أرسل مئات الأنبياء ‏للشام والعراق ولم يظهروا أشرارًا كما ظهرت مصر.‏

قصة فرعون
واستكمل: الإخوان والسلفية أخذوا قصة فرعون القرآنية فقط كحجة على كراهية أي مصري قديم، ولم يرثوا كراهية حضارة العراق ‏بابل وآشور وسومر لخلوّ التراث الإسلامي من أي ازدراء لها برغم أن هذه الحضارة كانت وثنية وفقا لتصنيفهم، لكن الأمر لا ‏يتعلق بوثنية وكفر.‏

وأردف: البعض نقل عن الإسرائيليات تصورات خاصة لمصر القديمة، فأصبحت للكراهية بُعد سياسي واجتماعي واقتصادي فضلا ‏عن الديني الذي يعد هو حجر الأساس"، موضحا أن الإخوان والسلفيين لايستطيعون تقبل حضارة مصر ولو من باب التنوع وعدم ‏الصدام مع القانون، إذ لديهم حواجز نفسيه أشهرها حروب الجيش المصري ضد الوهابية في القرن 19.‏

واختتم: "لن يترجمون كراهيتهم إلا بالتكفير والتشكيك في مصير قدماء المصريين بالآخرة". 

الجريدة الرسمية