لماذا يشكك الإسلاميون في الحضارة المصرية القديمة ويحاولون هدمها؟
منذ نجاح مصر في تنفيذ فعالية نقل المومياوات الملكية بطريقة أبهرت العالم كله، والإسلاميون بشكل عام، والإخوان والسلفيون بشكل خاص يحاولون التقليل من الفعالية وإعادة شيطنة الحضارة المصرية القديمة باعتبارها إرثا وثنيا ـ كافرًا ـ يجب التبرؤ منه وليس تكريمه.
مواجهة شيطانية
ويحاول الإسلاميون بكل الطرق وضع الحضارة الفرعونية في مواجهة الحضارة العربية الإسلامية، مثلما يحاولون دائما وضع الأمة المصرية في مواجهة الأمة العربية، وهي حيلة قديمة ومعروفة تمامًا.
تلعب التيارات الإسلامية ولا سيما الإخوان على إعادة إحياء الخلافة العثمانية ولا يريدون صعود أي منافس لها، وبالتالي كل محاولة لإنعاش القومية المصرية سيواجهونها بجيوش جرارة مهمتها تشويه كل ما يربط الشباب والنشء بحضارتهم الأم.
وقال سامح عسكر، الكاتب والباحث: إن كراهية جماعة الإخوان الإرهابية، ومعها أغلب التيارات السلفية للحضارة المصرية القديمة ليست جديدة وكذلك تهمة الوثنية التي يرمون بها المصريون القدماء، إذ طالت نفس التهم حضارات العراق والشام والعرب والرومان والهند واليونان وغيرهم.
وأشار إلى أن كراهية حضارة مصر على وجه الخصوص لها عدة اعتبارات، أهمها أن تصورهم عن مصر القديمة لا زال محصورًا فقط بقصة فرعون وموسى، مضيفا: القرآن الكريم لم يذكر أي ملك مصري قديم سوى فرعون، ورغم ذلك العقليات المتطرفة أسقطت هذه القصة على سائر ملوك مصر.
وتابع: مصر حكمها أكثر من 300 ملك طوال عصر الأسرات، ولكن في نظرهم ملكا واحدا سيئا صار حجة على الـ299 الباقين، ولم يسأل أحد منهم طالما حضارة مصر القديمة كلها بهذا السوء، لماذا لم يبعث الله تعالى لهم رسلا غير موسى بينما أرسل مئات الأنبياء للشام والعراق ولم يظهروا أشرارًا كما ظهرت مصر.
قصة فرعون
واستكمل: الإخوان والسلفية أخذوا قصة فرعون القرآنية فقط كحجة على كراهية أي مصري قديم، ولم يرثوا كراهية حضارة العراق بابل وآشور وسومر لخلوّ التراث الإسلامي من أي ازدراء لها برغم أن هذه الحضارة كانت وثنية وفقا لتصنيفهم، لكن الأمر لا يتعلق بوثنية وكفر.
وأردف: البعض نقل عن الإسرائيليات تصورات خاصة لمصر القديمة، فأصبحت للكراهية بُعد سياسي واجتماعي واقتصادي فضلا عن الديني الذي يعد هو حجر الأساس"، موضحا أن الإخوان والسلفيين لايستطيعون تقبل حضارة مصر ولو من باب التنوع وعدم الصدام مع القانون، إذ لديهم حواجز نفسيه أشهرها حروب الجيش المصري ضد الوهابية في القرن 19.
واختتم: "لن يترجمون كراهيتهم إلا بالتكفير والتشكيك في مصير قدماء المصريين بالآخرة".