رئيس التحرير
عصام كامل

الموت للغلابة والإقالة للوزراء.. السجل الأسود لحوادث قطارات الدرجة الثالثة.. الدميري يمتلك الرصيد الأكبر.. والوزير ينضم للقائمة

حادثة قطار سوهاج
حادثة قطار سوهاج
عاشت مصر خلال الأيام القليلة الماضية عدة أزمات ومآس مريرة تشير بوضوح إلى فساد وفوضى وارتباك في مفاصل عدد من الوزارات.. فقد فجعت مصر كلها في حادث قطاري سوهاج وما أسفر عنه من ضحايا ومصابين بالعشرات من أهلنا في الصعيد، وذلك بالرغم من كل ما قيل عن تطوير السكك الحديدية في مصر وما أنفق عليها من مليارات.


ثم جاء انهيار عقار جسر السويس ليكشف من جديد عما آلت إليه أحوال الإدارة المحلية في بلادنا وأن الفساد الذي قيل في عهد سابق إنه "وصل للركب" لا يزال موجودًا رغم جهود محاربته في عصر الرئيس السيسي.



وأخيرًا جاءت مفاجأة وزارة التربية والتعليم بشأن عقد امتحانات ورقية لطلاب الصفين الأول والثاني الثانوي في الترم الثاني لتشير إلى أن نظام التابلت فشل.

قطارات الغلابة
«حريق قطار الصعيد».. «حادث قطار دهشور».. وأخيرًا - ويبدو أنه لن يكون آخر- حادث «تصادم قطاري الصعيد» الذي خلف 32 قتيلًا، عناوين أليمة لحوادث أبطالها كانوا دائما من «الغلابة»، ركاب قطارات «الدرجة الثالثة».

ورغم إنفاق المليارات على تطوير السكك الحديدية ظلت الحوادث مستمرة ولم تختفِ، وهو ما فتح الباب للحديث عن كيفة مواجهة هذه الحوادث والتعامل معها خلال الفترة المقبلة.

الدميري صاحب الرصيد الأكبر
في هذا السياق قال مصدر مسئول لـ«فيتو»: حادثة حريق قطار الصعيد أيام الدميري كانت لقطار درجة ثالثة، وحادثة قطار دهشور كانت بين قطار مكيف وقطار ثان درجة ثالثة، والحادثة الأخيرة قطار مكيف والقطار الثاني درجة ثالثة، وفي معظم الحوادث تكون قطارات الدرجة الثالثة هي التي تتعطل ويصطدم بها قطار قادم من الخلف أو من الأمام.

وأضاف: السبب في تكرار حوادث قطارات الدرجة الثالثة أنه في أحوال كثيرة يتم تخزين قطار الضواحى لمرور القطارات السريعة، وتحدث مشكلات في سكك التخزين أو يدخل قطار على سكة التخزين وغيرها من الطوارئ التي ينتج عنها العديد من الحوادث، وفكرة القضاء على حوادث القطارات أمر شبه بالمستحيل، فلا يعقل الحديث عن القضاء على نوعية من الحوادث.



لكن لا بد أن يكون هناك مخطط عام لتقليل عدد الحوادث ونسبتها خلال العام، وأوضح أنه «حتى نتمكن من تقليل الحوادث لا بد من التخطيط لإعداد بنك معلومات لنوعيات الحوادث المختلفة خلال 10 سنوات على أن يتم تحليل كافة البيانات.

وبناءً عليه يتم تصنيف الحوادث بين عدة أنواع وهى (حوادث المزلقانات – حوادث قطارات البضائع - حوادث القطارات بوظ في ظهر – حوادث تصادم قطاريين وش في وش – حوادث سقوط ركاب)، وأن تجرى دراسة أبرز الأماكن التي تقع بها الحوادث.

وبناءً على المعطيات يتم التعامل مع كل مشكلة بعيدًا عن الأخرى، على سبيل المثال سنجد بعض المواقع تزيد فيها حوادث المزلقانات، في هذه الحالة يتم التعامل مع هذه الحوادث، ومناطق أخرى حوادث سقوط وغيرها، وفى حالة تحليل بيانات الحوادث ستتمكن السكك الحديدية من خفض أعداد الحوادث والوصول بها إلى الحد الأدنى خلال الفترة المقبلة.

تطوير السكك الحديدية
وشدد المصدر على أن «تطوير السكك الحديد لا يجب أن يتوقف عند التطوير المالي، بل لا بد من العمل على أن يكون تطويرًا متوازيًا بين العنصر المالى والتكنولوجى وبين الفكر العام».

تجدر الإشارة هنا إلى أن «تاريخ حوادث القطارات» يضم تفاصيل عدة، سواء حول أسباب الحادثة، أو النتائج التي ترتبت عليها، وتظل حادثة «حريق قطار الصعيد» هي الأكثر دموية بينها جميعًا، والتي وقعت في عهد وزير النقل الأسبق، إبراهيم الدميري، الذي دخل الوزارة بوصفه أحد علماء النقل المشاهير والمشهود لهم بالكفاءة، وبدأ في التخطيط لنهضة في الطرق والكبارى.



لكن عام 2002 حمل مفاجأة غير سارة لـ«الوزير العالم»، فمع انتظار المصريين للعيد واقتراب دخول العيد استيقظت مصر كلها على أنباء حادثة حريق قطار الصعيد، ووفاة أكثر من 300 راكب، وصنفت الحادثة ضمن أسوأ حوادث القطارات على مر التاريخ، ليخرج على إثرها «الدميري» من الوزارة.

«حمام قطار» يطيح بـ«الوزير المظبوط»
كما يعد سليمان متولي واحدًا من أبرز الوزراء الذين تولوا مسئولية إدارة وزارة النقل، وخلال تواجده في الوزارة كانت مواعيد القطارات منضبطة بشكل مذهل، ومع ذلك خرج «سليمان» على خلفية حادثة القطار الشهيرة عندما لقت راكبة مصرعها بعد سقوطها من أرضية حمام القطار.

حادثة «العياط» تجبر «منصور» على الاستقالة
رغم كونه مجدد النقل وصاحب الطفرة الحقيقية في كافة قطاعات النقل المختلفة، لكن الفترة التي تولى خلالها محمد لطفى منصور، إدارة «النقل» شهدت أكثر من حادثة، كان أبرزها حادثة قطار العياط، حيث تصادم قطار الصعيد بآخر من الخلف، ما أدى لوفاة 30 مواطنًا وإصابة عدد كبير من الركاب وسقوط 4 عربات قطارات.

رشاد المتيني.. وأتوبيس «دهشور»
أما الدكتور رشاد المتيني، الذي تولى وزارة النقل عام 2012، فقد شهدت فترة توليه مسئولية «النقل» واحدة من أشهر حوادث القطارات، والتي راح ضحيتها 27 طالبًا بعدما اقتحم أتوبيس مدرسي مزلقان دهشور واصطدم به القطار، الأمر الذي أدى لوفاة 27 طالبًا.

«الدميري».. الثانية قاضية
مجددًا عاد الدكتور إبراهيم الدميري، إلى وزارة النقل للمرة الثانية، غير إنه - وللمرة الثانية - طاردته لعنة «الحوادث»، بعد اصطدام قطار عند مزلقان دهشور بعربة تقل ركاب قادمة من أحد الأفراح وتوفى 27 مواطنًا أغلبهم أقارب ليصبح «الدميري» صاحب أشهر حوادث القطارات.

هشام عرفات.. وحريق «محطة مصر»
تولى الدكتور هشام عرفات وزارة النقل بهدف إعطاء دفعة قوية لمشروعات النقل وخاصة الطرق، وكان الهدف الرئيسى لتواجد «عرفات» هو مشروعات الطرق، وحقق الوزير المطلوب منه، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن.

وكانت نهاية حقبة «عرفات» حادثة حريق «محطة مصر» الذي أدى لمصرع ما يقرب من 20 مواطنًا وإصابة 40، وتقدم «عرفات» بالاستقالة من منصبه ليغادر الوزارة، ويحل مكانه الوزير الحالى الفريق كامل الوزير.

كامل الوزير في مرمى «الحوادث»
دخل الفريق كامل الوزير قائمة الوزراء الذين شهد عصرهم العديد من الحوادث الكبيرة بداية من حادثة «شهيد التذكرة» وصولًا إلى حادثة تصادم قطارين بمحافظة سوهاج ترتب عليها وفاة 32 مواطنًا وإصابة 95 آخرين.

المثير في الأمر هنا أنه رغم اختلاف الحوادث، ظلت لغة التعامل بعد الحوادث واحدة، حيث أجمعوا في تعقيباتهم على كوارث القطار على نقطة واحدة وهى فقر الإمكانيات وخسائر السكك الحديدية وضرورة التطوير، وأن الحوادث جميعها بسبب نقص الإمكانيات.

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية