لماذا شرع الشهر الكريم باسم رمضان ؟.. شيخ الأزهر السابق يجيب
شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن، هدى للناس، والهداية هي أساسا نعمة من نعم الله تعالى على الإنسانية، وهذه النعمة تقتضي الشكر، ويتمثل الشكر على الهداية في عبادة تزكى النفس وتسمو بالروح وتستغرق الشهر كله فكانت هذه العبادة هي الصوم، فلماذا سمى هذا الشهر بشهر رمضان ؟
يجيب فضيلة الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر ـ رحمه الله ـ يقول :
يقول الله تعالى في سورة البقرة: ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان منكم مريضا او على سفر فعدة من أيام أخر، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون ) .
نزول القران الكريم
أمر الله تعالى بالصوم بعد أن ذكر أن هذا الشهر الكريم نزلت فيه الهداية الكاملة ممثلة في القرآن الكريم، فكان لا بد أن نحتفل به، والاحتفال بشيء إنما يكون بما يناسبه.
والاحتفال بالهداية ممثلة في القرآن الكريم إنما يكون بما يعد النفس ويمهدها لاستقبال هذا الهداية على خير ما ينبغي وذلك بالصوم، فكأننا بالصوم ايمانا واحتسابا نصل الى مستويات من الشفافية للنفس وتطهيرها وتزكيتها فتتنسم هدى السماء وتتشربه، وتمتزج به فرحة مغتبطة فتفهم في عمق قول الله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) المائدة .
شفافية النفس
أما عن معنى كلمة (رمضان) فإنها مأخوذة من الرمض، ويقول صاحب مختار الصحاح، الرمض بفتحتين هو شدة وقع الشمس على الرمل وغيره، والأرض رمضاء بوزن حمراء، وقد رمض يومنا أي اشتد حره، وبابه طرب وأرض (رمضة) الحجارة.
شدة الحر
ورمضت -بضم الراء- قدمه أيضا من الرمضاء، أي احترقت، وفى الحديث "صلاة الأولين إذا رمضت الفصال من الضحا" أي إذا وجد الفصل حر الشمس من الرمضاء يقول صلاة الضحى تلك الساعة، وأرمضته الرمضاء أي أحرقته.
شهر رمضان جمعه رمضانات أو ارمضاء بوزن أصفياء قيل إنهم لما نقلوا أسماء الشهور من اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فسمى بذلك.
وكان مجاهر رضى الله عنه يكره أن يقال : رمضان ومن كلامه لكن مقول ما قال الله شهر رمضان.
ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مبشّراً برمضان: أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبوا / ب الجنة، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، وفيه ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم) صحيح الجامع.
وفرض صيام شهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة، وروى ابن سعد في طبقاته الكبرى بسنده عن أبى سعيد الخدري قال: "نزل فرض شهر رمضان بعد ما صرفت القبلة بشهر، في شعبان على رأس ثمانية عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم".