الفصل فى صحة فوز الرئيس مرسي
ما تعيشه مصر اليوم هو شىء أشبه باللخبطة أو الشخبطة التى ليس لها معنى ولكنها فى النهاية تعبر عن حالة التخبط التى نعيشها والتى هى نتاج طبيعى لما يحدث ويدور بعد تلك الثورة التى قامت والتى كانت نتيجة طبيعية لما كان يحدث فى مصر من قهر وظلم..
ولكن فيما يبدو أن البعض قد أصبح لهم رأى آخر فيها بعد مرور ما يزيد على سنتين.. وهى أن هذه الثورة لم تكن بثورة أو لم تكن تعبر عن جموع الشعب وأنها كانت وليدة صدفة ولحظة فارقة هى عبارة عن تعبير عن حالة غضب من جانب الشباب العاطل والذى كان يتمرد على حياته ويرى أنه لابد أن يعلن عن رأيه بالكيفية التى يريدها.. حتى لو كان ذلك من خلال المواجهات مع السلطة والتى كانت تكلفه الكثير من وقته الذى كان يقضيه فى السجون وتعطله عن دراسته وتوقف حياته بسبب ذلك وحتى أيضا من دمه .. وكانت السلطة ترى أن ذلك الأمر قد أصبح بمثابة روتين يومى معتاد قد دأبوا عليه وتعودوا وأنهم فى كل مرة يتجمعون ويرددون مالديهم من شعارات ثم بعد ذلك يتم تفريقهم والقبض عليهم بعد محاصرتهم فى مكان معين بقوات الأمن المركزى ويتركونهم يقولون ما يقولون..
ولكن قد تطور الأمر وتدخلت عوامل أخرى ونجح ذلك الشباب فى إسقاط ذلك النظام بعد إرهاق دعامته الأساسية التى كان يعتمد عليها فى حكمه ووجوده وهى الأمن المركزى الذى كان يعد الركيزة الأساسية فى حكم مصر وفى حماية "الرئاسة ".. ومن ثم استطاع أن يخترق جدار القوة وهنا بدأت بعض القوى التى كانت تحلم بذلك ولكنها لم تستطع وسرعان ما وقعت بنفسها وركبت على هذه الموجة أو المد العالى ودفعته وفقاً للإطاحة بالنظام السياسى التى حكم مصر وقهرها..
وبعد ذلك بدأت هناك حالة من الفوضوية ومحاولة من اللهاث وراء السلطة واستعجال جنى المحصول وعوائد وثمار الثورة وكانت هناك حالة من الطمع فى الحصول على عوائدها من جانب هذه القوى السياسية.. وقد سعت إلى استعجال بنائها.. وقل قد قام بعمل حسابات للقوى ومن الذى يمكن أن يكسب الفرص المتاحة ويستغلها أحسن استغلال حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة البلد كلها اندفعت وكلها قد قامت بتشكيل أحزاب سياسية لم يكن لا وجود من قبل ظناً منها أنها يمكن أن تصل إلى حكم مصر وقد قامت بهدم "المؤسسات السياسية" مما زاد من حالة التخبط واللخبطة التى نعيش فيها وبعد كل هذه الأحداث الكثيرة وبعد كل ماعانته مصر وتولى الرئيس مرسى أو حكم الإخوان.. وبعد أن هرب شفيق للخارج وصمت لفترة عاد صوته يعلو من جديد وبدأ فى رفع قضية من أجل النظر فى مدى صحة فوز الرئيس مرسى فى الانتخابات .
ويأتى الفصل فى هذه الأيام التى يحتدم فيها الصراع فى مصر على السلطة وفى الوقت الذى قد حدد الشعب يوم 30 يونيو لإسقاط حكم الإخوان ومطالبتهم بحكم عسكرى انتقالى وقد لا يكون السيناريو كما يتصوره أصحاب حركة تمرد.. لأن هناك طرفا آخر فى الصراع وهو الجماعات والتيارات الإسلامية والقوى التى تدعمها من الخارج.. وهنا يأتى الفصل فى قضية مدى شرعية مرسى من خلال فوزه فى الانتخابات.. ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه الحديث عن شرعية بقاء مرسى وأنه هو الرئيس الشرعى الذى أتى من خلال الصندوق.
ولكن ماذا لو أن الصندوق الذى أتى بمرسى والذى يتمسكون به كان مزيفاً.. من المؤكد أن ذلك سوف يزيد الموقف اشتعالاً وأغلب الظن أن الحكم سيأتى إما بالتزوير ومن ثم تسقط حجة الإخوان والجماعات الإسلامية.. فيما ذهبت إليه بأنه فى حالة إسقاط مرسى فإن ذلك سيكون مدعاة لهم للخروج وإعلان الجمهورية الإسلامية وما أطلقوا عليه جمهورية إسلامية خالصة.. وهى تعنى عزل وإقصاء جميع القوى السياسية الأخرى الليبرالية والعلمانية واليسارية حالة من التخبط التى تزداد يوماً بعد الآخر وهذه كلها لا تصب فى صالح الوطن بأى حال من الأحوال وأنه فى ظل هذه اللخبطة لا يمكن أن يكون هناك فرصة للوصول إلى رؤية واضحة ومحدودة وهو ما يزيد الأمر سوءًا ويجعل التكهن بما سيحدث أمرا غاية الخطورة .