رئيس التحرير
عصام كامل

شحتة نجم الزمن الجميل للاتحاد السكندرى: العندليب احتفل معنا بالفوز على الأهلى .. أم كلثوم دعمتنا بـ3 حفلات.. وهذا سر اتهامي بـ "الأهلوية" (حوار)

الزميل محمد أبو علي
الزميل محمد أبو علي خلال الحوار مع الكابتن شحتة
قلت للإنجليز الموجودين ونحن نلاعبهم في معسكر مصطفى كامل «وجودكم في مصر غير مرغوب فيه»

رقابة " شطة " اللصيقة تسببت فى اتهام الجماهير لى .. والاتحاد والإسكندرية بيجروا في دمي


لم أستفد من كرة القدم إلا حب الناس فقط .. والسيد حودة هو مكتشف غالبية نجوم جيلنا والأب الروحي لنا

الخطيب زارنى في شقتي وأطلب من محافظ الإسكندرية شقة في وسط المدينة


السبعينيات نهاية الجيل الذهبي والبطولات اختفت بعد كأس 76 و«زعيم الثغر» في المتاهة

مفارقة حزينة أن يعيش نجم الجيل الذهبي لنادي الاتحاد السكندري في شقة على «سطوح» إحدى العمارات، وفي الوقت ذاته أصبح «الاتحاد» هو الآخر على السطوح.

«سيد البلد».. «زعيم الثغر».. ألقاب كانت من نصيب نادي الاتحاد السكندري الذي تأسس رسميا عام 1914، ومنذ هذا التاريخ واسم النادي عاليا خفاقا وفريق كرة القدم يحقق الإنجازات، بدليل أنه حقق بطولة كأس مصر 6 مرات، محتلا المركز الثالث في الترتيب بعد «الأهلي» و«الزمالك» ونال لقب «الوصافة» 8 مرات في هذه البطولة التي كانت محببة إليه. 

ومنذ لقب «كأس مصر» الذي حققه «سيد البلد» عام 77 ، بعد فوزه على النادي الأهلي في لقاء تاريخي تحفظه جماهير كرة القدم المصرية التي تابعت «زعيم الثغر» يعود من القاهرة متوجا بالكأس، والجماهير تحتفل في «محطة مصر»، ولا تزال ذاكرة جماهير النادي الأهلي تحفظ تفاصيل هدف طلعت يوسف في مرمى «إكرامي». 

منذ هذا التاريخ وبالتحديد منذ 44 عاما دخل نادي الاتحاد «الدوامة»، واختفي جيل العمالقة والنجوم الجبارين وكان أولهم «حودة» الذي شارك في ثلاث دورات أوليمبية و«الصباغ» و«مرسي» ثم الجيل الأفضل بقيادة المايسترو «شحتة» ومعه كتيبة الشباب -آنذاك- الجارم والبابلي وبوبو وغيرهم، طابور طويل سطر تاريخا لقلعة «سيد البلد».

«الاتحاد» دخل الدوامة أو المتاهة رغم استمراره في الدوري الممتاز يبحث عن مكان دافئ في جدول المسابقة خوفا من شبح الهبوط الذي طال شقيقه نادي الأوليمبي الذي أصبح في طي النسيان.

بمرور السنوات أصبح الحال غير الحال وتبدلت الأمور وتحركت المياه الراكدة، لكن يبقي الهدف هو البحث عن الحضن الدافئ في جدول المسابقة، وإن كان الفريق سطر تاريخا في كرة السلة ، لكن تبقي كرة القدم هي عنوان أي ناد بحجم وإمكانات الاتحاد السكندري.

النادي العريق لم تشفع جهود أبنائه الذين تألقوا في الأندية الأخرى في التدريب سواء الكابتن طلعت يوسف أو طارق العشري أو النائب محمد عمر، وجزء من الأسباب هو دخول الأندية صاحبة الإمكانيات سباق المنافسة من الشركات الكبيرة، لكن يبقي الجزء الأكبر يتحمله كل مسئول جلس على كرسي رئيس نادي الاتحاد السكندري، ومن ينسي كوكب الشرق السيدة أم كلثوم رئيس شرف النادي، وهي تشدو في حفلها السنوي بنادي الاتحاد كل عام.

كل هذا أصبح ذكري وأطلال، ويبقي «زعيم الثغر» صامدا ضد كل التقلبات لعل وعسي يعود إلى الأضواء من جديد. 

"فيتو حاورت الكابتن «شحتة» نجم الجيل الذهبى للاتحاد السكندري فى السطور التالية : 


*ماذا عن بداياتك فى عالم كرة القدم وكيف انضممت لفريق الاتحاد؟

بدأت كرة القدم عندما كنت في الرابعة من عمري، وكان والدي يصحبني إلى الملعب ويعرفني بلاعبي الاتحاد بالاسم وحببني في الكرة، وبدأت لعب الكرة في شوارع الإسكندرية وعلي شط بحرها الذي أعشقه وانضممت للاتحاد عام 1960 وكان عمري 16 عاما عندما شاهدني السيد حودة نجم الاتحاد السكندري في عصره الذهبي، والذي كان يتابع المباريات في الساحات الشعبية، ويعد السيد حودة هو مكتشف غالبية نجوم جيلنا والأب الروحي لنا

*ما هى أول مباراة رسمية لك ومتى انضممت لمنتخب مصر؟

أول مباراة لي كانت أمام منتخب السويس وانتهت بالتعادل، وأحرزت هدف الفريق »، وكنا قريبين من تحقيق بطولة الدوري، لكن صدر قرار بإلغاء البطولة بسبب حرب 67 وكان الاتحاد يملك فريقا قويا جدا يضم في صفوفه الجارم وعرابي وبكر والسيد كروان ووحيد وفكري مرسي وسمير مخيمر والبابلي وأنا، ولعبت لمنتخب مصر عام 65 وظللت في الفريق حتى عام 75 وتألقت معهم وانضممت لمنتخب إفريقيا وسافرنا وشاركنا في بطولات كبيرة وحققنا نتائج ممتازة،

*ماذا عن ذكرياتك مع العصر الذهبى للإتحاد السكندرى ؟

نادي الاتحاد أحد أعرق الأندية في مصر، وشهد وجود ثلاثة أجيال ذهبية، الجيل الأول الذي جاء مع بداية تكوين نادي الاتحاد رسميا مع دمج خمسة أندية في ناد واحد، وكانت البداية بتنظيم لقاء بين فريق الاتحاد والإنجليز الموجودين في معسكر مصطفى كامل، ونجح الاتحاد في الفوز وقلنا لهم إن «وجودكم في مصر غير مرغوب فيه»

*حدثنا عن زملائك من نجوم الجيل الذهبى للفريق والبطولات التى حققتموها؟

نجح الجيل الأول لـ«الاتحاد» في إحراز بطولتي كأس مصر عامي 1926 و1936، وكان يضم بين صفوفه نجوم كبار مثل أحمد كاطو حارس المرمي والكسندر اليوناني وكمال الصباغ والحاج شتا، ثم جاء الجيل الثاني والذي ضم الديبة وأحمد صالح وآخرين نجحوا في تحقيق بطولتي كأس مصر عامي 48 و63.

وفي البطولة الأخيرة 63 كنت وقتها احتياطيا وراء خط المرمي وفي الدقائق الأخيرة وفريق الزمالك متفوق بنتيجة 2-1 قرر مدرب الاتحاد تعديل طريقة اللعب والدفع بأحمد صالح في خط الهجوم ليحرز هدفين يهدي بهما كأس مصر للاتحاد، وكانت احتفالية ضخمة جدا وقتها وظهرت أغنية ثلاثي أضواء المسرح الشهيرة «يا أحمد يا صالح لو جبت الجون»، الجيل الثالث الذي شرفت بالتواجد معه، حققنا بطولتي كأس مصر عام 73 و76

*في بطولة 73 ذكريات لم تنسَها حتى الآن وماذا عن اتهام الجماهير لك وقتها بأن ميولك أهلاوية ؟

لعبنا فى تلك البطولة مبارتين، الأولى انتهت بالتعادل ثم لعبنا المباراة الثانية بعد أربعة أيام ، وكانت الجماهير غاضبة مني، لأنني لم أقدم شيئا في المباراة الأولى بسبب الرقابة اللصيقة من جانب «شطة»، واتهمتني الجماهير وقتها بأن ميولي أهلاوية.

وهذا لم يكن صحيحا لأن «الاتحاد وإسكندرية بيجروا في دمي»، وتعقدت الأمور بعد إصابتي في التدريبات لتحول دون مشاركتي، لكني صممت على الاشتراك وطلبت من طبيب الفريق حقني بالكورتيزون لكنه رفض، وأمام إصراري وافق بعدما حصل على موافقة كمال الصباغ المدير الفني.

*وماذا حدث فى تلك المباراة؟

الأهلي تقدم بهدف للخطيب وتمكنت من إدراك التعادل ثم أحرز الجارم هدف الفوز والتتويج، ولا أنسى أن العندليب عبدالحليم حافظ احتفل بنا في منزله بعدما قطع وعدا على نفسه بتكريم البطل في بيته، غير أنني للأسف لم أتمكن من حضور هذه الاحتفالية، لأن الآلام هاجمتني بعد انتهاء مفعول الحقنة، مع الأخذ في الاعتبار أن العنديب كان يتوقع الفوز باعتباره أهلاويًا.

*ماهى ذكرياتك مع بطولة الكأس في عام 76 المعروفة بـ«حذاء طلعت»؟

هدف طلعت يوسف في إكرامي عام 76 لا ينسى، فهو هدف الفوز بالكأس، ووقتها طلعت سدد الكرة فدخلت المرمى وحذاؤه طار في اتجاه «إكرامي» الذي احتج وقتها لكننا أخذنا الحذاء وألبسناه لطلعت يوسف سريعًا.

*ما تفسيرك لاختفاء البطولات من سيد البلد بعد كأس مصر 76-77؟

«بعد كأس مصر 76-77 اختفت البطولات، إلا أنني لم أفقد الأمل أن يعود الاتحاد لتحقيق البطولات ومتفائل جدا بما يحدث الآن، خاصة أن ملعبنا في الشاطبي الذي تربينا فيه أخذ منا، وهو الملعب الذي كانت مدرجاته تحمل اسم السيد حودة، أحد رموزنا، والسيدة أم كلثوم جاءت إلينا ونظمت ثلاث حفلات لنادي الاتحاد لدعمه.

وكان هذا المدرج يستوعب 7 آلاف متفرج وكان هناك التفاف حول النادي، كل هذا انهار بعد رحيلنا من ملعبنا، والآن عدنا إلى الملعب من جديد وأولادنا مع الفريق الكبير في وجود إمام محمدين سيظهر جيل جديد مميز قادر على إعادة هيبة الاتحاد ويعيد البطولات مرة أخرى.

*هل تعرض نجوم جيلك للظلم ماديا؟

 نجوم الاتحاد لم يتعرضوا للظلم بسبب المادة، وكانوا دائما يمدون يد المساعدة إلى النادي، وفي إحدى المرات وجدت الدكتور محمود القاضي رئيس النادي حزينا وسرحانا وعرفت منه أن النادي لا توجد فيه فلوس والعمال والموظفون محتاجين فلوس، فتوجهت للبيت وأحضرت خمسة آلاف جنيه وأعطيتهم له، وكان ذلك في نهاية السبعينيات، وبعد انفراج الأزمة أعاد لي المبلغ، وأقول هذا لأنني عاشق للاتحاد حتى عندما احترفت في الشباب الإماراتي لم أستطع الاستمرار إلا أربعة أشهر فقط وعدت لمصر وللإسكندرية وبحرها الذي أعشقه».

*ما هو سبب تسميتك بـ«شحتة»؟

اسم شحتة الإسكندراني جاء من اسمي الحقيقي شحاتة الذي أطلقه والدي بعد أن كانت أمي تنجب بنات فقط، وكان والدي يقترب من الزواج مرة ثانية لتنجب له ولدا، لكنني عندما ولدت اطلق عليّ اسم شحاتة وقال وقتها ده جه شحاتة من الله، والجماهير أطلقت بعدها لقب شحتة، والإسكندراني جاء لارتباطي بالإسكندرية.

وأجمل ما في نادي الاتحاد هتافات جمهوره الجميلة والممتعة ، فبجوار الإستاد في كوم الدكة كان موجود السيد درويش، فكانت الجماهير تستقي منه المتعه في الأغاني والهتاف ودائما سر قوة الاتحاد جماهيره».

*هل استفدت من كرة القدم ماديا؟

لم أستفد من كرة القدم إلا حب الناس فقط وسعيد بذلك وعمري ما زعلت مما قدمته، وأحمد ربنا على ما أنا فيه ولم أفكر بالمادة أبدًا طوال عمري، وغالبية جيلنا كذلك، والخطيب حضر إليّ في شقتي التي تشهد إجراء هذا الحوار، وكنت سعيدا بزيارته جدا وأشكره على تواصله الدائم معي واهتمامه بالعديد من لاعبي الاتحاد القدامي.

كما أن شعبية الأهلي والاتحاد كبيرة جدا وبسبب ذلك الأندية العربية أخذت اسمهما وأطلقته على بعض أنديتها.

*كلمة أخيرة؟

لي طلب عن محافظ الإسكندرية، وهذه أول مرة أطلب طلبا من جميع المحافظين الذين كنت أطالبهم بخدمات للاتحاد، لكنني الآن أطلب منهم شقة في وسط المدينة بديلة لشقتي التي أتواجد فيها الآن وبعيدة عن النادي جدا وبعيدة عن أهلي، فأتمني التواجد بجوار النادي وأصدقائي وأسرتي في وسط مدينة الإسكندرية.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"


















الجريدة الرسمية