الزميل عيد حسن صاحب فكرة يوم اليتيم.. خبراء علم النفس: تجاهلهم طوال العام يصيبهم بالاكتئاب
"انظر إلى وجه اليتيم ولا تكن إلا صديقا لليتيم.. وامسح بكفك رأسه سترى على كفيك زهرا بالشذا مفعوما".. هكذا تحدث الشاعر عبد الرحمن العشماوي عن اليتيم الذي فقد والديه أو أحدهما، وفقد معه الإحساس بالحنان العاطفي.
تم تخصيص الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام يوما لليتيم، لتسليط الضوء على تلك الفئة والعطف عليهم ومدهم بالدعم والمساندة المادية والمعنوية، كما يعتبر بمثابة رسالة لجميع الأيتام بأن المجتمع لا ينساهم، وأنهم جزء لا يتجزأ منه.
على مستوى العالم يجري الاحتفال اليوم، "أول جمعة فى إبريل" بـ اليوم العالمي لليتيم، والذى انطلقت فكرة الاحتفال به من قبل مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية عام 2003.
الصحفي عيد حسن.. صاحب الفكرة
وتحتفل مصر باليوم العالمى لليتيم في الجمعة الأولى من شهر أبريل، وبدأت فكرة الاحتفال بيوم اليتيم عام 2003، حين اقترح الزميل الصحفي بجريدة "الأحرار" وقتها عيد حسن، رحمه الله، تنظيم احتفالات للأطفال الأيتام والترفيه عنهم.
وتطورت الفكرة حتى تحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم، فبدأ الاحتفال مصريا، واستجابت الدكتورة ميرفت التلاوي، وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها، وتواصلت مع الدكتور صلاح قبضايا، رئيس تحرير جريدة "الأحرار"، آنذاك، التي كان يعمل بها عيد حسن، وأبلغته تحيتها، واستحسانها لفكرة زميلنا.
بعدها، تبنت إحدى الجمعيات الفكرة، ودعمت جهودها ليصبح عربيًا، ثم عالميا، وذلك بعد أن وقف 5 آلاف طفل مصري تحت سفح الهرم، حاملين أعلام مصر في يوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة جينيس للأرقام القياسية وأصبح بعدها الاحتفال بيوم اليتيم عالميا.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار النبي بالسبابة والوسطى"، وهذا دليل على عظم أجر الذي يكفل اليتيم، ولكن كيف يمكن التعامل مع اليتيم وصب الحنان العاطفي عليه وتعويضه عن الحرمان الذي يعاني منه.
وأفاد علماء التربية أن أشد أنواع اليتم هو اليتم العاطفي والروحي لذلك فإن كفالة اليتيم يجب أن يكون لها بعد معنوي يتطلب ضرورة التواصل مع اليتيم وعدم تركه وحيدا لفترات طويلة حتى لا يشعر بالعزلة، وهو ما كشف عنه أساتذة علم النفس والاجتماع، حيث نصحت سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، برواية قصص لشخصيات ناجحة عاشوا نفس الظروف، وتمكنوا من تحقيق أهدافهم وأحلامهم وتحقيق طموحاتهم، مثل المطرب عبدالحليم حافظ الذي نشأ في ملجأ للأيتام، مشيرة إلى أن مثل تلك القصص تنفس عنهم الكثير من المشاعر الحزينة، وتمنحهم أمل كبيرة في المستقبل.
وأكدت سامية خضر أن تخصيص يوم للأيتام هو عمل نبيل مليء بالمميزات، ويهدف لزرع روح العطاء لدى الأجيال الناشئة والشباب، مطالبة بزيادة أيام الاحتفال بهم خلال العام، لأنه ليس باستطاعة أي مؤسسة أو جهة تقديم كل ما يمكن منحه للأيتام في يوم واحد.
التواصل معهم باستمرار
"لا يمكن فصل التكافل المادي عن المعنوي والنفسي".. هذا ما أكده جمال فرويز الطبيب النفسي، حيث أشار إلى أن التوازن بين الأمرين مهم وأن خير الأمور الوسط، مضيفا أن الكثير من دور الأيتام بها طعام وشراب ولكن الأطفال بها يعانون من سوء معاملة، لذلك يجب احتواء هؤلاء الأطفال وزيارتهم والتواصل معهم باستمرار، والعمل على مساعدتهم في حل مشاكلهم.
وأكد فرويز أن الاحتفال بيوم واحد لليتيم يدخل الأطفال في مرحلة اكتئاب، ضاربا مثلا بالشخص الذي لا يأكل اللحمة نهائيا فأعطيه لحمة مرة واحدة وأتركه طول العام بدونها، مشيرا إلى أن الأطفال يتلقون في هذا اليوم الكثير من المشاعر الفياضة والعواطف الطيبة، ويعانون باقي أيام العام من الحرمان.
دراسة المراحل العمرية
فيما أشارت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن القائمين على إدارة مؤسسات رعاية الطفل يجب أن يكون لديهم وعي ودراية كاملة بالمراحل العمرية التي يمر بها الأطفال ليستطيعوا التعامل معهم بطريقة طبيعية، مطالبة مؤسسات رعاية الطفل بالسعي الدائم وراء الهدف المنوط بها بتوفير كافة الإشباعات والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمادية التي يحتاجها الطفل اليتيم، موضحة أن ذلك يؤدى لتجنب شعوره باختلاف المعاملة تجاهه بعد مرور يوم اليتيم.
تم تخصيص الجمعة الأولى من شهر أبريل من كل عام يوما لليتيم، لتسليط الضوء على تلك الفئة والعطف عليهم ومدهم بالدعم والمساندة المادية والمعنوية، كما يعتبر بمثابة رسالة لجميع الأيتام بأن المجتمع لا ينساهم، وأنهم جزء لا يتجزأ منه.
على مستوى العالم يجري الاحتفال اليوم، "أول جمعة فى إبريل" بـ اليوم العالمي لليتيم، والذى انطلقت فكرة الاحتفال به من قبل مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية عام 2003.
الصحفي عيد حسن.. صاحب الفكرة
وتحتفل مصر باليوم العالمى لليتيم في الجمعة الأولى من شهر أبريل، وبدأت فكرة الاحتفال بيوم اليتيم عام 2003، حين اقترح الزميل الصحفي بجريدة "الأحرار" وقتها عيد حسن، رحمه الله، تنظيم احتفالات للأطفال الأيتام والترفيه عنهم.
وتطورت الفكرة حتى تحول الأمر إلى دعوة عامة لرعاية اليتيم، فبدأ الاحتفال مصريا، واستجابت الدكتورة ميرفت التلاوي، وزيرة الشئون الاجتماعية وقتها، وتواصلت مع الدكتور صلاح قبضايا، رئيس تحرير جريدة "الأحرار"، آنذاك، التي كان يعمل بها عيد حسن، وأبلغته تحيتها، واستحسانها لفكرة زميلنا.
بعدها، تبنت إحدى الجمعيات الفكرة، ودعمت جهودها ليصبح عربيًا، ثم عالميا، وذلك بعد أن وقف 5 آلاف طفل مصري تحت سفح الهرم، حاملين أعلام مصر في يوم اليتيم، وبهذه الوقفة الرمزية دخلوا موسوعة جينيس للأرقام القياسية وأصبح بعدها الاحتفال بيوم اليتيم عالميا.
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار النبي بالسبابة والوسطى"، وهذا دليل على عظم أجر الذي يكفل اليتيم، ولكن كيف يمكن التعامل مع اليتيم وصب الحنان العاطفي عليه وتعويضه عن الحرمان الذي يعاني منه.
وأفاد علماء التربية أن أشد أنواع اليتم هو اليتم العاطفي والروحي لذلك فإن كفالة اليتيم يجب أن يكون لها بعد معنوي يتطلب ضرورة التواصل مع اليتيم وعدم تركه وحيدا لفترات طويلة حتى لا يشعر بالعزلة، وهو ما كشف عنه أساتذة علم النفس والاجتماع، حيث نصحت سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس، برواية قصص لشخصيات ناجحة عاشوا نفس الظروف، وتمكنوا من تحقيق أهدافهم وأحلامهم وتحقيق طموحاتهم، مثل المطرب عبدالحليم حافظ الذي نشأ في ملجأ للأيتام، مشيرة إلى أن مثل تلك القصص تنفس عنهم الكثير من المشاعر الحزينة، وتمنحهم أمل كبيرة في المستقبل.
وأكدت سامية خضر أن تخصيص يوم للأيتام هو عمل نبيل مليء بالمميزات، ويهدف لزرع روح العطاء لدى الأجيال الناشئة والشباب، مطالبة بزيادة أيام الاحتفال بهم خلال العام، لأنه ليس باستطاعة أي مؤسسة أو جهة تقديم كل ما يمكن منحه للأيتام في يوم واحد.
التواصل معهم باستمرار
"لا يمكن فصل التكافل المادي عن المعنوي والنفسي".. هذا ما أكده جمال فرويز الطبيب النفسي، حيث أشار إلى أن التوازن بين الأمرين مهم وأن خير الأمور الوسط، مضيفا أن الكثير من دور الأيتام بها طعام وشراب ولكن الأطفال بها يعانون من سوء معاملة، لذلك يجب احتواء هؤلاء الأطفال وزيارتهم والتواصل معهم باستمرار، والعمل على مساعدتهم في حل مشاكلهم.
وأكد فرويز أن الاحتفال بيوم واحد لليتيم يدخل الأطفال في مرحلة اكتئاب، ضاربا مثلا بالشخص الذي لا يأكل اللحمة نهائيا فأعطيه لحمة مرة واحدة وأتركه طول العام بدونها، مشيرا إلى أن الأطفال يتلقون في هذا اليوم الكثير من المشاعر الفياضة والعواطف الطيبة، ويعانون باقي أيام العام من الحرمان.
دراسة المراحل العمرية
فيما أشارت سوسن فايد، أستاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، إلى أن القائمين على إدارة مؤسسات رعاية الطفل يجب أن يكون لديهم وعي ودراية كاملة بالمراحل العمرية التي يمر بها الأطفال ليستطيعوا التعامل معهم بطريقة طبيعية، مطالبة مؤسسات رعاية الطفل بالسعي الدائم وراء الهدف المنوط بها بتوفير كافة الإشباعات والاحتياجات النفسية والاجتماعية والمادية التي يحتاجها الطفل اليتيم، موضحة أن ذلك يؤدى لتجنب شعوره باختلاف المعاملة تجاهه بعد مرور يوم اليتيم.