في يوم اليتيم.. مشاهير تحدوا اليتم وخلدوا أسماءهم في صفحات التاريخ
يحتفل العالم اليوم الجمعة "أول جمعة في أبريل" بـ اليوم العالمي لليتيم، والذى انطلقت فكرة الاحتفال به من قبل مؤسسة "ستار فونديشن" البريطانية عام 2003.
ويزخر التاريخ الحديث والقديم بالعديد من الأسماء التي نجحت في التغلب على مرارة اليتم، واستطاعت أن تحول مرارة اليتم إلى سجل حافل من الإنجازات التي سطرت في سجلات التاريخ، ونبرز خلال التقرير التالي أبرز الأسماء الذين حققوا نجاحات في مجالات مختلفة متغلبين على آلام اليتم.
جمال عبدالناصر
شاءت الظروف أن تحرم الزعيم «جمال عبدالناصر» فى طفولته من أمه التى كانت تمثل له كل الحياة، ولم تستطع أسرته وقتها أن تخبره بذلك، فقد كانت الأسرة تعيش فى الإسكندرية وعبدالناصر يدرس فى إحدى مدارس «الجمالية» ويقيم عند عمه فى القاهرة،1931.
وكان الطفل «عبد الناصر» فى السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية، وكانت رسائل والدته هي الداعم والوقود لحياته إلى أن توقفت ولم يعلم السبب حتى عاد للمنزل ليعلم بخبر رحيلها أثناء ولادتها لأخيه الثالث «شوقي»، وتسبب هذا الرحيل المفاجئ في صدمة وجرح عميق زاد أثره عندما قرر والده أن يتزوج قبل أن يمضي عام على رحيل والدته.
وتحول ناصر بعد ذلك إلى زعيم ثوري يطالب بحقوق العمال والفلاحين، ويحاول لم الشمل العربي لتصبح الدول العربية يدا واحدة ضد أي عدوان غاشم عليها، ليكون ما عاشه من حرمان في صغره بمثابة الشعلة التي أوقدت طاقته نحو الانغماس بين جموع الشعب الذي هتف باسمه وخلد حبه في قلبه حتى بعد مماته بسنين.
عبدالحليم حافظ
ولد «عبد الحليم حافظ» لترحل والدته بعد ولادته بأيام وتتركه الابن الأصغر بين أربعة إخوة، وقبل أن يتم عامه الأول رحل والده، ليشرب كأس اليتم مضاعفًا فى عمر صغير، ويتربى بين بيوت العائلة ليستقر به الحال في منزل خاله ثم إلى الملجأ الذي قضى بين جدرانه سنوات عمره الأولى التي خلفت آثارا حزينة فى وجدان العندليب، وبعدما أنهى «عبد الحليم» السنوات التسع فى الملجأ خرج للعالم ليشق طريقه، حيث التحق بمعهد الموسيقى العربية.
وهناك التقى برفقاء دربه «كمال الطويل، وأحمد فؤاد حسن، وفايدة كامل، وعلى إسماعيل» ليتخرج مدرسا للموسيقى، لكنه استقال وبدأ يشق طريقه باعتماده عازفا فى الإذاعة لتخرج موهبته للنور، ويعرف الجميع من هو «عبد الحليم شبانة» حتى أصبح العندليب.
حافظ إبراهيم
ولد شاعر النيل حافظ إبراهيم عام 1872 على إحدى ضفتى نهر النيل فى إحدى السفن الراسية بمدينة «ديروط» التابعة لمحافظة أسيوط ليكون حافظ ذا ارتباط بالنيل منذ نشأته.
وتشاء الأقدار أن يمر حافظ بأولى مراحل الحزن فى حياته، فيتوفى والده المهندس الزراعي وهو فى الثالثة من عمره، ليتولى خاله تربيته ورعايته حتى يشتد عوده.
ومنذ صغره اتخذ «حافظ» من الاطلاع ونظم الشعر مدرسة خاصة له، مما جعله إنسانا رقيق المشاعر وعاطفيا، ولهذا السبب فشل فى بداية حياته فى العمل بالمحاماه، وهنا اتجه للمدرسة الحربية ليساعد خاله فى تحمل أعباء الحياة ليتخرج فى المدرسة عام 1891.
وهنا بدأ «حافظ إبراهيم» العمل فى الشرطة، ولكنه لم يرض يوما عن رؤسائه، وكان من المشجعين لثورة «عرابى»، وبسبب مشاركته فيها تم إعفاؤه من وظيفته عام 1903 ليصير بلا عمل إلى أن عين فى دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته عام 1932.
أحمد زكي
يعد أحمد زكي من ألمع نجوم السينما المصرية، بأدائه العبقري ومشاعره الفياضة أمام الكاميرا.
وكان «أحمد زكي» على موعد مبكر مع اليتم، فقد توفي والده بعد ولادته مباشرة ليتركه وحيدا دون أشقاء، ولصغر سن أمه تزوجت لتتركه في كفالة جده.
وعندما برزت موهبة «زكي» في التمثيل على مسرح المدرسة شجعه الناظر للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية الذي شهد تفوقه ونجاحه الساحق، حيث اشترك وقتها فى العديد من المسرحيات مثل «هالو شلبي، ومدرسة المشاغبين، والعيال كبرت».
وتعتبر جميع أفلام فتى الشاشة الأسمر بمثابة محطات فى تاريخ السينما المصرية، حيث كان مجتهدا بشكل كبير منذ أول بطولة له فى فيلم « شفيقة ومتولى» ووصفه النقاد بأنه يسير فى الطريق الصعب للأداء التمثيلى، فهو يعطى لكل دور مجهودا كبيرا حتى يصبح جزءا منه، ولهذا استحق أن يتربع على عرش النجومية وحب الجماهير له ولأعماله.
أسمهان
اسمها الحقيقى «آمال الأطرش» ولدت على سطح باخرة عندما هربت عائلتها من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها الأمير «فهد الأطرش» والسلطات التركية وقتها، واستقرت عائلتها فى سوريا فترة قصيرة قبل أن يرحل الأب عام 1924، لتقرر الأسرة مغادرة سوريا إلى مصر بعد أن فقدت عائلها الوحيد، فانقلبت الحياة من النعيم والرغد إلى حياة البؤس، لتضطر والدتها الأميرة «علياء» الى أن تعمل فى البيوت وتغني في الأفراح الخاصة حتى تستطيع تربية أبنائها الثلاثة.
وظهرت موهبة «اسمهان» الغنائية فى سن مبكرة، فجميع أفراد أسرتها لديهم ميول فنية، وكان أخوها «فريد الأطرش» هو الداعم لها في مشوار حياتها، حيث أخذ بيدها لمشوار الفن والنجومية، لتقف في مصاف كبار المطربين فى هذا العصر مثل «أم كلثوم، وليلى مراد» وغيرهما، حيث كانت تشارك أخاها الغناء إلى أن سطع نجمها ولمع.
أرسطو
لم يعلم المراهق الصغير أرسطاطيوس وهو يبكي على والده الراحل الذي توفى تاركا إياه، أن القدر يخبئ مفاجأتين، الأولى: أنه سيتتلمذ على يد أعظم فيلسوف فى العالم وأصل الفلاسفة، حسبما يطلقون عليه، «أفلاطون»، وكان «أرسطو» من ألمع تلامذته، بقى معه نحو 20 عاماً كاملة حتى وفاته.
أما المفاجأة الثانية فهي: أن فيليب ملك مقدونيا سيستدعيه سنة 343 ق.م لتعليم وتربية ابنه الإسكندر الأكبر، وقد قام أرسطو بتعليم الإسكندر الأكبر وهو فى سن الرابعة عشرة وأصبح صديقا له، وأطلق على أرسطو وتلاميذه اسم المشائين، لأنه كان يلقى دروسه أثناء المشى والتجوال بصحبة تلاميذه، ليصبح أرسطو بذلك واحداً من أشهر الأيتام الذين غيروا مجرى تاريخ الفلسفة فى العالم، بل أسسوا لها.
دافنشي
عاش دافنشى صاحب أسطورة لوحة الموناليزا، الذى يؤكد العلماء أنه واحد من أكثر رسامى العالم موهبة وأكثرهم عبقرية على الإطلاق، فقد كان وآينشتاين يتسمان بذكاء خارق فوق المعتاد، لدرجة أن العلماء حاروا فى رسومات «دافنشى» وأكدوا أنها ليست خطوطا حقيقية، وإنما مجموعة رموز رياضية تتجمع فى كل لوحة لتعطى شفرة ذات مغزى معين.
ليس هذا وحسب، فقد استطاع «دافنشي» رسم تصور مبدئى لأكثر من 400 اختراع، منها ما تم تطبيقه بعد موته بنصف قرن، ومنها ما لم يطبق حتى الآن، ومنها على سبيل المثال وضع رسم هندسى لأول طيارة.
مانديلا
فى 18 يوليو 1918 استقبل العالم اليتيم الذى لن يكون التاريخ بعده كما كان قبله، فـ«نيلسون مانديلا» أول رئيس أسود فى جنوب أفريقيا، كافح حتى قضى على العنصرية بين السود والبيض، واستطاع أن يرد كرامة عرق كامل كانت حقوقه مهدورة من قبله، وانتُخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.
وبالرغم من أن «مانديلا» سجن لـ27 عاماً وراء القضبان، فإنه بعد خروجه استطاع أن يتلقى 250 جائزة, منها جائزة نوبل للسلام عام 1993.
وأثر وداع «مانديلا» فى 5 ديسمبر 2013 فى العالم كله، بعد أن حفر فى قلوبنا قصة لواحد من أعظم أيتام العالم الذين غيروا شكل التاريخ.
ستيف جوبز
واحد من أكثر المشاهير الذي عانى من اليتم هو «ستيف جوبز» أو أكثر، ، صاحب شركة «آبل» وأول من وضع نموذج أولى مع «بيل جيتس» للحاسب الآلى، حيث استطاع أن يغير وجه العالم الإلكترونى بالكامل، بأجهزة الآى فون والآى باد والآى بود، وتصميمه لثلاثة أجيال من أجهزة الماكنتوش، وامتلاكه شركة «بيكسار» للرسوم المتحركة.
وما لا يعرفه كثيرون أن حرمان جوبز فى الصغر من متعة اللعب كالأطفال العاديين بحكم يتمه كان سببا رئيسيا فى مساهمته بأمواله ومجهوده فى مؤسسة والت ديزني ليسعد أطفال العالم الآخرين.
مارلين مونرو
«لدى إحساس عميق بأنني لست حقيقة تماما، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة، وكل إنسان يحس في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكنى أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أننى لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صُنعه»، هذه هي كلمات بنت الملجأ «نورما جين بيكر» أو «مارلين مونرو»، أسطورة السينما الأمريكية، وأيقونة الجمال والإثارة التي مازالت تسحر العالم بأنوثتها رغم رحيلها.
أثر تربية «مونرو» تحت كنف أبوين غير أبويها، في نشأتها كثيرا، حيث أصرت على التفوق رغم صعوبة ظروفها، وأن تكون على قمة المجد قبل أن تتم عامها الـ 25، وكانت المرأة الحلم لكل رجل.
وبرغم قصة نجاح مونرو المبهرة فإنها كانت دائمة الشعور بأنها حرمت من طفولتها، لذا كانت مصرة على النجاح ولو بأي ثمن، وتوفيت «مونرو» وهى في عز مجدها وشبابها في 5 أغسطس 1962 عن عمر يناهز 36 عاما.
ويزخر التاريخ الحديث والقديم بالعديد من الأسماء التي نجحت في التغلب على مرارة اليتم، واستطاعت أن تحول مرارة اليتم إلى سجل حافل من الإنجازات التي سطرت في سجلات التاريخ، ونبرز خلال التقرير التالي أبرز الأسماء الذين حققوا نجاحات في مجالات مختلفة متغلبين على آلام اليتم.
جمال عبدالناصر
شاءت الظروف أن تحرم الزعيم «جمال عبدالناصر» فى طفولته من أمه التى كانت تمثل له كل الحياة، ولم تستطع أسرته وقتها أن تخبره بذلك، فقد كانت الأسرة تعيش فى الإسكندرية وعبدالناصر يدرس فى إحدى مدارس «الجمالية» ويقيم عند عمه فى القاهرة،1931.
وكان الطفل «عبد الناصر» فى السنة الثالثة من المرحلة الابتدائية، وكانت رسائل والدته هي الداعم والوقود لحياته إلى أن توقفت ولم يعلم السبب حتى عاد للمنزل ليعلم بخبر رحيلها أثناء ولادتها لأخيه الثالث «شوقي»، وتسبب هذا الرحيل المفاجئ في صدمة وجرح عميق زاد أثره عندما قرر والده أن يتزوج قبل أن يمضي عام على رحيل والدته.
وتحول ناصر بعد ذلك إلى زعيم ثوري يطالب بحقوق العمال والفلاحين، ويحاول لم الشمل العربي لتصبح الدول العربية يدا واحدة ضد أي عدوان غاشم عليها، ليكون ما عاشه من حرمان في صغره بمثابة الشعلة التي أوقدت طاقته نحو الانغماس بين جموع الشعب الذي هتف باسمه وخلد حبه في قلبه حتى بعد مماته بسنين.
عبدالحليم حافظ
ولد «عبد الحليم حافظ» لترحل والدته بعد ولادته بأيام وتتركه الابن الأصغر بين أربعة إخوة، وقبل أن يتم عامه الأول رحل والده، ليشرب كأس اليتم مضاعفًا فى عمر صغير، ويتربى بين بيوت العائلة ليستقر به الحال في منزل خاله ثم إلى الملجأ الذي قضى بين جدرانه سنوات عمره الأولى التي خلفت آثارا حزينة فى وجدان العندليب، وبعدما أنهى «عبد الحليم» السنوات التسع فى الملجأ خرج للعالم ليشق طريقه، حيث التحق بمعهد الموسيقى العربية.
وهناك التقى برفقاء دربه «كمال الطويل، وأحمد فؤاد حسن، وفايدة كامل، وعلى إسماعيل» ليتخرج مدرسا للموسيقى، لكنه استقال وبدأ يشق طريقه باعتماده عازفا فى الإذاعة لتخرج موهبته للنور، ويعرف الجميع من هو «عبد الحليم شبانة» حتى أصبح العندليب.
حافظ إبراهيم
ولد شاعر النيل حافظ إبراهيم عام 1872 على إحدى ضفتى نهر النيل فى إحدى السفن الراسية بمدينة «ديروط» التابعة لمحافظة أسيوط ليكون حافظ ذا ارتباط بالنيل منذ نشأته.
وتشاء الأقدار أن يمر حافظ بأولى مراحل الحزن فى حياته، فيتوفى والده المهندس الزراعي وهو فى الثالثة من عمره، ليتولى خاله تربيته ورعايته حتى يشتد عوده.
ومنذ صغره اتخذ «حافظ» من الاطلاع ونظم الشعر مدرسة خاصة له، مما جعله إنسانا رقيق المشاعر وعاطفيا، ولهذا السبب فشل فى بداية حياته فى العمل بالمحاماه، وهنا اتجه للمدرسة الحربية ليساعد خاله فى تحمل أعباء الحياة ليتخرج فى المدرسة عام 1891.
وهنا بدأ «حافظ إبراهيم» العمل فى الشرطة، ولكنه لم يرض يوما عن رؤسائه، وكان من المشجعين لثورة «عرابى»، وبسبب مشاركته فيها تم إعفاؤه من وظيفته عام 1903 ليصير بلا عمل إلى أن عين فى دار الكتب الوطنية المصرية حتى تقاعده ووفاته عام 1932.
أحمد زكي
يعد أحمد زكي من ألمع نجوم السينما المصرية، بأدائه العبقري ومشاعره الفياضة أمام الكاميرا.
وكان «أحمد زكي» على موعد مبكر مع اليتم، فقد توفي والده بعد ولادته مباشرة ليتركه وحيدا دون أشقاء، ولصغر سن أمه تزوجت لتتركه في كفالة جده.
وعندما برزت موهبة «زكي» في التمثيل على مسرح المدرسة شجعه الناظر للالتحاق بمعهد الفنون المسرحية الذي شهد تفوقه ونجاحه الساحق، حيث اشترك وقتها فى العديد من المسرحيات مثل «هالو شلبي، ومدرسة المشاغبين، والعيال كبرت».
وتعتبر جميع أفلام فتى الشاشة الأسمر بمثابة محطات فى تاريخ السينما المصرية، حيث كان مجتهدا بشكل كبير منذ أول بطولة له فى فيلم « شفيقة ومتولى» ووصفه النقاد بأنه يسير فى الطريق الصعب للأداء التمثيلى، فهو يعطى لكل دور مجهودا كبيرا حتى يصبح جزءا منه، ولهذا استحق أن يتربع على عرش النجومية وحب الجماهير له ولأعماله.
أسمهان
اسمها الحقيقى «آمال الأطرش» ولدت على سطح باخرة عندما هربت عائلتها من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها الأمير «فهد الأطرش» والسلطات التركية وقتها، واستقرت عائلتها فى سوريا فترة قصيرة قبل أن يرحل الأب عام 1924، لتقرر الأسرة مغادرة سوريا إلى مصر بعد أن فقدت عائلها الوحيد، فانقلبت الحياة من النعيم والرغد إلى حياة البؤس، لتضطر والدتها الأميرة «علياء» الى أن تعمل فى البيوت وتغني في الأفراح الخاصة حتى تستطيع تربية أبنائها الثلاثة.
وظهرت موهبة «اسمهان» الغنائية فى سن مبكرة، فجميع أفراد أسرتها لديهم ميول فنية، وكان أخوها «فريد الأطرش» هو الداعم لها في مشوار حياتها، حيث أخذ بيدها لمشوار الفن والنجومية، لتقف في مصاف كبار المطربين فى هذا العصر مثل «أم كلثوم، وليلى مراد» وغيرهما، حيث كانت تشارك أخاها الغناء إلى أن سطع نجمها ولمع.
أرسطو
لم يعلم المراهق الصغير أرسطاطيوس وهو يبكي على والده الراحل الذي توفى تاركا إياه، أن القدر يخبئ مفاجأتين، الأولى: أنه سيتتلمذ على يد أعظم فيلسوف فى العالم وأصل الفلاسفة، حسبما يطلقون عليه، «أفلاطون»، وكان «أرسطو» من ألمع تلامذته، بقى معه نحو 20 عاماً كاملة حتى وفاته.
أما المفاجأة الثانية فهي: أن فيليب ملك مقدونيا سيستدعيه سنة 343 ق.م لتعليم وتربية ابنه الإسكندر الأكبر، وقد قام أرسطو بتعليم الإسكندر الأكبر وهو فى سن الرابعة عشرة وأصبح صديقا له، وأطلق على أرسطو وتلاميذه اسم المشائين، لأنه كان يلقى دروسه أثناء المشى والتجوال بصحبة تلاميذه، ليصبح أرسطو بذلك واحداً من أشهر الأيتام الذين غيروا مجرى تاريخ الفلسفة فى العالم، بل أسسوا لها.
دافنشي
عاش دافنشى صاحب أسطورة لوحة الموناليزا، الذى يؤكد العلماء أنه واحد من أكثر رسامى العالم موهبة وأكثرهم عبقرية على الإطلاق، فقد كان وآينشتاين يتسمان بذكاء خارق فوق المعتاد، لدرجة أن العلماء حاروا فى رسومات «دافنشى» وأكدوا أنها ليست خطوطا حقيقية، وإنما مجموعة رموز رياضية تتجمع فى كل لوحة لتعطى شفرة ذات مغزى معين.
ليس هذا وحسب، فقد استطاع «دافنشي» رسم تصور مبدئى لأكثر من 400 اختراع، منها ما تم تطبيقه بعد موته بنصف قرن، ومنها ما لم يطبق حتى الآن، ومنها على سبيل المثال وضع رسم هندسى لأول طيارة.
مانديلا
فى 18 يوليو 1918 استقبل العالم اليتيم الذى لن يكون التاريخ بعده كما كان قبله، فـ«نيلسون مانديلا» أول رئيس أسود فى جنوب أفريقيا، كافح حتى قضى على العنصرية بين السود والبيض، واستطاع أن يرد كرامة عرق كامل كانت حقوقه مهدورة من قبله، وانتُخب فى أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.
وبالرغم من أن «مانديلا» سجن لـ27 عاماً وراء القضبان، فإنه بعد خروجه استطاع أن يتلقى 250 جائزة, منها جائزة نوبل للسلام عام 1993.
وأثر وداع «مانديلا» فى 5 ديسمبر 2013 فى العالم كله، بعد أن حفر فى قلوبنا قصة لواحد من أعظم أيتام العالم الذين غيروا شكل التاريخ.
ستيف جوبز
واحد من أكثر المشاهير الذي عانى من اليتم هو «ستيف جوبز» أو أكثر، ، صاحب شركة «آبل» وأول من وضع نموذج أولى مع «بيل جيتس» للحاسب الآلى، حيث استطاع أن يغير وجه العالم الإلكترونى بالكامل، بأجهزة الآى فون والآى باد والآى بود، وتصميمه لثلاثة أجيال من أجهزة الماكنتوش، وامتلاكه شركة «بيكسار» للرسوم المتحركة.
وما لا يعرفه كثيرون أن حرمان جوبز فى الصغر من متعة اللعب كالأطفال العاديين بحكم يتمه كان سببا رئيسيا فى مساهمته بأمواله ومجهوده فى مؤسسة والت ديزني ليسعد أطفال العالم الآخرين.
مارلين مونرو
«لدى إحساس عميق بأنني لست حقيقة تماما، بل إنني زيف مفتعل ومصنوع بمهارة، وكل إنسان يحس في هذا العالم بهذا الإحساس بين وقت وآخر، ولكنى أعيش هذا الإحساس طيلة الوقت، بل أظن أحيانا أننى لست إلا إنتاجا سينمائيا فنيا أتقنوا صُنعه»، هذه هي كلمات بنت الملجأ «نورما جين بيكر» أو «مارلين مونرو»، أسطورة السينما الأمريكية، وأيقونة الجمال والإثارة التي مازالت تسحر العالم بأنوثتها رغم رحيلها.
أثر تربية «مونرو» تحت كنف أبوين غير أبويها، في نشأتها كثيرا، حيث أصرت على التفوق رغم صعوبة ظروفها، وأن تكون على قمة المجد قبل أن تتم عامها الـ 25، وكانت المرأة الحلم لكل رجل.
وبرغم قصة نجاح مونرو المبهرة فإنها كانت دائمة الشعور بأنها حرمت من طفولتها، لذا كانت مصرة على النجاح ولو بأي ثمن، وتوفيت «مونرو» وهى في عز مجدها وشبابها في 5 أغسطس 1962 عن عمر يناهز 36 عاما.