رئيس التحرير
عصام كامل

لن أنسى نظرات الأب وهو يصارع الموت.. صعيدي ساعد في إنقاذ العائلة الغارقة في قناة السويس: وفاة الطفل الصغير أدمت قلوب الجميع

فيتو
"الصعيدي معروف بالجدعنة".. هكذا أكد الشاب الصعيدي محمد جابر عبد الجواد، ابن محافظة بني سويف، والذي يعمل بائع فوانيس في معديات قناة السويس التي تربط بين بورسعيد وبورفؤاد، نشأته وتربيته، عندما ألقى بنفسه بين أمواج قناة السويس للمشاركة في إنقاذ الأسرة البورسعيدية المكلومة الغارقة في مياه القناة.




وكانت بورسعيد قد عاشت أمس ليلة حزينة جراء سقوط سيارة ملاكي بشكل خاطئ في مياه المجرى الملاحي لقناة السويس، أثناء عبورها بين بورسعيد وبورفؤاد خلال إحدى معديات قناة السويس، وكان بداخل السيارة عائلة مكونة من أربعة أفراد الأب" مصطفى شكري الزامك 40 سنة "، الأم  "ولاء أمين محمد 39 سنة"، الابنة "ملك مصطفى شكري 12 سنة"، الابن "مازن مصطفى شكري  10 سنين"، وبالفعل تم إنقاذ الوالدين والطفلة، ولكن القدر شاء أن يلفظ الطفل الأخير أنفاسه الأخيرة أثناء إنعاشه في مستشفى السلام ببورسعيد.



حاورت "فيتو" الشهم الصعيدي محمد جابر عبد الجواد، والذي انهالت التعليقات على صفحات بورسعيد منذ أمس بالدعاء له، وبشكره على بطولته.



بحثا عن الرزق


"أنا جاي بورسعيد أدور على الرزق وببيع فوانيس في المعديات"، هكذا بدأ البطل الصعيدي حديثه مع مراسلة " فيتو" ببورسعيد.

وقال محمد جابر: أنا أبلغ من العمر 25 عاما، ومتزوج، ولدي ثلاثة أبناء، وأسرتي بالكامل تعيش في بني سويف، والحمد لله أعمل بجد واجتهاد من أجلهم لأكسب رزقي بالحلال.



الحادثة


واستكمل جابر: كنت أبيع الفوانيس لرواد المعدية والتي كانت تنقل المواطنين من بورفؤاد إلى بورسعيد، وتفاجأت أن سيارة تعود بظهرها للخلف في لمح البصر، وتسقط في مياه الممر الملاحي لقناة السويس وسط  ذهول منا جميعا.

وتابع: رأيت رب الأسرة يشاور لنا من المياه أن الأسرة مكونة من أربعة أفراد، ولم أشعر بنفسي إلا وأنا ألقي بنفسي في مياه قناة السويس للمساعدة في إنقاذ أي فرد من الأسرة.



ضياع كل البضاعة


وتابع وعيونه تمتلئ بالرضا: لقد ألقيت بكل الفوانيس التي كنت أبيعها، وألقيت كل الأموال التي كانت معي، وألقيت الهاتف الذي كان معي، وكل الفوانيس تكسرت والأموال ضاعت، ولكن لم يهمني أي شئ سوى إنقاذ أي شخص من الأسرة المكلومة".

وأردف محمد جابر، والفخر يملأ  كلماته: الحمد لله ربنا قدرني وشاركت في إنقاذ الطفلة والأب، لكن لم نستطع إنقاذ الطفل الصغير رحمه الله.



عمل الخير


وعن شعور ابن الصعيد قال: لم أخشى الموت، ولم أهتم بـ" البضاعة " التي ألقيتها، كل ما كان يشغلني أن أنقذ الأسرة.

وتابع: لو عاد الزمن مرة أخرى، سوف أقدم على ما فعلت للمرة الثانية.

واستكمل: هكذا تربينا على فعل الخير والوقوف مع الغير في الأزمات لأننا كلنا أخوة ، وكل ما أتمناه الآن أن يلهم الله الصبر والسلوان للأب الذي فقد نجله في الحادث الأليم.



مطالبات بالتكريم


وعلى جانب آخر طالب كل أهالي بورسعيد على صفحات التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" من اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد بتكريم الشباب الذين لم يفكروا في حياتهم و قفزوا في مياه المجرى الملاحي لقناة السويس لإنقاذ العائلة المنكوبة.

وقد انتشرت المنشورات التي تطالب المحافظ  بذلك، مؤكدين بأن الشباب الذي أنقذ الأسرة جميعا في تلك الحادثة كانوا أبطال يضربون المثال في الشهامة والقوة دائما في أصعب المواقف ويثبتون للجميع المعدن الأصيل للمواطن المصري.
الجريدة الرسمية