صمود المشير والمشير !
دخل
إلى القاعة واثق الخطى، تتابعه النظرات لتعرف من هو، فهو وجه جديد في عالم
السياسة، ثم ما لبثت أن تتبعته (الكاميرات)، وهو يبتسم ناظرا للمستقبل، ابتسامة لم
تفارقه إلا نادرا وهو يقود دولة تحيط بها المهددات، وتضربها المشكلات، وتتربص بها
أذرع الإرهاب، و"تكشر" لمجتمعها عن أنيابها الأزمات، فتصبح صناعة
الابتسامة فيها هي أنجح التجارات !!
فحافظ الرجل على ابتسامته وقاد دولته وانتشلها من أخطر الدوامات، وعبر بمجتمعها ليواصل مسيرة الإصلاح والتنمية، تسنده الدعوات.
فربح البيع وربحت التجارة بقيادة الربان الماهر، واثق الخطى..
كان واثق الخطى؛ ذاك هو المشير عبدالفتاح السيسي حين التقيته أول مرة في القمة الأفريقية، ثم التقيته مرتين بعدها، لاحظت فيهما تطورا ملحوظا في الأداء في كل مرة.
والرجل المعروف بالوفاء ينتقل تدريجيا إلى العمل المدني المتسامح، دون أن يبارح الأسس العسكرية الصارمة حين يستدعي الأمر الصرامة والدقة في العمل والمحاسبة، وهو ما تحتاجه مصر.
يحفه مستشارون عظماء يبدو أنهم قاموا بجهد مضن، يبدو جهدهم جليا في هذا الأداء المتصاعد، فالرجل ليس في الأصل سياسيا أو دبلوماسيا، ولم يكن خريج مؤسسة مدنية، وإنما فرضت عليه الظروف أن يغادر مؤسسة الجيش العظيم، ويخلع بزته العسكرية ليرتدي (البدل والكرفتات) لمقابلة استحقاقات العمل المدني رئيسا لدولة عظمى في المنطقة، بها من المشاكل ما يرهق كاهل أي طاقم يضحي بنفسه ويتصدى لرفع مسؤولياتها عن كاهل مواطنيها الصابرين.
وبمثل أداء مستشاري الرئاسة المصرية الأجلاء، كان هناك مستشارون للخارجية المصرية قاموا بجهود استثنائية يسجلها لهم التاريخ في معركة استعادة مصر ودورها في الاتحاد الأفريقي عقب التجميد، بل قاموا في أقل من عام بعمل دبلوماسي ضخم في أوروبا كذلك، عبر الدبلوماسية الرسمية والشعبية لتغيير مواقف الدول وجماعات الضغط، التي كانت قد قلبت ظهر المجن، فعادت حليفة لمصر.
وظهر ذلك جليا في جلساتنا الجانبية مع بعض الأوروبيين في القمة الأفريقية برواندا ثم في القمة العربية بنواكشوط.
كان الاجتماع المغلق في القمة الافريقية رباعيا (3+1) بين طاقم الرئيس المصري وطاقم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، فتم الطلب من الوفدين بمغادرة الغرفة الصغيرة، وقد رمقت قبل مغادرتي ابتسامة متبادلة، ونظرات وزير خارجية السودان وقتها إبراهيم غندور مع سامح شكري وزير خارجية مصر، ففهمت أن هناك ترتيبات خاصة جرت قبل لقاء الرئيسين.
وشاهدت الفريق طه عثمان الحسين وهو يقوم بأدواره الدبلوماسية والأمنية كذلك مفوضاً مع طاقمه في تقوية التحالف الرباعي: السوداني المصري السعودي الإماراتي، والذي وصلت جهوده مرحلة القبول المبدئي بدخول السودان ضمن دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب المملكة المغربية والمملكة الأردنية.. وكان ذلك أحد نجاحات كثيرة للرجل بتفويض من الرئاسة لم تنل حظها من الإعلام لتشويش البروباجندا المتعمد من آلة إعلامية معادية.
اللقاء الرئاسي كان مغلقا دون إعلام ومصورين..
مرت الأيام بسرعة وجرت مياه آسنة بنفس السرعة تحت الجسر، وظهرت تجمعات سياسية تسمي نفسها تجمع المهنيين وأحزاب جديدة تدعو إلى الحرية والتغيير.
والآن على المشيريْن، عبدالفتاح وعبدالفتاح، أن يصمدا ويشيرا للجميع بالالتزام بالثوابت، فالمهددات، بما فيها الأمن المائي لدولتي المصب، متعاظمة وتستدعي الصمود، ولا بد أن الرئاسة والخارجية في البلدين تطمحان للوحدة في كل المواقف ولعودة العلاقات بنفس القوة التي كانت عليها يوما ما، وبتنسيق عال لمكافحة الإرهاب من ناحية وضرب العوادي، ومن ناحية أخرى لمواجهة مهددات اقليمية متعاظمة تهدد دولتي شمال وجنوب الوادي.
فمتى سينادي المنادي ؟
---------------------------
( * ) أُبي عزالدين عوض.. كاتب سوداني
فحافظ الرجل على ابتسامته وقاد دولته وانتشلها من أخطر الدوامات، وعبر بمجتمعها ليواصل مسيرة الإصلاح والتنمية، تسنده الدعوات.
فربح البيع وربحت التجارة بقيادة الربان الماهر، واثق الخطى..
كان واثق الخطى؛ ذاك هو المشير عبدالفتاح السيسي حين التقيته أول مرة في القمة الأفريقية، ثم التقيته مرتين بعدها، لاحظت فيهما تطورا ملحوظا في الأداء في كل مرة.
والرجل المعروف بالوفاء ينتقل تدريجيا إلى العمل المدني المتسامح، دون أن يبارح الأسس العسكرية الصارمة حين يستدعي الأمر الصرامة والدقة في العمل والمحاسبة، وهو ما تحتاجه مصر.
يحفه مستشارون عظماء يبدو أنهم قاموا بجهد مضن، يبدو جهدهم جليا في هذا الأداء المتصاعد، فالرجل ليس في الأصل سياسيا أو دبلوماسيا، ولم يكن خريج مؤسسة مدنية، وإنما فرضت عليه الظروف أن يغادر مؤسسة الجيش العظيم، ويخلع بزته العسكرية ليرتدي (البدل والكرفتات) لمقابلة استحقاقات العمل المدني رئيسا لدولة عظمى في المنطقة، بها من المشاكل ما يرهق كاهل أي طاقم يضحي بنفسه ويتصدى لرفع مسؤولياتها عن كاهل مواطنيها الصابرين.
وبمثل أداء مستشاري الرئاسة المصرية الأجلاء، كان هناك مستشارون للخارجية المصرية قاموا بجهود استثنائية يسجلها لهم التاريخ في معركة استعادة مصر ودورها في الاتحاد الأفريقي عقب التجميد، بل قاموا في أقل من عام بعمل دبلوماسي ضخم في أوروبا كذلك، عبر الدبلوماسية الرسمية والشعبية لتغيير مواقف الدول وجماعات الضغط، التي كانت قد قلبت ظهر المجن، فعادت حليفة لمصر.
وظهر ذلك جليا في جلساتنا الجانبية مع بعض الأوروبيين في القمة الأفريقية برواندا ثم في القمة العربية بنواكشوط.
كان الاجتماع المغلق في القمة الافريقية رباعيا (3+1) بين طاقم الرئيس المصري وطاقم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، فتم الطلب من الوفدين بمغادرة الغرفة الصغيرة، وقد رمقت قبل مغادرتي ابتسامة متبادلة، ونظرات وزير خارجية السودان وقتها إبراهيم غندور مع سامح شكري وزير خارجية مصر، ففهمت أن هناك ترتيبات خاصة جرت قبل لقاء الرئيسين.
وشاهدت الفريق طه عثمان الحسين وهو يقوم بأدواره الدبلوماسية والأمنية كذلك مفوضاً مع طاقمه في تقوية التحالف الرباعي: السوداني المصري السعودي الإماراتي، والذي وصلت جهوده مرحلة القبول المبدئي بدخول السودان ضمن دول مجلس التعاون الخليجي إلى جانب المملكة المغربية والمملكة الأردنية.. وكان ذلك أحد نجاحات كثيرة للرجل بتفويض من الرئاسة لم تنل حظها من الإعلام لتشويش البروباجندا المتعمد من آلة إعلامية معادية.
اللقاء الرئاسي كان مغلقا دون إعلام ومصورين..
مرت الأيام بسرعة وجرت مياه آسنة بنفس السرعة تحت الجسر، وظهرت تجمعات سياسية تسمي نفسها تجمع المهنيين وأحزاب جديدة تدعو إلى الحرية والتغيير.
والآن على المشيريْن، عبدالفتاح وعبدالفتاح، أن يصمدا ويشيرا للجميع بالالتزام بالثوابت، فالمهددات، بما فيها الأمن المائي لدولتي المصب، متعاظمة وتستدعي الصمود، ولا بد أن الرئاسة والخارجية في البلدين تطمحان للوحدة في كل المواقف ولعودة العلاقات بنفس القوة التي كانت عليها يوما ما، وبتنسيق عال لمكافحة الإرهاب من ناحية وضرب العوادي، ومن ناحية أخرى لمواجهة مهددات اقليمية متعاظمة تهدد دولتي شمال وجنوب الوادي.
فمتى سينادي المنادي ؟
---------------------------
( * ) أُبي عزالدين عوض.. كاتب سوداني