المشاط: الأوضاع العالمية تحتم وضع خطط استراتيجية لإدارة الأزمات
قالت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، إن قادة العالم يحاولون في الوقت الحالي استباق الأزمات المستقبلية من خلال وضع خطط استراتيجية لضمان الاستدامة، في مواجهة الأزمات التي غالبًا ما تأتي دون سابق إنذار، مؤكدة أن جائحة كورونا أثبتت أن الاستدامة يجب أن تأتي في طليعة خطط التعافي، لكي تتمكن الدول من مواجهة الصدمات المفاجئة .
جاء ذلك خلال مشاركتها في الندوة التي نظمتها الأكاديمية الأوروبية لشباب الدبلوماسيين، وأدارتها كاتارزينا بيسارسكا، مؤسِّسة ومديرة الأكاديمية الأوروبية للدبلوماسية في وارسو، بولندا، بحضور أكثر من 140 من الشباب من 47 دولة؛ والأكاديمية الأوروبية للدبلوماسية (EAD) هي أكاديمية غير حكومية وغير ربحية في أوروبا، تعمل على تشكيل جيل من القادة الشباب.
وتحدثت وزيرة التعاون الدولي، عن كيفية عمل القادة على مواجهة التحديات من خلال خطط مستدامة وفعالة، مؤكدة أن التحديات العالمية تتطلب حلولًا متعددة الأطراف، لذلك فإن التحدي الذي يواجه العالم الآن هو كيفية العمل المشترك على مواجهة جائحة كورونا وتسريع وتيرة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي اتفق عليها العالم في عام 2015.
وأشارت «المشاط»، إلى أن العالم يسعى لتعزيز البناء بشكل أفضل للمستقبل، لتحقيق مجتمع متطور ومستدام للأجيال القادمة، لذلك فإن كافة القرارات التي تتخذ اليوم تؤثر بشكل مباشر على القادم من الأجيال، ولذلك فإن وزارة التعاون الدولي، ترى أهمية النمو الاقتصادي المستدام الذي يتم تحقيقه من خلال دفع أهداف التنمية المستدامة والمشروعات الهادفة لتنفيذ هذه الأهداف.
وذكرت «المشاط»، أن جائحة كورونا أكدت أهمية التكنولوجيا الحديثة باعتبارها مفتاح التمكين من إعادة بناء مستقبل أفضل وأكثر إخضرارًا، لذلك فإن نجاة العالم من الأزمة الحالية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي يتطلب الاستعانة بالأنظمة الرقمية والاستعانة بتكنولوجيا المعلومات في كافة مجالات الحياة .
وتابعت: حتى يكون تأثير التكنولوجيا فعالاً وأكثر تأثيرًا، من الضروري سد الفجوة الرقمية، من خلال خطط شاملة تعمل على سد هذه الفجوات ولا تترك أحدًا يتخلف عن الركب، ولذلك فقد أظهر الوباء أن المستقبل الشامل يعني سد الفجوات الاقتصادية والرقمية والفجوة بين الجنسين من أجل ضمان نمو النظام البيئي الاقتصادي عالميًا.
وانتقلت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية عنصر الشفافية في تنفيذ الخطط المتعلقة بالإصلاح، ومن هنا حرصت الحكومة المصرية، على اتباع الشفافية والإفصاح في خطط الإصلاح على كافة المستويات بما يعزز التعافي المستدام .
ووجهت «المشاط»، رسالة لصغار الدبلوماسيين من الشباب المشاركين قائلة "بصفتكم قادة المستقبل المحتملين فأنتم لديكم ميزة بمعاصرة هذه الفترة التي يعيشها العالم، والتي تشهد مرونة غير مسبوقة وتغيرات ديناميكية متسارعة تحدث في العالم على كافة الأصعدة؛ ومن شأن هذه الفترة أن تصقل خبراتكم وتدعمكم بتحولات إيجابية وتدفعكم نحو قيادة حكيمة للمستقبل".
جدير بالذكر أن الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولى، شاركت خلال مايو 2020 في حوار للأكاديمية الأوروبية لشباب الدبلوماسيين تحت عنوان «الأوبئة: إحياء التعاون متعدد الأطراف» بحضور 80 طالبا بالأكاديمية، حيث عرضت الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية لمواجهة فيروس كورونا المستجد وضمان ألا يؤثر ذلك على تحقيق أهداف التنمية المستدامة.