بدأت بـ «سجائر وأكل السجن».. «العندليب والخال» صداقة لم تفسدها «غيرة حليم»
تاريخ الفنان الراحل عبد الحليم حافظ، يحمل العديد من المواقف التي تشير إلى أنه كان غيورًا إلى درجة كبيرة، وغيرته هذه من الممكن أن تدفعه لأن يفعل أي شيء في سبيل تحقيق ما يريده، لكن أحدًا لم يحسم الأمر إن كانت «غيرة من نجاح الآخرين»، أم «غيرة على موهبته»، ولعل واقعة اختطاف الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، واحدة من وقائع كثيرة كيف كان يتعامل «حليم» مع نجاح بقية زملائه في الوسط الفني.
حليم والأبنودي
«أنا مش هاطلع اقول في ايديا المزامير وفي قلبي المسامير».. جملة من ضمن حوار طويل دار بين «حليم» و«الأبنودي» بعد نجاح أغنية «عدوية» التي كتبها الأبنودي للمطرب الشعبي الراحل محمد رشدي.
ويروي «الأبنودي» في أحد حواراته أن « حليم كان يسعى دائماً أن يكون الأول وبالتالي فإن موجة الغناء الشعبي التي أشعلنا نحن شرارتها من خلال أغاني رشدي وفايزة بالإضافة لما قدمته المطربة الكبيرة نجاة مثل (حمد لله على السلامة) لحن كمال الطويل و(عيون القلب) لحن محمد الموجي وغيرها كان ذلك شيئاً مزعجاً جداً بالنسبة لعبد الحليم ومن هنا قررت اختطافه من التقليدي والانتقال به للموجة الجديدة مع الاحتفاظ بصورته كحليم وعدم التورط شعبيًا بصورة قوية فكتبت له (أنا كل ما أقول التوبة) وغيرها وحققنا نجاحًا مدويًا بها».
«الأبنودي» اعترف في أكثر من مناسبة أن صداقة قوية جمعته و«حليم» ودائما كان يقول: «عبد الحليم رحمه الله كان إنساناً بمعنى الكلمة، و كانت بداية معرفتي به في عام 1965 وكانت مجرد معرفة جلسات فنية دون أن نلتقي في أي عمل، وبعد عام واحد من تعارفنا تم اعتقالي بسبب الأشعار السياسية التي كتبتها واعترضت فيها على أشياء عديدة وهاجمت بعض رجال الثورة وبعد الإفراج عني وجدت الجميع يهربون مني ويتهربون من لقائي خوفاً على أنفسهم، ولم أجد سوى محمد رشدي وعبد الحليم حافظ بجانبي، فقد كان طبيعيًا ألا يهرب مني رشدي أو يبتعد عني، بينما عبد الحليم لم تكن تجمعني به صداقة بنفس القوة وأثناء فترة سجني كان عبد الحليم يرسل لي السجائر والأطعمة رغم أن هذا كان ممنوعًا إلا أنه كان يتوسل من أجلي إلى الأجهزة والوزراء ورجال السلطة وساهم كثيرًا في إخراجي من المعتقل وبدأنا بعد هذا رحلة التعاون».
علاقة العندليب والخال
تاريخ العلاقة بين «العندليب والخال» يضم بين صفحاته موقف لم ينساه «الأبنودي» طوال حياته، وكان دائما يروي تفاصيله التي تكشف حالة «الغيرة الفنية» التي كانت تتحكم في تحركات وقرارات «العندليب» وهي التي دفعته لـ«اختطاف الأبنودي» حرفيًا بعد النجاح الذي حققته أغنيته «عدوية» التي غناها الراحل محمد رشدي، ولحن كلماتها بليغ حمدي، ويقول «الأبنودي»: ذات يوم كنت مع بليغ حمدي نسجل في الاستوديو عندما دخل علينا رجلان وسألني أحدهما: حضرتك الأستاذ الأبنودي؟، قلت: «نعم». قال: «طيب عاوزينك في الخارج خمس دقائق»، أنا قلت دول ضباط مباحث، لأن هذا هو سلوك ضباط المباحث المعتاد، يقولوا لك: «أنت فلان»، وبعدين: عاوزينك خمس دقائق فقلت إنهم ضباط مباحث جاؤوا للقبض علي ولم يسمعني بليغ لأن لوح زجاج كان يفصل بيننا.
وأضاف: «رأيت بليغ من وراء الزجاج وهو متكور على نفسه واعتقدت أنه يبكي، بينما هو في الحقيقة يضحك، لأنه كان يعرف الرجلين ورأى الموقف ففهم اللبس الذي وقعت فيه، كان قصيرا وكان إذا ضحك أو بكى يتكور على نفسه وخرجت معهما وأنا أعرف أنني كمن يرمي نفسه في البحر، وفي الخارج كانت سيارة في انتظارنا، ركب فيها أحد الرجلين إلى جوار السائق وركب الثاني إلى جواري على المقعد الخلفي وطول الطريق لم يتفوها بكلمة واحدة! من ناحيتي، لم أسألهما، مع أنني لاحظت أن السيارة لا تسير في اتجاه وزارة الداخلية، وبعد فترة من الزمن وقفنا عند عمارة في الزمالك، أمامها كشك حراسة - لم أكن أعرف أنه موجود لحراسة مقر إحدى السفارات - ودخلنا شقة فتح لنا بابها شاب نوبي أسمر في ملابس «سفرجي».
وتابع: «رأيت شابا نحيلا وقصيرا يجلس إلى جوار الشباك ووجدته يتجه نحوي فاتحا ذراعيه وقائلاً عبد الرحمن، فدفعته بعيدا عني وقلت له - بين التصديق والتكذيب -: أنت مين؟ أنت عبد الحليم؟ فقال: «أيوه».. فلم أشعر بنفسي ورحت أطارد «المخبرين» المزعومين اللذين أدركت ساعتئذٍ أنهما من رجاله، وكان هو يضحك من قلبه وينادي عليّا: «تعال يا مجنون» وأنا أشتم وأصيح: «أولاد الـ.. نشفوا دمي، اتفضل معانا»، وطول الطريق ولا كلمة واحدة».
حليم والأبنودي
«أنا مش هاطلع اقول في ايديا المزامير وفي قلبي المسامير».. جملة من ضمن حوار طويل دار بين «حليم» و«الأبنودي» بعد نجاح أغنية «عدوية» التي كتبها الأبنودي للمطرب الشعبي الراحل محمد رشدي.
ويروي «الأبنودي» في أحد حواراته أن « حليم كان يسعى دائماً أن يكون الأول وبالتالي فإن موجة الغناء الشعبي التي أشعلنا نحن شرارتها من خلال أغاني رشدي وفايزة بالإضافة لما قدمته المطربة الكبيرة نجاة مثل (حمد لله على السلامة) لحن كمال الطويل و(عيون القلب) لحن محمد الموجي وغيرها كان ذلك شيئاً مزعجاً جداً بالنسبة لعبد الحليم ومن هنا قررت اختطافه من التقليدي والانتقال به للموجة الجديدة مع الاحتفاظ بصورته كحليم وعدم التورط شعبيًا بصورة قوية فكتبت له (أنا كل ما أقول التوبة) وغيرها وحققنا نجاحًا مدويًا بها».
«الأبنودي» اعترف في أكثر من مناسبة أن صداقة قوية جمعته و«حليم» ودائما كان يقول: «عبد الحليم رحمه الله كان إنساناً بمعنى الكلمة، و كانت بداية معرفتي به في عام 1965 وكانت مجرد معرفة جلسات فنية دون أن نلتقي في أي عمل، وبعد عام واحد من تعارفنا تم اعتقالي بسبب الأشعار السياسية التي كتبتها واعترضت فيها على أشياء عديدة وهاجمت بعض رجال الثورة وبعد الإفراج عني وجدت الجميع يهربون مني ويتهربون من لقائي خوفاً على أنفسهم، ولم أجد سوى محمد رشدي وعبد الحليم حافظ بجانبي، فقد كان طبيعيًا ألا يهرب مني رشدي أو يبتعد عني، بينما عبد الحليم لم تكن تجمعني به صداقة بنفس القوة وأثناء فترة سجني كان عبد الحليم يرسل لي السجائر والأطعمة رغم أن هذا كان ممنوعًا إلا أنه كان يتوسل من أجلي إلى الأجهزة والوزراء ورجال السلطة وساهم كثيرًا في إخراجي من المعتقل وبدأنا بعد هذا رحلة التعاون».
علاقة العندليب والخال
تاريخ العلاقة بين «العندليب والخال» يضم بين صفحاته موقف لم ينساه «الأبنودي» طوال حياته، وكان دائما يروي تفاصيله التي تكشف حالة «الغيرة الفنية» التي كانت تتحكم في تحركات وقرارات «العندليب» وهي التي دفعته لـ«اختطاف الأبنودي» حرفيًا بعد النجاح الذي حققته أغنيته «عدوية» التي غناها الراحل محمد رشدي، ولحن كلماتها بليغ حمدي، ويقول «الأبنودي»: ذات يوم كنت مع بليغ حمدي نسجل في الاستوديو عندما دخل علينا رجلان وسألني أحدهما: حضرتك الأستاذ الأبنودي؟، قلت: «نعم». قال: «طيب عاوزينك في الخارج خمس دقائق»، أنا قلت دول ضباط مباحث، لأن هذا هو سلوك ضباط المباحث المعتاد، يقولوا لك: «أنت فلان»، وبعدين: عاوزينك خمس دقائق فقلت إنهم ضباط مباحث جاؤوا للقبض علي ولم يسمعني بليغ لأن لوح زجاج كان يفصل بيننا.
وأضاف: «رأيت بليغ من وراء الزجاج وهو متكور على نفسه واعتقدت أنه يبكي، بينما هو في الحقيقة يضحك، لأنه كان يعرف الرجلين ورأى الموقف ففهم اللبس الذي وقعت فيه، كان قصيرا وكان إذا ضحك أو بكى يتكور على نفسه وخرجت معهما وأنا أعرف أنني كمن يرمي نفسه في البحر، وفي الخارج كانت سيارة في انتظارنا، ركب فيها أحد الرجلين إلى جوار السائق وركب الثاني إلى جواري على المقعد الخلفي وطول الطريق لم يتفوها بكلمة واحدة! من ناحيتي، لم أسألهما، مع أنني لاحظت أن السيارة لا تسير في اتجاه وزارة الداخلية، وبعد فترة من الزمن وقفنا عند عمارة في الزمالك، أمامها كشك حراسة - لم أكن أعرف أنه موجود لحراسة مقر إحدى السفارات - ودخلنا شقة فتح لنا بابها شاب نوبي أسمر في ملابس «سفرجي».
وتابع: «رأيت شابا نحيلا وقصيرا يجلس إلى جوار الشباك ووجدته يتجه نحوي فاتحا ذراعيه وقائلاً عبد الرحمن، فدفعته بعيدا عني وقلت له - بين التصديق والتكذيب -: أنت مين؟ أنت عبد الحليم؟ فقال: «أيوه».. فلم أشعر بنفسي ورحت أطارد «المخبرين» المزعومين اللذين أدركت ساعتئذٍ أنهما من رجاله، وكان هو يضحك من قلبه وينادي عليّا: «تعال يا مجنون» وأنا أشتم وأصيح: «أولاد الـ.. نشفوا دمي، اتفضل معانا»، وطول الطريق ولا كلمة واحدة».