رئيس التحرير
عصام كامل

خليفة نوال السعداوي.. فاطمة ناعوت: المفكرة الكبيرة ناضلت في سبيل المرأة.. وضحى عاصي: صاحبة مسيرة ناصعة

نوال السعداوي
نوال السعداوي
إحدى أبرز رموز الحركة النسوية العربية منذ خمسينيات القرن الماضي، دافعت عن أفكارها ومنهجها على الرغم من عدم قبول المجتمع لأغلب آرائها، ظلت تنادي بحرية المرأة غير المشروطة أو المقيدة.


إنها الكاتبة الدكتورة نوال السعداوي التى غيبها الموت خلال الأيام الماضية عن 90 عامًا، بعد مسيرة مثيرة للجدل، انتهجت خلالها مذهبا مختلفا في مناقشة قضايا المرأة فلم تطرحها من زوايا اجتماعية وسياسية وحقوقية فقط مثل قاسم أمين، أو أحمد لطفي السيد، لكنها تطرقت للمسائل النسوية وأشكال العنف ضد المرأة بشكل عام.

آراء نوال السعداوي

ويعد كتاب "المرأة والجنس" الصادر في عام 1972 هو عنوان رحلتها في مناصرة قضايا المرأة، حيث سلطت فيه الضوء على جميع أنواع العنف التي تتعرض لها المرأة كالختان والطقوس الوحشية التي تقام في المجتمع الريفي للتأكد من عذرية الفتاة، وغيرها.

واتبعت السعداوي ذلك بمجموعة من الأعمال الأدبية الأخرى، وفي عام 1975 طرحت رواية "امرأة عند نقطة الصفر" المستوحاة من قصة حقيقية لامرأة التقتها، وكانت تواجه عقوبة الإعدام، وعام 1977 نشرت روايتها "الوجه العاري للمرأة العربية" وثقت خلالها تجاربها إذ كانت شاهدةً على جرائم اعتداء جنسي و"جرائم شرف" خلال عملها كطبيبة في إحدى القرى.

وجاء رحيل نوال السعداوي عن 90 عاما،  ليثير العديد من التساؤلات حول ما اكتسبته المرأة من حقوق في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى ما تناضل نحوه الرموز النسوية من حقوق وآمال لم تنجز بعد. 

مناضلة فريدة

تقول الكاتبة فاطمة ناعوت: "على مدار سنوات وسنوات تغلبت السعداوي على كل القيود وكل شيء، وكانت لها وجهات نظر من نوع خاص، ومع تدرج العمر استطاعت أن تفرض اسمها بين الكبار، فبرغم وجود طه حسين وزكي نجيب محمود وغيرهم من الأسماء الكبيرة إلا أنها كانت المرأة الوحيدة التي تحمل مشعل التنوير في ذلك الوقت".




وتابعت "ناعوت" في تصريحات لـ"فيتو": "الطبيبة العزيزة أستاذتي نوال السعداوي هي أول من حارب ختان الإناث، وأول من دعا إلى فرض عقوبات رادعة لكل من تسول له نفسه العبث بأجساد الأطفال ذكورا وإناثًا، كما أنها كانت أول من تجرم زواج القاصرات والتعامل مع الأجساد كسلعة تباع وتشترى".

وأشارت ناعوت إلى أن العالم الغربي قدر قيمة السعداوي وكرمها مرات ومرات، في الوقت الذي كان العرب يكفرونها ويلقون الاتهامات العديدة عليها، موضحة: الراحلة لم تُحرم على مدار قرابة السبعين عامًا من دخول السجن والهجوم والنفور المجتمعي والتشويه المادي والمعنوي، وأضافت "أشعر بالفخر الشديد كوني إحدى تلميذاتها.. وأكاد أجزم مليون بالمائة أن جميع من يهاجمونها الآن ويتوقعون لها الهلاك والنيران لم يقرأوا لها حرفًا".

فكر معاصر حقيقي

في السياق ذاته.. أكدت الكاتبة والنائبة البرلمانية ضحى عاصي أن السعداوي امتلكت قلما ثقافيا وفكريا معاصرا وحقيقيا، مشيرة إلى أنه صمد على مدار السنين في مواجهة حملات الهجوم والتشويه.

وتابعت: السعداوي دافعت عن حق الإنسانية وليس فقط حق المرأة وذلك عن قوة وقناعة.. لذلك كانت من الأسماء التي حاولت الأقلام الرجعية تشويهها بكل الطرق، فبرز اسمها في مجالات الكتابة السياسية والاجتماعية والشعر والنقد والفكر، وكانت واحدة من أوائل من فتحن الأبواب أمام كل من يملكن الموهبة الحقيقية في شتى ألوان الفنون والآداب.. نوال السعداوى اسم وتاريخ سيظل في عقل الفكر المصرى إلى الأبد".

نقلًا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية