د. محمد عبد الوهاب رائد زراعة الكبد: أجرينا حتى الآن 805 جراحات زرع بنسبة نجاح 90%.. ونستقبل 60 ألف مريض في مختلف التخصصات ( حوار )
كنت أحلم بدراسة الهندسة وأصبحت طبيبًا إرضاءً لوالدي
رحلتي مع البحث العلمي بدأت بسبب «لوم» طبيب فرنسي على تقصيرنا.. وطبيب بلا بحث علمي ينقصه الكثير
أجرينا 70 جراحة في ظل أزمة كورونا ونسبة نجاح الجراحات 90%
نعمل بزراعة الكبد بقوة 20 سريرا ولدينا قائمة انتظار 40 مريضا جاهزين للجراحة و250 في الانتظار
الغيبوبة الكبدية دليل على أن مريض الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة في المرض ويحتاج زراعة
السوفالدي غير مفيد لمريض تليف الكبد أو الورم وبعض الأطباء غير المتمرسين يخطئون بإعطائه
هذه الأطعمة خطر على الكبد ومشكلتنا كمصريين الأكل الكثير وبعضنا يأكل حلويات وأرز وسكر وعسل بكثرة
الاحتفاظ بالأطعمة المحتوية على نشويات وسكريات وكربوهيدرات فترات طويلة سلوك خاطئ
تناول الأدوية المسكنة دون استشارة طبيب خطر كبير على الكبد و70% من أمراض الكبد مرتبطة بالسلوكيات
«البحث.. الشغف.. الإيمان».. ثلاثية يمكن استخدامها عند الحديث عن النجاحات التي استطاع الدكتور محمد عبد الوهاب، أحد رواد زراعة الكبد في مصر تحقيقها طوال مسيرته الطبية، فـ «د. عبد الوهاب» كان يحلم بدراسة الهندسة، لكنه رضخ لرغبة والده والتحق بكلية الطب، لم يكن يرضى سوى بالنجاح والتفوق في مجاله، وبمرور السنوات أصبح واحدًا من أهم وأبرز أساتذة الكبد في العالم أجمع.
«د. محمد» شارك في تأسيس مركز الكبد بالمنصورة منذ 44 عاما، وهو أحد علماء الطب المصريين، وأحد رواد زراعة الكبد، حياته رحلة كفاح والتزام وجهد متواصل، يعشق العمل، ولا يجد سعادته إلا وسط المرضى، وهوايته الوحيدة القراءة.
وعن تفاصيل رحلته في «عالم الطب والبحث العلمي»، وطريقة العمل داخل مركز جراحة الجهاز الهضمي الذي يشرف على برنامج زراعة الكبد داخله، وأمور أخرى كان الحوار التالي لـ "فيتو":
*بداية.. حدثنا عن سنوات الطفولة والنشأة؟
نشأت في إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية، في أسرة متوسطة الحال في مجتمع ريفي زراعي، وكنت أتمنى دراسة الهندسة، لكني التحقت بالطب تلبية لرغبة والدي، وتفوقت من أول عام، وعينت بعد تخرجي طبيبا مقيما في قسم الجراحة تحت رئاسة أستاذي الراحل الدكتور فاروق عزت.
*متى دشنت الخطوة الأولى في رحلة «البحث العلمي»؟
في الحقيقة الطبيب دون بحث علمي ينقصه الكثير، ورحلتي مع البحث العلمي بدأت بعد تعرضي لموقف فاصل في حياتي عام ١٩٩٢، حينما تم اختياري من مصر لحضور «سيمينار» في اليونان لجمعية الجهاز الهضمي، وخلال «السيمينار» فوجئت بطبيب فرنسي يوجه لي اللوم لعدم وجود نشر علمي من مصر عن وبائيات الكبد، ومن هنا كانت البداية، وبمجرد عودتي لمصر بدأت أهتم بالنشر العلمي، ونشرت ١٤٠ ورقة علمية حول الكبد والبنكرياس والزراعة، وحصلت على جوائز عديدة من ١٠ دول مختلفة.
*لماذا تعتبر جراحة الكبد من أصعب الجراحات وأكثرها تكلفة؟
الأمر يعتمد على المستشفى وفريق الجراحين، والحمد لله المنصورة من أكبر مراكز جراحة زراعة الكبد، وتطبق القيم الأخلاقية وأولها أن يكون المتبرع من أهل المريض، لأن هناك اتهاما لمصر أنها تتاجر في الأعضاء، ولا نجري عمليات الزراعة إلا للمريض الذي يحتاج إليها فعليا والمتبرع من أهله ويكون كامل الأهلية وبكامل إرادته وخاليا من الأمراض.
*ماذا عن نشأة مركز جراحة الجهاز الهضمي؟
المركز بدأ من 1976 وكان عبارة عن وحدة جراحة الجهاز الهضمي كعيادات خارجية، وتم بناء المركز عام 1990 وبدأ العمل فيه عام 1992 بالعديد من التخصصات (الكبد، القناة المرارية، المعدة، القولون، الأشعة، والليزر).
ويستقبل المركز مرضى الدلتا، وبدأنا زراعة الكبد عام ٢٠٠٤، وفي عام ٢٠١٢ أصبحنا من أفضل ٨ مراكز في جراحة الكبد والبنكرياس، ونحن الآن كفريق زراعة الكبد نتابع ٩٠ حالة سنويا، وأجرينا حتى الآن ٧٤٥ جراحة زراعة وهو رقم قياسي عالميا، ونستقبل نحو 60 ألف مريض في مختلف التخصصات وفي مجال زراعة الكبد تم الزراعة لـ 805 مرضى وهذا أكبر عدد في الشرق الأوسط بلا فخر ونتائج عالية.
ويأتي المرضى من جميع محافظات مصر بالإضافة لمرضى من الدول العربية (سوريا، ليبيا، فلسطين، السودان، اليمن، والعراق) وجميع مرضى هذه الدول يعاملون معاملة المصريين في التكلفة، وذلك بناء على قرار الجامعة، وآخر 200 مريض لم يتحملوا أي مبالغ مالية وتحملتها الدولة بالكامل، وهذا إنجاز كبير لا يوجد بأي مكان بالعالم، كما أنه أمر يحسب للحكومة علاج وزراعة كبد بالكامل دون دفع جنيه واحد.
*كيف تعاملتم في ظل جائحة كورونا؟
نسبة النجاح لدينا 90%، وتوقفنا فترة في ظل جائحة كورونا لكن بسبب المضاعفات التي تحدث للمرضى عدنا للعمل مرة أخرى وأجرينا 70 جراحة في ظل أزمة كورونا، والحمد لله خرجوا جميعا بخير، وبفضل الله، ونعمل بأساليب علمية حديثة وقوية وصارمة لمنع إصابة المرضى بفيروس كورونا حيث يتم فحصهم بإجراء التحاليل والفحوصات الكاملة حتى دخولهم ويتم عزلهم نهائيا عن العالم الخارجي، كما يخضع جميع العاملين والأطباء والفنيين للفحص ولو شككنا بمرض أحد الأطقم بـ«نزلة برد» يُعزل عن المركز.
*كيف يدار العمل داخل الجهاز الهضمي في زراعة الكبد؟
نعمل في زراعة الكبد بقوة 20 سريرا ولدينا قائمة انتظار 40 مريضا جاهزين للجراحة و250 في الانتظار لأنه متاح لنا حالتان في الأسبوع لأنه قسم داخل المركز وليس مستشفى كاملا، وهناك مبنى كامل تحت التجهيز تم بناؤه بواسطة أحد رجال الأعمال وننتظر استكماله للقضاء على قوائم الانتظار وتصبح المنصورة الأولى في أفريقيا وآسيا.
ولدينا فريق كامل مكون من 27 فردا من الجراحين والباثولوجي وغيرها من التخصصات وكلهم من أبناء الدقهلية، ومعظمهم سافر لدول كثيرة فرنسا واليابان وإنجلترا وكوريا وعملوا وتدربوا في الداخل والخارج، ولديهم خبرات كبيرة وكما قال الرئيس : المصري لو عمل بنظام سينتج، وفريقنا الطبي يمكنه إدارة 2 من المراكز.
*ما أبرز المشكلات التي تواجه مرضى الكبد قبل إجراء الجراحة وبعدها؟
مرضى زراعة الكبد نوعان، الأول مريض بفشل كبدي نتيجة التليف بسبب فيروس أو مناعي تكون حالته سيئة نظرا لوجود قصور في وظائف الكبد ويمكن الدخول في غيبوبة أو نزيف بالمريء يحتاج إلى رعاية خاصة في الطعام والشراب والأدوية وإلى سرعة في التحضير وإجراء العملية.
والثاني من لديه ورم وتكون حالته عادية وليس لديه مشكلات كبيرة، ويحتاج رعاية خاصة قبل عملية جراحة الزرع.
ومريض زراعة الكبد نعتبره طفلا مولودا حديثا، لأننا نزرع كبد أي نزيل الكبد المتليف ونضع كبدا جديدا، ولكي يستقر الكبد نعمل على إيقاف جهاز المناعة لكي لا يهاجم الكبد الجديد، ومعناه تعريض المريض للالتهابات بالبطن، ولهذا فإنه يحتاج رعاية خاصة كعزل وعدم اختلاط بالآخرين لمدة شهر على الأقل وعدم الاتصال بالعائلة والأصدقاء والعاملين بالمكان أيضا، حتى يتمكن من عبور الـ 3 أشهر الأولى ويعتاد الجسم على العضو الجديد.
ويظل المريض داخل المستشفى لمدة لا تقل عن أسبوعين وتمتد إلى ثلاثة أسابيع، لأن المريض لو تعرض لنزلة برد يمكنها القضاء عليه تماما، وعند خروج المريض يتوجب عليه الالتزام بالبقاء منعزلا في مكان نظيف ومعقم ومعزول عن العائلة والزيارة قدر الإمكان، بالنسبة للطعام فلا مشكلة إلا بالنسبة للأسماك لكونه ربما لم يكن مطهيا جيدا، ويمكن وجود بعض البكتيريا والطفيليات لها تأثير كبير على المريض، والأهم عدم التعرض للإصابة والعدوى بنزلات البرد.
*ما طرق الوقاية من الالتهابات الكبدية الفيروسية؟
الأمر قتل بحثا والالتهابات الكبدية الفيروسية قلت جدا وهناك بعضها ينتقل عن طريق الفم مثل فيروس (A) وهو يصيب الأطفال وينتقل عن طريق الطعام والشراب، ومن رحمة الله بنا أنه ليس مضر كثيرا، فلا يترك تأثيرا ويذهب دون ترك أي أمراض بالكبد، وهناك الأخطر فيروس (سي وبي) وينتقلان غالبا عن طريق نقل الدم وأطباء الأسنان والسرنجات والحقن الملوثة والعمليات الجراحية.
*كيف يمكن الوقاية من الغيبوبة الكبدية؟
الغيبوبة الكبدية دليل على أن مريض الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة في المرض ويحتاج زراعة، وسببها أن الدم الوارد من الأمعاء والقولون لا يدخل الكبد، ويكون هناك تكوين أوردة خارجية تدخل إلى دورة الدم مباشرة والمواد السامة يتم تنقيتها من الدم بواسطة الكبد، والمواد السامة الواردة من القولون يتعامل معها الكبد ويزيل آثارها.
وفى حالات الكبد المتليف تلك المواد تدخل مباشرة إلى الدورة العامة والمخ وتصيب المريض بنوع من الغيبوبة الكبدية، ونتلافى هذا الموضوع بمنع الطعام الذي يساعد على ذلك كاللحوم والدواجن والأسماك وعدم تراكم البراز في القولون، ونعطى المريض أدوية لليونة وأدوية لمنع البكتيريا بالقولون ومنشطات تتعامل مع الغازات في الدم وهذا باختصار طريقة التعامل مع مرضى الغيبوبة.
*ما حقيقة ما أشيع حول أن استخدام عقار السوفالدى يسبب السرطان؟
«سوفالدي» طفرة في علاج فيروس " C" وقلل الإصابة، لكن مريض تليف الكبد أو الورم لا يمكنه الاستفادة فما فائدة العلاج، وهذا ليس خطأ المسئولين بمعنى أنه مفيد في بداية المرض، لكن بعض الأطباء غير المتمرسين وليس لديهم خبرة يخطئون بإعطائه.
*ما أبرز أسباب ارتفاع أنزيمات الكبد؟
أنزيمات الكبد لا تخص المريض أو الشخص، لأن الأنزيمات ليست بمرض هي شيء موجود بالكبد مسئولة عن تنظيم الاحتراق الداخلي، وفى حالة أن الكبد سليم تكون موجودة داخل الخلية ولو الإنسان تعرض لنزلة برد وحصل على أدوية مسكنة جدار الخلية يضعف وتخرج منه أنزيمات ولو ارتفع يكون هناك التهاب كبدي أو قصور مؤقت وعند عودة الكبد لطبيعته يسحب الكبد الإنزيمات مرة أخرى.
*هل هناك أطعمة تحافظ على الكبد؟
مشكلتنا كمصريين الأكل الكثير وأشياء غير جيدة بعضنا يأكل حلويات وأرز وسكر وعسل بكثرة وهذه نشويات كربوهيدرات زائدة عن احتياج الجسم وينتج عنها ترسيب دهون بالجسم والكبد وتحت الجلد، وعلينا التقليل منها ويجب عدم استخدام الزيوت الصناعية والأدوية المسكنة بكثرة.
*ما أبرز أعراض فيروس (سي)؟
من الممكن ألا تكون هناك أعراض لفيروس سي، فقد خلق الله الكبد ليقوم 25% من خلاياه بالعمل الكامل ومن الممكن ألا يشكو المريض من شيء ومن الممكن أن يشتكى من الصداع أو ضعف عام ونشر وآلام ولكن الأهم إعطاء علاج مناسب للسن.
*هل هناك سلوكيات معينة يرتكبها المصريون تتسبب في انتشار أمراض الكبد؟
أبسط شيء مياه الشرب.. المواطن يلقى فضلاته والقمامة والحيوانات النافقة في مياه النيل والمراوي المائية وإلقاء القمامة في الشوارع والجشع في شراء الأطعمة والخبز وغيرها نحتفظ بالأطعمة فترات طويلة وهذا سلوك خاطئ بالنسبة للأطعمة التي تحتوى على نشويات وسكريات وكربوهيدرات والمياه الغازية والمشروبات التي بها مواد مصنعة وملونة خطر على الكبد.
الأدوية المسكنة التي يتم أخذها دون استشارة طبيب خطر كبير على الكبد، و70% من أمراض الكبد مرتبطة بتلك السلوكيات، وعلينا اتباع سلوكيات وأساليب علمية سليمة في النظافة والطعام والشرب وعدم تلويث المياه والشوارع ومع استخدام أدوية فيروس سي أعتقد سنتغلب على الأمر، البقوليات المخزنة يتكون عليها فطريات وتتسبب في وجود أمراض وأورام وسرطان ومشروع الصوامع التي أقامها الرئيس يتم تخزين الحبوب بطرق علمية شئ جيد للوقاية من الفيروسات.
*ما تقييمك لمبادرة الرئيس لمصر خالية من فيروس سى؟
مبادرة رئيس الجمهورية لمصر خالية من فيروس سى ناجحة جدا، لكن خلو مصر من فيروس سي يعتمد على المواطن وعدم الاختلاط وعدم نقل العدوى والحملة ناجحة ونجحت في الحد من فيروس سي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
رحلتي مع البحث العلمي بدأت بسبب «لوم» طبيب فرنسي على تقصيرنا.. وطبيب بلا بحث علمي ينقصه الكثير
أجرينا 70 جراحة في ظل أزمة كورونا ونسبة نجاح الجراحات 90%
نعمل بزراعة الكبد بقوة 20 سريرا ولدينا قائمة انتظار 40 مريضا جاهزين للجراحة و250 في الانتظار
الغيبوبة الكبدية دليل على أن مريض الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة في المرض ويحتاج زراعة
السوفالدي غير مفيد لمريض تليف الكبد أو الورم وبعض الأطباء غير المتمرسين يخطئون بإعطائه
هذه الأطعمة خطر على الكبد ومشكلتنا كمصريين الأكل الكثير وبعضنا يأكل حلويات وأرز وسكر وعسل بكثرة
الاحتفاظ بالأطعمة المحتوية على نشويات وسكريات وكربوهيدرات فترات طويلة سلوك خاطئ
تناول الأدوية المسكنة دون استشارة طبيب خطر كبير على الكبد و70% من أمراض الكبد مرتبطة بالسلوكيات
«البحث.. الشغف.. الإيمان».. ثلاثية يمكن استخدامها عند الحديث عن النجاحات التي استطاع الدكتور محمد عبد الوهاب، أحد رواد زراعة الكبد في مصر تحقيقها طوال مسيرته الطبية، فـ «د. عبد الوهاب» كان يحلم بدراسة الهندسة، لكنه رضخ لرغبة والده والتحق بكلية الطب، لم يكن يرضى سوى بالنجاح والتفوق في مجاله، وبمرور السنوات أصبح واحدًا من أهم وأبرز أساتذة الكبد في العالم أجمع.
«د. محمد» شارك في تأسيس مركز الكبد بالمنصورة منذ 44 عاما، وهو أحد علماء الطب المصريين، وأحد رواد زراعة الكبد، حياته رحلة كفاح والتزام وجهد متواصل، يعشق العمل، ولا يجد سعادته إلا وسط المرضى، وهوايته الوحيدة القراءة.
وعن تفاصيل رحلته في «عالم الطب والبحث العلمي»، وطريقة العمل داخل مركز جراحة الجهاز الهضمي الذي يشرف على برنامج زراعة الكبد داخله، وأمور أخرى كان الحوار التالي لـ "فيتو":
*بداية.. حدثنا عن سنوات الطفولة والنشأة؟
نشأت في إحدى القرى التابعة لمحافظة الدقهلية، في أسرة متوسطة الحال في مجتمع ريفي زراعي، وكنت أتمنى دراسة الهندسة، لكني التحقت بالطب تلبية لرغبة والدي، وتفوقت من أول عام، وعينت بعد تخرجي طبيبا مقيما في قسم الجراحة تحت رئاسة أستاذي الراحل الدكتور فاروق عزت.
*متى دشنت الخطوة الأولى في رحلة «البحث العلمي»؟
في الحقيقة الطبيب دون بحث علمي ينقصه الكثير، ورحلتي مع البحث العلمي بدأت بعد تعرضي لموقف فاصل في حياتي عام ١٩٩٢، حينما تم اختياري من مصر لحضور «سيمينار» في اليونان لجمعية الجهاز الهضمي، وخلال «السيمينار» فوجئت بطبيب فرنسي يوجه لي اللوم لعدم وجود نشر علمي من مصر عن وبائيات الكبد، ومن هنا كانت البداية، وبمجرد عودتي لمصر بدأت أهتم بالنشر العلمي، ونشرت ١٤٠ ورقة علمية حول الكبد والبنكرياس والزراعة، وحصلت على جوائز عديدة من ١٠ دول مختلفة.
*لماذا تعتبر جراحة الكبد من أصعب الجراحات وأكثرها تكلفة؟
الأمر يعتمد على المستشفى وفريق الجراحين، والحمد لله المنصورة من أكبر مراكز جراحة زراعة الكبد، وتطبق القيم الأخلاقية وأولها أن يكون المتبرع من أهل المريض، لأن هناك اتهاما لمصر أنها تتاجر في الأعضاء، ولا نجري عمليات الزراعة إلا للمريض الذي يحتاج إليها فعليا والمتبرع من أهله ويكون كامل الأهلية وبكامل إرادته وخاليا من الأمراض.
*ماذا عن نشأة مركز جراحة الجهاز الهضمي؟
المركز بدأ من 1976 وكان عبارة عن وحدة جراحة الجهاز الهضمي كعيادات خارجية، وتم بناء المركز عام 1990 وبدأ العمل فيه عام 1992 بالعديد من التخصصات (الكبد، القناة المرارية، المعدة، القولون، الأشعة، والليزر).
ويستقبل المركز مرضى الدلتا، وبدأنا زراعة الكبد عام ٢٠٠٤، وفي عام ٢٠١٢ أصبحنا من أفضل ٨ مراكز في جراحة الكبد والبنكرياس، ونحن الآن كفريق زراعة الكبد نتابع ٩٠ حالة سنويا، وأجرينا حتى الآن ٧٤٥ جراحة زراعة وهو رقم قياسي عالميا، ونستقبل نحو 60 ألف مريض في مختلف التخصصات وفي مجال زراعة الكبد تم الزراعة لـ 805 مرضى وهذا أكبر عدد في الشرق الأوسط بلا فخر ونتائج عالية.
ويأتي المرضى من جميع محافظات مصر بالإضافة لمرضى من الدول العربية (سوريا، ليبيا، فلسطين، السودان، اليمن، والعراق) وجميع مرضى هذه الدول يعاملون معاملة المصريين في التكلفة، وذلك بناء على قرار الجامعة، وآخر 200 مريض لم يتحملوا أي مبالغ مالية وتحملتها الدولة بالكامل، وهذا إنجاز كبير لا يوجد بأي مكان بالعالم، كما أنه أمر يحسب للحكومة علاج وزراعة كبد بالكامل دون دفع جنيه واحد.
*كيف تعاملتم في ظل جائحة كورونا؟
نسبة النجاح لدينا 90%، وتوقفنا فترة في ظل جائحة كورونا لكن بسبب المضاعفات التي تحدث للمرضى عدنا للعمل مرة أخرى وأجرينا 70 جراحة في ظل أزمة كورونا، والحمد لله خرجوا جميعا بخير، وبفضل الله، ونعمل بأساليب علمية حديثة وقوية وصارمة لمنع إصابة المرضى بفيروس كورونا حيث يتم فحصهم بإجراء التحاليل والفحوصات الكاملة حتى دخولهم ويتم عزلهم نهائيا عن العالم الخارجي، كما يخضع جميع العاملين والأطباء والفنيين للفحص ولو شككنا بمرض أحد الأطقم بـ«نزلة برد» يُعزل عن المركز.
*كيف يدار العمل داخل الجهاز الهضمي في زراعة الكبد؟
نعمل في زراعة الكبد بقوة 20 سريرا ولدينا قائمة انتظار 40 مريضا جاهزين للجراحة و250 في الانتظار لأنه متاح لنا حالتان في الأسبوع لأنه قسم داخل المركز وليس مستشفى كاملا، وهناك مبنى كامل تحت التجهيز تم بناؤه بواسطة أحد رجال الأعمال وننتظر استكماله للقضاء على قوائم الانتظار وتصبح المنصورة الأولى في أفريقيا وآسيا.
ولدينا فريق كامل مكون من 27 فردا من الجراحين والباثولوجي وغيرها من التخصصات وكلهم من أبناء الدقهلية، ومعظمهم سافر لدول كثيرة فرنسا واليابان وإنجلترا وكوريا وعملوا وتدربوا في الداخل والخارج، ولديهم خبرات كبيرة وكما قال الرئيس : المصري لو عمل بنظام سينتج، وفريقنا الطبي يمكنه إدارة 2 من المراكز.
*ما أبرز المشكلات التي تواجه مرضى الكبد قبل إجراء الجراحة وبعدها؟
مرضى زراعة الكبد نوعان، الأول مريض بفشل كبدي نتيجة التليف بسبب فيروس أو مناعي تكون حالته سيئة نظرا لوجود قصور في وظائف الكبد ويمكن الدخول في غيبوبة أو نزيف بالمريء يحتاج إلى رعاية خاصة في الطعام والشراب والأدوية وإلى سرعة في التحضير وإجراء العملية.
والثاني من لديه ورم وتكون حالته عادية وليس لديه مشكلات كبيرة، ويحتاج رعاية خاصة قبل عملية جراحة الزرع.
ومريض زراعة الكبد نعتبره طفلا مولودا حديثا، لأننا نزرع كبد أي نزيل الكبد المتليف ونضع كبدا جديدا، ولكي يستقر الكبد نعمل على إيقاف جهاز المناعة لكي لا يهاجم الكبد الجديد، ومعناه تعريض المريض للالتهابات بالبطن، ولهذا فإنه يحتاج رعاية خاصة كعزل وعدم اختلاط بالآخرين لمدة شهر على الأقل وعدم الاتصال بالعائلة والأصدقاء والعاملين بالمكان أيضا، حتى يتمكن من عبور الـ 3 أشهر الأولى ويعتاد الجسم على العضو الجديد.
ويظل المريض داخل المستشفى لمدة لا تقل عن أسبوعين وتمتد إلى ثلاثة أسابيع، لأن المريض لو تعرض لنزلة برد يمكنها القضاء عليه تماما، وعند خروج المريض يتوجب عليه الالتزام بالبقاء منعزلا في مكان نظيف ومعقم ومعزول عن العائلة والزيارة قدر الإمكان، بالنسبة للطعام فلا مشكلة إلا بالنسبة للأسماك لكونه ربما لم يكن مطهيا جيدا، ويمكن وجود بعض البكتيريا والطفيليات لها تأثير كبير على المريض، والأهم عدم التعرض للإصابة والعدوى بنزلات البرد.
*ما طرق الوقاية من الالتهابات الكبدية الفيروسية؟
الأمر قتل بحثا والالتهابات الكبدية الفيروسية قلت جدا وهناك بعضها ينتقل عن طريق الفم مثل فيروس (A) وهو يصيب الأطفال وينتقل عن طريق الطعام والشراب، ومن رحمة الله بنا أنه ليس مضر كثيرا، فلا يترك تأثيرا ويذهب دون ترك أي أمراض بالكبد، وهناك الأخطر فيروس (سي وبي) وينتقلان غالبا عن طريق نقل الدم وأطباء الأسنان والسرنجات والحقن الملوثة والعمليات الجراحية.
*كيف يمكن الوقاية من الغيبوبة الكبدية؟
الغيبوبة الكبدية دليل على أن مريض الكبد وصل إلى مرحلة متقدمة في المرض ويحتاج زراعة، وسببها أن الدم الوارد من الأمعاء والقولون لا يدخل الكبد، ويكون هناك تكوين أوردة خارجية تدخل إلى دورة الدم مباشرة والمواد السامة يتم تنقيتها من الدم بواسطة الكبد، والمواد السامة الواردة من القولون يتعامل معها الكبد ويزيل آثارها.
وفى حالات الكبد المتليف تلك المواد تدخل مباشرة إلى الدورة العامة والمخ وتصيب المريض بنوع من الغيبوبة الكبدية، ونتلافى هذا الموضوع بمنع الطعام الذي يساعد على ذلك كاللحوم والدواجن والأسماك وعدم تراكم البراز في القولون، ونعطى المريض أدوية لليونة وأدوية لمنع البكتيريا بالقولون ومنشطات تتعامل مع الغازات في الدم وهذا باختصار طريقة التعامل مع مرضى الغيبوبة.
*ما حقيقة ما أشيع حول أن استخدام عقار السوفالدى يسبب السرطان؟
«سوفالدي» طفرة في علاج فيروس " C" وقلل الإصابة، لكن مريض تليف الكبد أو الورم لا يمكنه الاستفادة فما فائدة العلاج، وهذا ليس خطأ المسئولين بمعنى أنه مفيد في بداية المرض، لكن بعض الأطباء غير المتمرسين وليس لديهم خبرة يخطئون بإعطائه.
*ما أبرز أسباب ارتفاع أنزيمات الكبد؟
أنزيمات الكبد لا تخص المريض أو الشخص، لأن الأنزيمات ليست بمرض هي شيء موجود بالكبد مسئولة عن تنظيم الاحتراق الداخلي، وفى حالة أن الكبد سليم تكون موجودة داخل الخلية ولو الإنسان تعرض لنزلة برد وحصل على أدوية مسكنة جدار الخلية يضعف وتخرج منه أنزيمات ولو ارتفع يكون هناك التهاب كبدي أو قصور مؤقت وعند عودة الكبد لطبيعته يسحب الكبد الإنزيمات مرة أخرى.
*هل هناك أطعمة تحافظ على الكبد؟
مشكلتنا كمصريين الأكل الكثير وأشياء غير جيدة بعضنا يأكل حلويات وأرز وسكر وعسل بكثرة وهذه نشويات كربوهيدرات زائدة عن احتياج الجسم وينتج عنها ترسيب دهون بالجسم والكبد وتحت الجلد، وعلينا التقليل منها ويجب عدم استخدام الزيوت الصناعية والأدوية المسكنة بكثرة.
*ما أبرز أعراض فيروس (سي)؟
من الممكن ألا تكون هناك أعراض لفيروس سي، فقد خلق الله الكبد ليقوم 25% من خلاياه بالعمل الكامل ومن الممكن ألا يشكو المريض من شيء ومن الممكن أن يشتكى من الصداع أو ضعف عام ونشر وآلام ولكن الأهم إعطاء علاج مناسب للسن.
*هل هناك سلوكيات معينة يرتكبها المصريون تتسبب في انتشار أمراض الكبد؟
أبسط شيء مياه الشرب.. المواطن يلقى فضلاته والقمامة والحيوانات النافقة في مياه النيل والمراوي المائية وإلقاء القمامة في الشوارع والجشع في شراء الأطعمة والخبز وغيرها نحتفظ بالأطعمة فترات طويلة وهذا سلوك خاطئ بالنسبة للأطعمة التي تحتوى على نشويات وسكريات وكربوهيدرات والمياه الغازية والمشروبات التي بها مواد مصنعة وملونة خطر على الكبد.
الأدوية المسكنة التي يتم أخذها دون استشارة طبيب خطر كبير على الكبد، و70% من أمراض الكبد مرتبطة بتلك السلوكيات، وعلينا اتباع سلوكيات وأساليب علمية سليمة في النظافة والطعام والشرب وعدم تلويث المياه والشوارع ومع استخدام أدوية فيروس سي أعتقد سنتغلب على الأمر، البقوليات المخزنة يتكون عليها فطريات وتتسبب في وجود أمراض وأورام وسرطان ومشروع الصوامع التي أقامها الرئيس يتم تخزين الحبوب بطرق علمية شئ جيد للوقاية من الفيروسات.
*ما تقييمك لمبادرة الرئيس لمصر خالية من فيروس سى؟
مبادرة رئيس الجمهورية لمصر خالية من فيروس سى ناجحة جدا، لكن خلو مصر من فيروس سي يعتمد على المواطن وعدم الاختلاط وعدم نقل العدوى والحملة ناجحة ونجحت في الحد من فيروس سي.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"