رئيس التحرير
عصام كامل

جرائم اغتصاب وتعذيب.. ماذا حدث في إقليم تيجراي منذ نوفمبر؟!

نساء تيجراي
نساء تيجراي

تحدثت العديد من التقارير العالمية عن جرائم الاغتصاب والتعذيب والتطهير العرقي التي ارتكبتها القوات الإثيوبية والإريترية بحق سكان إقليم تيجراي، إلى أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد صباح اليوم الجمعة أن إريتريا ستسحب قواتها من منطقة تيجراي الواقعة شمال إثيوبيا.



وشنت أديس أبابا في نوفمبر الماضي حملة عسكرية للإطاحة بالسلطات المحلية بالعاصمة "ميكيلي" لاتهامها بشن عمليات على معسكرات للجيش الفيدرالي.

وقال آبي أحمد في بيان: "خلال محادثاتي مع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي بمناسبة زيارتي إلى أسمرة، وافقت الحكومة الإريترية على سحب قواتها إلى خارج حدود إثيوبيا".




أزمة دامية
يأتي بيان مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بعد ضغوط مكثفة من الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها لمعالجة أزمة تيجراي الدامية، حيث وصف شهود عيان قيام جنود إريتريين بالنهب والقتل والاغتصاب.

وذكر بيان آبي، بعد زيارة لإريتريا، أن القوات الإثيوبية ستتولى حراسة المناطق الحدودية "على الفور".

500 حالة اغتصاب
منذ نوفمبر الماضي ارتكبت العديد من الانتهاكات بحق سكان تيجراي حيث قال تقرير للأمم المتحدة أن 5 عيادات طبية في منطقة تيجراي بإثيوبيا سجلت أكثر من 500 حالة اغتصاب، منبهة إلى أنه نظرا للوصمة المرتبطة بالأمر ونقص الخدمات الصحية فإن من المرجح أن يكون العدد الفعلي للحالات أعلى من ذلك بكثير.

وقالت وفاء سعيد، نائبة منسق مساعدات الأمم المتحدة في إثيوبيا، في إفادة للدول الأعضاء في المنظمة الدولية بنيويورك: "قالت نساء إنهن تعرضن للاغتصاب من عناصر مسلحة، كما روين قصصا عن اغتصاب جماعي واغتصاب أمام العائلات وإجبار رجال على اغتصاب نساء من عائلاتهم تحت التهديد بالعنف".

وأوضحت أنه تم تسجيل 516 حالة اغتصاب على الأقل في 5 منشآت طبية في مقلي وأديجرات وووكرو وشاير وأكسوم.

وقالت وفاء سعيد: "بالنظر لحقيقة أن معظم المرافق الصحية لا تعمل إضافة إلى الوصمة المرتبطة بالاغتصاب، فمن المتوقع أن تكون الأعداد الفعلية أعلى من ذلك بكثير".

ودعا 12 مسؤولا كبيرا في المنظمة الدولية يوم الاثنين الماضي إلى وقف الهجمات العشوائية والتي تستهدف مدنيين في تيجراي، متحدثين عن تقارير اغتصاب و"أشكال مروعة أخرى للعنف".





تعذيب النساء
وكشف تقرير نشرته شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية شهادات العديد من نساء الإقليم بعد تعرضهن للاغتصاب الجماعي والتخدير والاحتجاز كرهائن، وفقًا للسجلات الطبية وشهادات الناجين التي تمت مشاركتها مع الشبكة الأمريكية.

حيث ذكر التقرير الأمريكي أنه في إحدى الحالات، تم حشو مهبل امرأة بالحجارة والأظافر والبلاستيك، وفقًا لمقطع فيديو شاهدته شبكة "سي. إن. إن" الأمريكية وشهادة أحد الأطباء الذين عالجوها.

ووفقا لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية أنه من خلال الحديث مع تسعة أطباء في إثيوبيا، وواحد في مخيم للاجئين السودانيين قالوا إنهم شهدوا زيادة مقلقة في حالات الاعتداء الجنسي والاغتصاب منذ أن أطلق رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عملية عسكرية ضد القادة في تيجراي، وأرسل قوات ومقاتلين من منطقة أمهرة في البلاد، ومشاركة قوات من إريتريا المجاورة في الحملة العسكرية إلى جانب الحكومة الإثيوبية.

ووفقًا للأطباء، فإن جميع النساء اللاتي يعالجن تقريبًا يروين قصصًا مماثلة عن تعرضهن للاغتصاب من قبل جنود إثيوبيين وإريتريين، حيث قالت النساء: إن القوات التي كانت في مهمة نصبت نفسها للانتقام، وكانت تعمل في ظل إفلات شبه كامل من العقاب في المنطقة.

وقالت إحدى النساء الهاربات من القتال في الإقليم الى بلدة حمداييت السودانية – الواقعة على الحدود الإثيوبية- عن أحد الجنود الإثيوبيين: "لقد دفعني، وقال: أنتم التيجراي ليس لديكم أي تاريخ، وليس لديكم ثقافة. أستطيع أن أفعل بك ما أريده ولا أحد يهتم"، حيث أشارت المرأة لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية أنها حامل الآن.

التطهير العرقي

ويقول الكثيرون بحسب التقرير الأمريكي إنهم تعرضوا للاغتصاب من قبل قوات أمهرة التي أخبرتهم أنهم عازمون على التطهير العرقي للتيجراي، كما قال طبيب يعمل في مخيم اللاجئين المترامي الأطراف في حمدايت، وهي بلدة سودانية هادئة على الحدود الإثيوبية حيث تجمع آلاف اللاجئين من تيجراي في الأشهر الأخيرة، مع عدة نساء وصفن تعرضهن للاغتصاب أثناء فرارهن من القتال.

تطهير السلالة

"تقول النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب: إن الأشياء التي يقلنها لهن عندما يغتصبن هي أنهن بحاجة إلى تغيير هويتهن، إما للأمهرية أو على الأقل ترك وضعهن التيجراي.. لقد قدموا إلى هناك لتطهيرهم.. لتطهير سلالتهم (أو قطع دابرهم) عمليا كانت هذه إبادة جماعية".

جنود إريتريا

فيما قالت إحدى الناجيات للقناة الرابعة الإخبارية التابعة لشبكة "سي. إن. إن" الأمريكية: إنها تعرضت هي وخمس نساء أخريات للاغتصاب الجماعي من قبل 30 جنديًا إريتريًا كانوا يمزحون ويلتقطون الصور طوال الهجوم، مضيفة: إنها تعرف أنهم جنود إريتريون بسبب لهجتهم وزيهم الرسمي.

وأضافت المرأة أنها تمكنت من العودة إلى المنزل لتُغتصب مرة أخرى، عندما حاولت الفرار، تذكرت أنه تم أسرها وحقنها بمخدر وربطها بحجر وتجريدها من ملابسها وطعنها واغتصابها من قبل الجنود لمدة 10 أيام.
الجريدة الرسمية