رئيس التحرير
عصام كامل

بشهادة هند رستم.. فريد الأطرش يرفض دوبلير للخروج من الجنة

هند رستم وفريد الاطرش
هند رستم وفريد الاطرش فى فيلم الخروج من الجنة
على طريقة المرأة الرومانسية التى تضحى من أجل نجاح وإسعاد  الحبيب كانت قصة فيلم "الخروج من الجنة" المأخوذ عن مسرحية بنفس العنوان كتبها الأديب توفيق الحكيم عام 1952، تم تحويلها إلى فيلم من إخراج محمود ذو الفقار، عرض فى مارس عام 1967، بطولة فريد الأطرش وهند رستم وعماد حمدى.


وتدور أحداث الفيلم الرومانسى حول الصحفية عنان وحبها للموسيقار مختار الذي لا يحاول استغلال موهبته الموسيقية ويعيش في ضياع ويحيط به رفاق اللهو والعبث، وتتوطد علاقتهما ويتزوجان، وتحاول عنان إبعاده عن حياته العابثة لكى يتفرغ لفنه فيرفض تغيير أسلوب حياته، وتقع بينهما الخلافات التى تنتهى بالطلاق، وتبلغ التضحية بعنان أن تتزوج من غيره على أمل إصلاحه وحتى يفقد الأمل ويعذب فينتج اعمالا فنية ناجحة .

ورشح المخرج محمود ذو الفقار فى البداية الراقصة تحية كاريوكا لأداء دور الصحفية ورشح أمامها المطرب فريد الأطرش، ونتيجة لتدخل تحية في بعض مشاهد الدور وفرض بعض المشاهد على السيناريو رفض فريد الأطرش أداء تحية كاريوكا للدور ورشح بنفسه الممثلة هند رستم التي رحبت بالدور، وكانت فى تلك الفترة في أشد حالات العداوة مع تحية كاريوكا.

وقال النقاد فى ذلك الوقت إن منتج الفيلم استغل هذه الوقيعة فى تقديم فيلمه. 

فريد الأطرش كان في أشد حالاته المرضية أثناء تصوير الفيلم حتى إنه بمجرد الانتهاء منه سافر إلى الخارج للعلاج وإجراء جراحة في القلب.

وقدم فريد في الفيلم عدة أغنيات وكلها من تلحينه وهى: أضنيتني بالهجر، أنا وأنت وبس، لا وعينيك، تؤمر ع الرآس وع العين، ياويلي من حبه ياويلي، على بالي حبك دايما على بالي.

/3111947

وفي مذكرات الفنانة هند رستم بالكتاب الذي أصدره الكاتب الصحفي أيمن الحكيم، شرحت "رستم" إصرار الفنان فريد الأطرش على تحمل المتاعب الصحية التي يواجهها في سبيل القيام بأداء أدواره من كواليس "الخروج من الجنة".‎

وقالت: إن الموت كان يحاصر الفنان فريد الأطرش، ولم تؤثر على إصراره باستكمال تصوير فيلمه "الخروج من الجنة"، وأمام هذا الموقف تحولت مشاعرها تجاهه بعد أن كانت ترفض التعامل معه نهائيا منذ فيلمها معه "أنت حبيبى".

وعن كواليس الفيلم قالت هند رستم في مذكراتها: "يوم تسجيل أغنية (أنا وأنت وبس) التي شاركت فيها بالغناء معه، ذهبت إلى الأستوديو فوجدت الفرقة الموسيقية وفريد الأطرش في انتظاري، فقلت له على سبيل الدعابة: "دا أنا بقى هنافس الست أم كلثوم"؟.

وكان فريد كلما انتهينا من الأغنية يطلب إعادتها من جديد حتى تخرج في أحسن صورة، وكلما طلب الإعادة يصرخ أخوه فؤاد الأطرش" يا فريد والله هايل حرام عليك كفاية كده تعبنا"، وكان يحب فنه إلى أقصى حد، وعلى استعداد أن يضحي من أجله، ولو على حساب صحته، حتى أن المخرج محمود ذو الفقار عرض عليه أن يستعين بدوبلير يشبهه تماما لتصوير بعض مشاهد بالفيلم"، لكن فريد رفض وأصر على أن يصور كل المشاهد بنفسه، وبالفعل عندما سافر للعلاج بالخارج، اعتقد المخرج أنه لن يعود، وأحضر دوبليرا واشترى له بدلة "سموكينج" ليرتديها خلال مشهد الغناء في الأوبرا، وبعد فترة عاد فريد من رحلة العلاج متحمسا لاستكمال دوره.

وعلى الرغم من الآلام الشديدة التي كان يعانيها كان يحضر قبل كل الممثلين، إلا أنه معظم الوقت كان جالسا من شدة تعبه وربنا ستر لأن الأغانى كانت مسجلة قبل بدء تصوير الفيلم لأنها كانت تتطلب وقوفا لفترة طويلة وكانت اسطوانة الأكسجين والأدوية تلازمه فى الاستديو حتى انتهى الفيلم.

الجريدة الرسمية