رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى رحيلها.. تحية كاظم تكشف المستور في علاقتها مع جمال عبد الناصر

الرئيس عبد الناصر
الرئيس عبد الناصر وزوجته السيدة تحية
هى السيدة التى عاشرت الزعيم المصري جمال عبد الناصر سنوات الفرح والأمل والحزن فى ادق مراحل تاريخ مصر، من مواليد 1920، تزوجته عام 1944، السيدة تحية كاظم ـ رحلت فى مثل هذا اليوم 25 مارس 1992.


مصرية من أصل إيراني فوالدها كان تاجرا للسجاد الإيرانى فى مصر.
 
آثرت الصمت طوال حياتها وكانت بعيدا عن مجريات الأحداث وكتبت مذكراتها بخط يدها بعنوان "ذكريات معه".

كتبت هذه المذكرات وبعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بأربعين عاما قام أبناؤها بنشر تلك المذكرات التى تحمل العديد من المفاجآت والأسرار.

اختارت السيدة تحية أن تبدأ مذكراتها بالجزء الخاص بمعرفتها بالرئيس منذ البداية فقالت: "كانت عائلتي على صداقة قديمة مع عائلته وكانت زوجة عمه صديقة لوالدتي وكان أخي صديقا له، وعندما رآني أرسل عمه وزوجته ليخطباني وكان فى رتبة يوزباشي وبعد وفاة والدتي وتمت الخطبة فى يوم عيد ميلاده يناير 1944 وبعد خمسة أشهر ونصف تم الزفاف".

وتابعت: "انتقلت الى منزل الزوجية الذى لم أره من قبل وكان مكون من خمس غرف وعشنا فى بساطة شديدة وسعادة بمرتب زوجي الحبيب وبعد ثماني سنوات من الزواج قام جمال مع مجموعة الضباط الأحرار بالثورة وأنجبنا الأولاد هدى ومنى وخالد وعبد الحميد وعبد الحكيم، ولم يكن الرئيس يضرب أولاده ولا يتعامل بالعنف وكان يقول "الطفل الذى يضرب يخاف ولكى يحمى نفسه يكذب". 

كان الرئيس يهوى مشاهدة الأفلام السينمائية وكان يمكن أن يرى أثناء مشاهدته على ضوء البطارية أى تقارير عمل، وكان يحب التصوير بالكاميرا العادية وكاميرا السينما وكانت له لقطات كثيرة لأولادنا بيده.

وأردفت: "أيضا كان يحب سماع أغانى أم كلثوم عقب يوم عمل شاق والمكان فى ضوء خافت".

كانت يوغوسلافيا أول رحلة رسمية للسيدة تحية عبد الناصر إلى الخارج وكانت أول مرة تشاهد فيها استقبالا رسميا.

وواصلت: "كان الرئيس لا يقبل هدايا من أحد إلا هدايا رمزية من رؤساء الدول، أما الهدايا مثل العربات من الرؤساء والملوك العرب والطائرة والباخرة فقد سلمها جميعا إلى الدولة ولم يترك بعد رحيله إلا العربة الاوستن السوداء المسجلة باسمه فى قلم المرور، أما الساعات فكان يهديها إلى زملائه الضباط الأحرار الذين خرجوا معه ليلة ثورة يوليو 1952.

وأضافت السيدة تحية فى مذكراتها التى بدأت كتابتها بعد وفاة الرئيس: "فى خريف 1958 مرض الرئيس بالسكر وكانت أول الصدمات، وكنت انفرد بنفسى فى الحديقة وأبكي لكنه كان يقول "الحمد لله السكر أخف من أمراض كثيرة"، وانقطعت معه عن كل أنواع الحلوى".
 
وتطور المرض ففى عام 1968 شعر الرئيس بألم فى ساقه استمر أشهرا لكنه لم يقلل الشغل أو يستريح وسافر إلى الاتحاد السوفيتى للعلاج ونصحه الأطباء بعدم التدخين وكانت آخر سيجارة أطفأها أواخر عام 1968 وبعدها بعام تعرض لنوبة قلبية كانت الأولى واضطررنا لعمل أسانسير داخل البيت، لكنه لم يتوقف عن السهر والعمل.

وكان آخر عيد ميلاد له اجتمعنا فيه 15 يناير عام 1970 وكان بالقناطر وقدم كل فرد من عائلتنا الصغيرة هدية رمزية له ولم يشاركنا أحد فى الحفل العائلى.

كنت أجلس مع الرئيس نتحدث عن الأولاد والأصدقاء أما شئون العمل فكان لا يتحدث فيها معنا، وكان يوم الرحيل صباحا آخر لقاء لى معه حيث عاد مرهقا بعد وداع أمير الكويت، إلى أن جاء الفراق.
الجريدة الرسمية