رئيس التحرير
عصام كامل

الناس معادن

خلال الأيام الفائتة مررت بالعديد والعديد من المواقف اليومية التي كثيرا ما تتكرر في حياتنا اليومية من مشاكل تظهر معادن الناس وأخلاقهم، فالناس في هذه الحياة معادن منهم من يلمع كالذهب إلا أنه ليس كذلك وهو الأمر الذي لا تظهره إلا الشدائد وكما يقال عند الدجال يظهر فضل الرجال، فبعضهم قد يبدو حكيما عاقلا لمجرد أن هندامه قد يبدو غاليا أو أنه يرتدي أحسن الثياب ولكن عندما تعتريه المحن والندوب لا تري منه إلا الشكوى والضجر.


وبعض هؤلاء أيضا  كالرصاص مميت في قوله وفعله فلا تجد في كلامه إلا طلقات الرصاصة الغادرة التي تصيب ربما قبل أن تصل إلي صاحبها، فصوت الرصاص دائما مزعج ومخيف، بينما فعله لا يكون إلا ذما وقدحا وهتكا لحرمات الناس وأعراضهم والخوض في كل ما لذ وطاب من أخبارهم ولحومهم.

والبعض الآخر- وهم كثر- متلونون لا إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء، تراهم منصتين مصغين إلا أنهم لا يتدبروا وفي كل واد يهيمون، فإذا ما رأوا منك خيرا نسبوه لأنفسهم وأنكروا عليك فضلك، وإذا رأوا منك شرا أذاعوه ونشروه وهؤلاء أيضا مرذولون منبوذون لا تصاحبهم ولا تكن معهم.

وهناك صنف من الناس كالنحاس غال وهو جديد، لكن يعلوه الصدأ إذا ما ترك، وهناك صنف كالألومنيوم يمكنك تشكيله وتركيبه علي قدر طاقتك، أما الذهب فهؤلاء صنف قليل لقاهم سرور وذكراهم حبور، غيابهم حضور، وحضورهم سرور، ومحظوظ من كان معه مثل هذا الصاحب وهنيئا لهؤلاء ما وجدوه.
الجريدة الرسمية