رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مخاوف متنامية من وقوع حرب أهلية في مصر..المستقبل الآن لم يكن في حسبان المصريين عندما أطاحوا بمبارك..العنف ينذر بحالة من الفوضي العارمة..خضوع "مرسي" للإخوان ساهم في انقسام البلاد

الصحف الأجنبية
الصحف الأجنبية

أحتل الشأن المصري، مساحات واسعة من اهتمامات الصحف الأجنبية وجاءت افتتاحيات عدد من هذه الصحف متناولة لما يجرى بالقاهرة والمحافظات من أحداث مشيرة إلى المخاوف المتنامية من وقوع حرب أهلية في مصر إذا ما تطورت الأحداث بشكل خطير.


قالت صحيفة جارديان البريطانية إن هناك مخاوف متنامية في مصر من وقوع حرب أهلية في مصر. وأشارت الصحيفة إلى احتمال وقوع اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس محمد مرسي.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن مصير مصر أصبح غير واضح، كما كان الوضع في ثورة عام 2011 التي أطاحت بمبارك، وهناك شائعات باحتمال أن يتدخل الجيش وأن تدخل البلاد تحت الحكم العسكري مرة أخرى.

وأضافت الصحيفة أن الاشتباكات التي دارت بين المؤيدين والمعارضين لمرسي أسفرت عنها قتل ثمانية وإصابة أكثر من 600 شخصًا.

ويقول أنصار الرئيس من الإسلاميين أن شرعيته يجب أن تحترم ديمقراطيًا، في حين أن خصومه العلمانيين يقولون أن مرسي لم يظهر احتراما للقيم الأوسع نطاقًا التي تكفل ديمقراطية ناجحة.

وحللت الصحيفة الوضع المصري والهجوم على مكاتب الإخوان المسلمين، يرجع إلى حالة الانقسام التي تزداد بشكل كبير على أسس أيديولوجية، ويصبح الغضب موجها ضد مرسي وجماعته التي تسعي إلى إعادة هيكلة الدولة على أساس ديني.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز: إن الرئيس محمد مرسي، الذي تعهد بأن يكون رئيسًا لكل المصريين ظل خاضعًا لنفوذ جماعة الإخوان المسلمين التي أوصلته للسلطة، ليصبح عامل انقسام في البلاد.

وأضافت: أن اليوم تنظم مظاهرات حاشدة لإجباره على التنحي وسبقت هذه المظاهرات، مظاهرات أخرى مضادة تؤيد بقاء مرسي من الجماعات الإسلامية، في استعراض لهم بالقوة في الشارع المصري، ما جعل الوضع يتفاقم أكثر وتندلع اشتباكات عنيفة.

وأصبح العنف في مصر أمرا لا يمكن تجنبه بسبب حالة الشحن المستمر والاستقطاب الذي تمارسه القوى السياسية في مصر، ولكن الجيش حذر من أنه لن يقف مكتوف الأيدي ليري البلاد تنحدر إلى نفق مظلم.

ورأت الصحيفة أن هذا ليس مستقبل مصر الذي أراده الملايين من المصريين عندما خرجوا لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك مجازفين بحياتهم، وكان في ذلك الوقت مبارك مدعوما من الجيش عندما أطاحت به قوى الشعب في عام 2011.

وقالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، إن قنبلة من المظاهرات انفجرت قبل يوم الأحد، واحتشد مئات المناهضين للحكومة، واشتبكت القوات الحكومية مع المتظاهرين ما أسفر عنه قتل شخص وجرح 15 أخرين في بور سعيد.

ورأت الصحيفة أن العنف أندلع قبل الاحتجاجات المزمع حدوثها اليوم الأحد، ما يجعل البلاد في حالة توتر وفوضى.

ونقلت الصحيفة عن أحد منظمي الاحتجاجات قوله أن أكثر من 22 مليون شخص وقعوا على وثيقة تمرد التي تطالب بتنحي الرئيس محمد مرسي.

وحملت صحيفة "ديلي ميل"، البريطانية الرئيس محمد مرسي مسئولية الحالة التي وصلت إليها البلاد، مشيرة إلى أن سياساته وحنثه بوعوده بأن يكون رئيسا لكل المصريين، وخضوعه لنفوذ جماعته - الإخوان المسلمين - ساهم بشكل كبير في تفجر الأوضاع، ودخول مصر هذا النفق المظلم من العنف والانقسامات.

وأضافت الصحيفة، أن الغليان في الشارع، والمظاهرات الضخمة التي تسيرها المعارضة، لإجبار مرسي على التنحي، واستبقها الإخوان المسلمون وبقية الجماعات الإسلامية، باستعراض قوة في الشارع المصري، يجعل الاشتباكات العنيفة أمرا يصعب تجنبه، وسط تحذيرات الجيش من أنه لن يقف مكتوف الأيدي، يرى البلاد تنحدر إلى نفق مظلم من عدم الاستقرار.

وأوضحت أن الانتقال من الديكتاتورية، غالبا ما يترافق مع الفوضى، و"مرسي" الذي ورث انهيار الأمن الاجتماعي في مصر، لم يستطع بناء الإجماع الذي يحتاج إليه، للتعامل مع هذا الوضع، وبدلا من ذلك، أبدى هو وجماعة الإخوان المسلمين، ميلا لاحتكار السلطة والسيطرة على مؤسساتها، كما هو الحال مع السلطة القضائية.

وقالت القناة الثانية التابعة للتليفزيون الإسرائيلى أن الآلاف المتظاهرين بدءوا منذ صباح اليوم الأحد التجمع في ميدان التحرير من أجل الاستعداد إلى التظاهرات الضخمة التي تسعى للإطاحة بالرئيس محمد مرسى والتي من المتوقع أن تصل ذروتها مساء اليوم.

وأشارت الصحيفة أنه منذ اندلاع أحداث الربيع العربى قبل عامين أصبحت مواقع التواصل الإجتماعى عنصرا حاسما في حشد المواطنين ضد الأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط لافته إلى أن فيضان من التعليقات قام بنشرها المصريون عبر مواقع التواصل منذ الصباح ومنها أن " مصر تكتب فصلا جديدا في تاريخها"

ولفتت إلى أنه على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل الانظمة الحاكمة من أجل منع تدفق المعلومات بين الجماهير إلا أن شبكات التواصل تلعب دورا رئيسيا للتواصل بين المحتجين فضلًا عن مساهمتها في وصول أصوات المغتربين والسماح لهم بالمشاركة بالرأى.

وأبرزت القناة أنه يبدو أن الشعب المصرى مستعد لليوم الذي يتكبدون فيه خسائر فادحة خلال التظاهرات وذلك من أجل الإطاحة بنظام مرسى وجماعته.
الجريدة الرسمية