رئيس التحرير
عصام كامل

وزراء على مقعد نقيب المحامين.. مكرم عبيد صاحب فكرة النقابات العمالية

نقابة المحامين
نقابة المحامين
نقابة المحامين أو كما يطلق عليها أصحابها قلعة الحريات، واحدة من أهم الكيانات ذو الثقل النقابي والوطني، على مر تاريخها الذي يربو عن ١١٠ أعوام منذ تأسيسها، كانت مفرخة للوزراء والوطنيين الذين تبنوا قضية الاستقلال عن المحتل الأجنبي. 


على مقعد نقيبها جلست أسماء بارزة تولت حقب وزارية ما قبل ثورة الضباط الأحرار في ٢٣ يوليو ١٩٥٢، انتموا أغلبهم لحزب الوفد صاحب القضية الوطنية آنذاك.  

مكرم عبيد 

مكرم عبيد، المولود في 25 أكتوبر  1889 في إحدى قرى مدينة قوص بمحافظة قنا، لعائلة من أشهر العائلات القبطية وأثراها، كان والده يعمل في مجال الإنشاءات، وبسبب جهوده في إنشاء خط السكة الحديدية بين نجع حمادي والأقصر حصل على لقب الباكوية.

دراسة القانون 
التحق بالمدرسة الأمريكية في أسيوط ودرس القانون في أكسفورد، وحصل على درجة امتياز في القانون عام 1908، واستكمل دراسته القانونية في ليون بفرنسا وحصل على ما يعادل الدكتوراه في عام 1912.

الوقائع المصرية 

في عام 1913م عمل «عبيد» سكرتيرا للوقائع المصرية، واختير سكرتيرا خاصا للمستشار الإنجليزي طوال مدة الحرب العالمية الأولى، ولكن بسبب كتابته رسالة في معارضة المستشار الإنجليزي «برونيات» شارحا فيها مطالب الأمة المصرية وحقوقها إزاء الإنجليز قاموا بالاستغناء عنه.

تدريس الحقوق

وعُين بعد ذلك أستاذًا بمدرسة الحقوق لعامين كاملين وفي عام 1919 انضم إلى حزب الوفد وعمل في مجال الترجمة والدعاية في الخارج ضد الاحتلال الإنجليزي حتى إن الجريدة الناطقة بلسان حزب الوفد أطلقت عليه لقب «الخطيب المفوه».

مرافعات تاريخية 

اشتغل مكرم باشا بالمحاماة، وكرس وقته للدفاع عن المقبوض عليهم في تهم سياسية ومن لاحقه البوليس السياسي، ولا زالت أصداء مرافعاته معروفة في تاريخ المحاماة في مصر حيث كان يعتمد في دفاعه على التحليل المنطقي لدوافع الجريمة، وكان يستشهد بالقرآن في مرافعاته كثيرا.

تولى مكرم عبيد منصب نقيب المحامين فى 15 ديسمبر 1933 إلى 25 ديسمبر 1936، ودافع عن عباس العقاد حين اتهم بسب الذات الملكية.

النقابات العمالية 

ويُعد مكرم عبيد هو صاحب فكرة النقابات العمالية وتكوينها، والواضع الأول لكادر العمال في مصر، وتوفير التأمين الاجتماعي لهم، وواضع نظام التسليف العقاري الوطني، كما أنه صاحب الأخذ بنظام الضريبة التصاعدية للدخل.

وساهم في دعم حرية الرأي والصحافة والاجتماع، واعتبر القيد الوارد على الحريات ـ وقاية النظام الاجتماعي، عبارة مطاطة تفسح لأى حاكم مستبد المجال للعبث بالحريات المقدسة.

وتحدث مكرم عبيد، عن وجوب إلغاء الحبس الاحتياطي في جرائم الرأي، وحظر إقالة الوزارة إلا إذا سحب البرلمان الثقة منها، وحظر إعلان الأحكام العرفية فلا يجوز إعلانها، إلا إذا اشتبكت البلاد في حرب فعلية داخل حدودها، على أن يحاط هذا الإعلان بالضمانات الدستورية والنيابية الواجبة، وعلى ألا تعلن الأحكام العرفية لمجرد قيام أسباب خطيرة يخشى معها اختلال الأمن لأن مثل هذه التعبيرات قد تسمح بالعبث في التفسير.

ووضع «عبيد» مؤلفه “الكتاب الأسود في العهد الأسود” وهو كتاب يتضمن فضائح حزب الوفد، الذي رأس الحكومة في عام 1943، أثارت الصحف ما تضمنه «الكتاب الأسود» من فضائح للنحاس وطاقم حكومته، وغضب الملك فاروق من ذلك، وطالبت المعارضة الملك بمحاسبة النحاس، وهدّد الملك بإقالة الحكومة ولكن السفير البريطاني رفض.

وتوفي مكرم عبيد في 5 يونيو 1961م، وتم تأبينه بالكنيسة المرقسية بالأزبكية وقد شارك أنور السادات نيابة عن الرئيس جمال عبد الناصر في تأبينه، ودفن بالقاهرة.

وأطلق أسمه على أحد الشوارع الرئيسية بحي مدينة نصر بالقاهرة، ويعد هذا الشارع حاليا من أهم الشوارع في مدينة القاهرة.

صبري أبو علم 

رجل قانون وسياسى مصرى، من مواليد 31 مارس 1893 بالمنوفية، إنه محمد صبرى أبو علم، درس فى مدرسة الحقوق فى القاهرة مصر، وأتصل بالحركة الوطنية المصرية، وأعتقل أكثر من مرة عندما كان طالبًا، عمل بالمحاماة واشترك فى ثورة 1919

قاد  أبو علم حزب الوفد فى أحلك الفترات والظروف السياسية، تولى أبو علم منصب سكرتير عام حزب الوفد فى الفترة من عام 1943 إلى وفاته فى عام 1947، وخلال تلك الفترة، تولى أبو علم حقبة وزارة العدل خلال وزارة النحاس السادسة فى الفترة من مايو 1942، إلى أكتوبر 1944، وهى أطول وزرات النحاس عمرًا، وأكثرها خصومة مع الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان آنذاك، وأعد حينها "صبرى باشا" مشروع قانون استقلال القضاء الذى قدمته حكومة الوفد فى 10 يوليو 1943 للبرلمان، ومنحت حكومة الوفد حينها رجال القضاء قطعة أرض مساحتها حوالى ألفى متر وعشرة آلاف جنيه لنادى القضاة.

انتخب صبرى أبو علم نقيبا للمحامين قبل وفاته بثلاثة أشهر، ولذلك كرمته نقابة المحامين كنقيب سابق، بعد وفاته، وتحديدا فى 30 سبتمبر 2001 ضمن تقليد أرسته النقابة فى تكريم النقباء السابقين.

كان من أبرز الأعضاء بأول مجلس لنقابة المحامين عام 1912، ثم اختاره المحامون وكيلًا للنقابة عام 1914 عندما انتخب عبدالعزيز باشا فهمى نقيبًا، إنه مرقص حنا النقيب الخامس للنقابة العامة لمحامين مصر، والذى ظل فى هذا المنصب خمس دورات متتالية حتى 1924 عندما كانت الدورة عاماً واحداً.

ولد مرقص حنا فى القاهرة عام 1872م، وحصل على إجازة الحقوق من جامعة مونبلييه بفرنسا، ثم حصل على شهادة فى الإقتصاد السياسى من جامعة باريس عام 1891م، وبعد عــودته إلى مصر عمل وكيــلاً للنائب العام حتى عام 1904م، ثم قرر أن يستقيل من القـضاء ليعمل بالمحـاماة، وفى ديسمبر 1919 اختار المحامون مرقص حنا نقيبا ثقة منهم فيه ونكاية فى وزارة يوسف وهبة الموالية للإنجليز، وبهذا يكون مرقص حنا هو صوت المعارض قبطى أمام قبطى حتى لا يجد الاحتلال الإنجليزى زريعة الفتنة الطائفية ليستغلها.

وفى عام 1922 تعرض مرقص حنا للاعتقال مع بعض أعضاء الوفد بسبب مواقفه الوطنية، ووقتها قام محمد أبو شادى وكيل نقابة المحامين آنذاك بمجهود شاق، اذ قام بجمع توقيعات جميع المحامين بالقطر المصرى على مذكرة تم رفعها للملك، وطلب مقابلته، وتم تشكيل لجنة للدفاع عن جميع المتهمين.

وعقب ثورة 1919 وصدور تصريح 28 فبراير 1922 والذى نص على استقلال مصر، ترتب على ذلك صدور دستور 1923م، وأجريت الانتخابات البرلمانية والتى فاز فيها الوفـــد بأغلبية ساحقـــة (195 مقعدًا) من مقاعد مجلس النواب البالغ عــددها (214 مقعدًا)، وأثناء تشكيل الوزارة اعترض الملك فؤاد على تعيين اثنين من الأقــباط وزيرين والوزارة كلها برئيسها سعد "عشـــرة" واحتج الملك فــــــؤاد بأن الشارع المصرى، قد لا يرضى عن هذا التشكيل الوزارى، ولكن رد سعد بأنه زعيم الأمة ويعرف نبض الشارع.

وتولى مرقص حـنا فى الوزارة الشعبية وزارة سعد زغلول منصب وزير الأشغال وزميله القبطى الآخر كان واصف بطرس غـــالى الذى تولى منصب وزير الخارجية، وكانت دعوى الملك أن الشعب معتاد وجود وزير قبطى واحد وليس اثنين وقد استمرت وزارة الشعب من 28 يناير 1924 إلى 24 نوفمبر من نفس العام، واختير حنا مرة أخرى وزيراً للمالية فى وزارة عدلى يكن الثانية من (7 يونيو 1926 -21 أبريل 1927م) وهى الوزارة الائتلافية الأولى، ثم فى 1927 شكل عبدالخالق ثروت باشا الوزارة -الثانية- وتولى مرقص حنا منصب وزير الخارجية، وكانت هذه الوزارة من الوزارات الائتلافية الوفدية من ( 25 أبريل عام 1927 - 16 مارس 1928م).

اشترك مرقص حنا فى ثلاث وزارات برئاسة ثلاثة رؤساء مختلفين، وثلاث حقائب وزارية مختلفة، وفى أكتوبر عام 1934 توفى  مرقص حنا عن عمر 62 عاما.
الجريدة الرسمية