رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. ميلاد سيد البنائين المصريين حسن فتحي

المهندس حسن فتحى
المهندس حسن فتحى
اهتم بالبسطاء من عامة الشعب مع مراعاة علية القوم وحذر طوال حياته من انقسام المدينة الواحدة إلى عدة مستويات فى المعيشة والبناء، وكان كتابه "عمارة الفقراء" يشرح فيه كيفية البناء بأقل التكاليف وأبسط المواد التى تحقق المسكن الآدمى المناسب.. إنه سيد البنائين المصريين حسن فتحي.


وكانت تلك القرية التى أشرف على بنائها المهندس حسن فتحى فى البر الغربى من جنوب وادى النيل "قرية القرنة" وقرية أخرى اسمها "المشربية"، كما اهتم بنقل التراث المعمارى المصرى إلى العالمية. 

ولم يفكر فى الزواج وظل يعكف على التنقل هنا وهناك ومساعدة الفقراء ويبنى القرى الصغيرة، ولذلك لم يكن البناء عند حسن فتحى مجرد جدران وأسقف وفوائد من البنوك بل كان فنا راقيا من حيث النسبة والتناسب بين الجماد والمنزل والإنسان.

وولد المهندس حسن فتحى فى مثل هذا اليوم 23 مارس عام 1900، وتخرج في المهندسخانة بجامعة فؤاد الأول، وكانت له مقولة شهيرة تلخص فلسفته في البناء فكان يقول: (لا يمكن لفرد أن يبنى بيته وحده لكن يمكن لعشرة أفراد أن يتموا بناء عشرة مساكن بسهولة)، ومن نصائحه المهمة للمعمارين: (مراعاة المبنى قبل إنشائه وتناسبه مع محيطه سواء كان صحراويا أم زراعيا أو جبليا)..



هذه الفكرة حولها حسن فتحى إلى واقع فى قرية "القرنة" التى بناها على طريقة القبو النوبى لتقطنها 3200 أسرة وصارت جزءا من تاريخ البناء الشعبى، حيث استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب النيئ ومن الحضارة المدنية لبيوت وقصور القاهرة القديمة. 

ولاقت أفكار وأعمال حسن فتحى استحسانا وتقديرا عالميا ولكنها لم تلق القدر نفسه من الاهتمام داخل مصر، بل هاجمه كاتب مثل فتحي غانم فى روايته الجبل صدرت عام 1958 ووصفه بأنه مهندس مستغرب ومستشرق أراد أن يملى على أهل القرنة نمط حياة لا يريدونه، بل انتقد على لسان إحدى شخصيات الرواية استخدام القبة في العمارة المنزلية وأنها تشبه العمارة الجنائزية.



من أروع ما كتب عن المعمارى حسن فتحى هو لقبه سيد البنائين، وفيه يقول الكاتب جمال الغيطانى فى تقديمه لكتاب عمارة الفقراء: إن حسن فتحي أصبح سيد البنائين المصريين، وأن فكره ملك للإنسانية كلها وأفكاره المعمارية محل اهتمام العالم فأفكاره ليست هندسية فقط، لكنها عبارة عن بحث أصيل فى الشخصية والهوية والتراث المعماري والفكري والحضاري للشرق.

وحصل حسن فتحي في حياته على العديد من الجوائز العالمية والمحلية، منها جائزتا الدولة التشجيعية والتقديرية ورحل عام 1998.
الجريدة الرسمية