رئيس التحرير
عصام كامل

هل يجوز كتابة الآيات القرآنية على النقود أو قلائد الزينة؟

الشيخ محمد خاطر
الشيخ محمد خاطر
يعمد البعض الى كتابة الآيات القرآنية على العملات الورقية لتوزيعها فى سبوع المولود أو فى النقوط فى الأفراح أو تذكار لمناسبة معينة أو طلبا للبركة بوضع هذه النقود فى جيوبنا أو حقائبنا أو تحت وسائد مخادعنا، فهل يجوز ذلك أم هو حرام؟


يجيب فضيلة الشيخ محمد خاطر مفتى الديار المصرية ـ رحمه الله ـ فيقول: "القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وكما يطلق القرآن على كل مابين دفتى المصحف يطلق على السورة والآية منه". 

كتاب تعبد وهداية 
والقرآن كتاب تعبد وهداية وإرشاد للبشر، كما فيه سعادتهم فى الدارين "الدنيا والآخرة" من عبادات ومعاملات وأخلاق، ولذلك يجب تقديسه وتكريمه والبعد عن كل ما يخل بشيء من ذلك. 

الحدث الأصغر والأكبر
ومن هنا لم يجز الفقهاء للمحدث حدثا أصغر "غير المتوضئ، ولا المحدث حدثا أكبر "الجنب" والحائض والنفساء مس القرآن الكريم ولا شيء من آياته إلا بغلاف منفصل لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يمس القرآن إلا طاهر).
 
إلا أنهم أجازوا ذلك للضرورة كدفع اللوح أو المصحف إلى الصبيان، لأن فى المنع من ذلك تضييع حفظ القران على الصبيان، وفى الأمر بالتطهر حرج عليهم.

 كما نصوا على كراهة كتابة القرآن وأسماء الله تعالى على الدراهم والمحاريب والجدران وكل ما يفرش على الأرض أو الأثاث.
ومما ذكر يتبين انه يكره كتابة اى شئ من آيات القرآن الكريم على الدراهم والدنانير أو أى عملة ورقية لأن فى ذلك تعريضا لمسها أثناء تداولها من الجنب أو الحائض والنفساء والمحدث وغيرهم.

التقديس والتكريم 
كما أنه ليس هناك ضرورة تدعو إلى ذلك فيكون الأسلم والأحوط فى المحافظة على القرآن وآياته والبعد به عن كل ما يخل بتقديسه وتكريمه، أو الوقوع فى الممنوع بسبب مسه ممن هو غير طاهر أثناء تداوله، 
كما أنه يجب الانتباه إلى مكان وضع النقود المكتوب عليها الآيات الكريمة، فإذا كان وضع هذه النقود في جيب البنطلون الخلفي مفضٍيا لامتهانها، كأن يكون وضعها كذلك سبباً للجلوس عليها عند الجلوس، فلا يجوز ذلك لوجوب تعظيم القرآن واحترامه، وإذا كان وضع هذه النقود في الجيب الخلفي للبنطلون لا يؤدي إلى امتهانها، فلا حرج في ذلك. كما يمنع وضع كلام الله أسفل الوسائد طلبا للبركة خوفا من مسه أثناء النوم بدون قصد لمن هو غير طهور.. والله أعلم.

الجريدة الرسمية