رئيس التحرير
عصام كامل

"مصر بين ميدانين".."التحرير" يُفضل الـ"فورفوزيلا" وعلم مصر و"لا للإخوان" و"إرحل"..و"إسلاميو رابعة العدوية" يفضلون أعلام السعودية و"الإسلام هو الحل"

استمرار إعتصام المتظاهرين
استمرار إعتصام المتظاهرين بميدان التحرير

بعد عام من حكم الرئيس محمد مرسي، عاد المتظاهرون بين مؤيد ومعارض إلى ميادين القاهرة، للتعبير عن آرائهم إزاء المشهد السياسي الحالي، ميدان التحرير للمعارضة، و"رابعة العدوية" لحلفاء النظام، وبين المكانين ينتقل الباعة الجائلون بحثا عن الرزق.


يجلس البائع محمود حسن، على رصيف في مدخل ميدان التحرير مرتديا "قبعة" للوقاية من حرارة الشمس، وبجواره بضاعته عبارة عن إعلام وآلات النفخ "فوفوزيلا" التي تستخدم عادة في ملاعب كرة القدم، وشارات بلون العلم المصري و"شمسيات".

يقول حسن: "في ذلك الوقت من كل عام أبيع فوانيس رمضان، لكن الأحداث السياسية طغت على الشارع وتجارة المنتجات الرمضانية، أصبحت راكدة وقررت الذهاب إلى منطقة العتبة بوسط القاهرة لشراء بضاعتي من ورش صغيرة هناك لبيعها أثناء التظاهرات".

ولأن "التحرير" يضم متظاهرين ضد الرئيس مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، يحرص الباعة الجائلون على عرض منتجات مكتوب عليها عبارات مثل "لا للإخوان" أو "إرحل".

رمضان الدسوقي، "بائع" يقول إنه يبيع قبعات وشارات توضع على الكتف أو الجبين مدون عليها كلمات تتوافق مع مطالب المتظاهرين، فمثلا يبيع شارة سوداء مكتوب عليها باللون الأبيض "إرحل"، أي مطالبة الرئيس بالرحيل.

على الجانب الآخر، يضم ميدان رابعة العدوية بمدينة نصر معتصمين إسلاميين يؤيدون النظام الحاكم، ويحرص الباعة الجائلون هناك على عرض منتجات تتوافق مع اتجاه المعتصمين، فيعرضون مثلا أعلام وشارات مُدون عليها عبارات إسلامية مثل" لا إله إلا الله" أو "الإسلام هو الحل".

ما يميز ميدان الرابعة بالنسبة للباعة، حسب محمد الألفي بائع مشروبات، هو تواجد عدد كبير من أبناء الأقاليم في الميدان وهؤلاء يعتبرهم الألفي زبائن جيدين لحرصهم على شراء هدايا من القاهرة لذويهم.

ويُقدر عدد الباعة الجائلين في مصر بنحو 5 ملايين بائع غير خاضعين للتأمين الاجتماعي، وتجارتهم غير مدرجة بالاقتصاد الرسمي وتسعى الحكومة إلى ضمهم إلى الاقتصاد الرسمي من خلال إنشاء أسواق خاصة بهم.

ويقول إبراهيم العربي، رئيس الغرفة التجارية بالقاهرة إن أماكن التظاهرات هي سوق للباعة الجائلين، وأرجع ضعف تجارة المنتجات الرمضانية التي تعد مصدر دخل للعديد من الباعة سنويا إلى قلة المعروض من هذه المنتجات بسبب تراجع وارداتها هذا العام.

يضيف العربي في اتصال هاتفي لوكالة الأناضول للأنباء: " أزمة الدولار في مصر وعدم توافره تسبب في استيراد كميات قليلة من البضاعة الرمضانية، ولم يكن للباعة الجائلين فرصة كبيرة في تسويقها كما كان الأمر في السابق".

وارتفعت العملة الأمريكية "الدولار" أمام الجنيه المصري بعد ثورة يناير، التي أعقبها اضطرابات سياسية وأمنية، ودفع تخفيض مصر الائتماني المتكرر مُصدرين أجانب لفرض شروط مشددة في تعاملاتهم مع مستوردين مصريين لضمان الحصول على مستحقاتهم المالية.

ويرى حمدي عبد العظيم، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الإدارية، أن التظاهرات عبارة عن سوق تضم عددا كبيرا من المشترين المحتملين لذلك يُسارع الباعة ممن لديهم حس تسويقي عالي بالفطرة إلى الذهاب إلى أماكن التجمعات.

ويعتقد محللون أن الاقتصاد غير الرسمي نما في مصر خلال العامين الماضيين بسبب تقاعس المؤسسات المعنية بمراقبة النشاط الاقتصادي بالأسواق عن عملها مثل شرطة المرافق وغيرها من الأجهزة المُكلفة بمنع مزاولة أي نشاط بدون ترخيص.

وتُشير تقديرات لاتحاد الصناعات المصرية إلى أن حجم الاقتصاد غير الرسمي في مصر يصل إلى تريليون جنيه مصري ما يعادل نحو 142 مليار دولار.
الجريدة الرسمية