«مكواة الرجل» طلب البهوات والبشوات.. عبد التواب آخر مكوجي رجل بالمنيا: أعمل منذ 50 عاما وأتحدى الكي بالبخار.. والمهنة ستنتهي قريبا
طويل القامة، مرتديًا جلبابًا رماديًا، ونظارة كبيرة تخبئ عينيه، تجده منحنيًا طوال الوقت، يمسك بيده مكواته الحديد التي تزن 18 كيلوجراماً، بعد أن تركها فوق الموقد لمدة ساعة، مثبتاً قدمه اليسرى على قطعة خشبية أعلى القاعدة تعزل عن قدمه سخونة المكواة.
هنا أنت في ضيافة الحاج عبد التواب صديق، ابن مركز ملوي، والذي يُعد أقدم مكوجي رجل فى مدينة ملوي التابعة لمحافظة المنيا، تجده دومًا ضاغطًا بكل ما أوتي من قوة فتخرج الملابس مرتبة أنيقة لأطول فترة ممكنة.
الناس الطيبة
"أنا لو سبت المكان ده أموت.. حياتي و ناسي وأهلي في المكان ده، في الشارع ده، بين الناس الطيبة، أخواتي وولادي وأولاد أولادي"، هذا ما بدأ به الرجل الستيني حديثه الخاص مع بوابة فيتو.
مكواة البشوات والبهوات
قال: "المكواة الرجل دي بتاعت البشوات والبهوات والناس اللي بتفهم في الكي"، فالزبون الذي يفهم معنى المكواة هو من يأتي إلينا، غير ذلك يذهب إلى المكواه الحديثة، والمهنة تحتاج إلى مجهود شديد، لافتًا إلى أنه لا يحدد سعرا للجلباب وإنما حسب الزبون وطبيعته ومدى إعجابه بالمكواة، والله سبحانه وتعالى يبارك في الرزق.
موضة وقدمت
"دي موضة وقدمت"، يبتسم عم عبد التواب أمام ذلك التعليق، الذي سمعه أكثر من مرة من زبائنه، لكنه لم يغير تصميم المحل ولا أدواته، فـ"مكواة الرجل" ما تزال تتصدر محله الصغير ذا الـ50 عاما، رغم اختفائها من كثير من محلات الكي.
أتحدى البخار
وتابع: أبن ملوي خلال حديثه لـ فيتو:أتحدى البخار منذ 20 عاما، فقد ظهرت المكواة البخار فى الأسواق، وبدأت الشباب تعمل عليها وتفتح محال كثيرة، خاصة أن الكي بالبخار موجود منذ حوالى 20 عامًا كاملة، الأمر الذي أثر علينا بشكل كبير للغاية.
رفضوا أن يتوارثون المهنة
وعن توريث المهنة للأبناء قال عبد التواب: أبنائي رفضوا أن يتوارثون المهنة مني، لان الاقبال عليها من قبل الزبائن أصبح ضعيف للغاية عكس الفترات الماضية، موكدًا أن تلك المهنة ما هي إلا سنوات معدودة وستختفى نهائيًا من على الساحة، معلقا: يعنى دكانى هيتقفل من بعدى أو هيبقى حاجة تانية.