"بلطجية" الأخلاق
يبدو أن أشهر أنواع
"اليوجا" في مصر يعتمد على التأمل العميق والتركيز الشديد في حياة الآخرين! فهناك البعض ممن
لا يرغبون في تأمل حالهم وتصويبه قدر رغبتهم الدائمة في الوصاية على الآخرين، والبدء
في مراقبتهم أو تقييمهم أخلاقيًا تمهيدًا لاستعراض القوة ضدهم أو الاعتداء عليهم لإجبارهم
على تبني نمط محدد من الحياة يظنه هؤلاء المتطفلون الصواب.
هذه الوصاية أو بالأحرى البلطجة كانت السبب وراء مصرع سيدة في حي السلام حينما ألقت بنفسها من الشرفة هربًا من المتهمين الذين كسروا باب شقتها، وبدأوا في الاعتداء عليها وعلى من برفقتها لشكهم في سلوكها.. نواياهم سوداء بقدر ضمائرهم التي سمحت لهم باتهام الضحية ثم إصدار أحكامهم المريضة عليها دون حق أو سند.. فلا هية أخطأت في حقهم ولا هم جهة يحق لها بالأساس محاسبة المخطئين!
حراس الأخلاق
تحول (البيه البواب) من اسم فيلم مسل إلى عنوان لواقع مرعب حينما ظن بعض "حراس العقارات" أنفسهم "حراس الجنة" فبدأوا في تقييم سلوك السكان تحت دعوى الحفاظ على الأخلاق في تجاوز لمنظومة العدالة -وممثليها من شرطة ونيابة وقضاء- وتناسي لكون القانون الفاصل بيننا وليس البلطجة المتمثلة في اقتحام المساكن بالقوة والاعتداء على الحريات الشخصية التي أكدها الدستور ونظمتها القوانين التي تضمن احترام حرمة المسكن والحياة الخاصة فلا يجوز لرجال الشرطة أنفسهم دخولها أو تفتيشها إلا بعد الحصول على إذن قضائي مسبب.
لعلنا نتوقف عن الاعتداء على حياة الآخرين ومحاولة التحكم بها عندما نتسم بالقليل من التواضع الذي يجعلنا نؤمن بأننا لا نمتلك الصورة المثالية للفكر، والثقافة، والسلوك، وأنماط الحياة الصحيحة، والأكواد الأخلاقية المنضبطة لنحيا كما نريد ولكن دون الاعتداء على الآخرين أو إجبارهم على الحياة وفق تصورات ضيقة أو فهم محدود لا يقبل الاختلاف أو يستوعب أهمية سيادة القانون وتطبيقه على الجميع.
حدثت هذه الواقعة في منطقة سكنية لا يمكن وصفها بالرقي فيما لم يكن ليجرؤ صاحب العقار أو حارسه أو السكان أو المارة أو الحطابين في الجبال النائية، والفلاحين في مزارعهم، والعجائز حول نار المدفأة في ليالي الشتاء أو غيرهم على كسر الشقة والاعتداء على ساكنيها إذا كان موقع الشقة في أحد الأحياء الفاخرة أو إذا كان "السلام" هو اسم لأحد الكومباوندات الثرية أو المناطق التي يخشى أمثال هؤلاء المتطفلين الاعتداء على أصحابها أو إزعاج راحتهم لينطبق عليهم المثل الشعبي "يخافوا.. ميختشوش".
هذه الوصاية أو بالأحرى البلطجة كانت السبب وراء مصرع سيدة في حي السلام حينما ألقت بنفسها من الشرفة هربًا من المتهمين الذين كسروا باب شقتها، وبدأوا في الاعتداء عليها وعلى من برفقتها لشكهم في سلوكها.. نواياهم سوداء بقدر ضمائرهم التي سمحت لهم باتهام الضحية ثم إصدار أحكامهم المريضة عليها دون حق أو سند.. فلا هية أخطأت في حقهم ولا هم جهة يحق لها بالأساس محاسبة المخطئين!
حراس الأخلاق
تحول (البيه البواب) من اسم فيلم مسل إلى عنوان لواقع مرعب حينما ظن بعض "حراس العقارات" أنفسهم "حراس الجنة" فبدأوا في تقييم سلوك السكان تحت دعوى الحفاظ على الأخلاق في تجاوز لمنظومة العدالة -وممثليها من شرطة ونيابة وقضاء- وتناسي لكون القانون الفاصل بيننا وليس البلطجة المتمثلة في اقتحام المساكن بالقوة والاعتداء على الحريات الشخصية التي أكدها الدستور ونظمتها القوانين التي تضمن احترام حرمة المسكن والحياة الخاصة فلا يجوز لرجال الشرطة أنفسهم دخولها أو تفتيشها إلا بعد الحصول على إذن قضائي مسبب.
لعلنا نتوقف عن الاعتداء على حياة الآخرين ومحاولة التحكم بها عندما نتسم بالقليل من التواضع الذي يجعلنا نؤمن بأننا لا نمتلك الصورة المثالية للفكر، والثقافة، والسلوك، وأنماط الحياة الصحيحة، والأكواد الأخلاقية المنضبطة لنحيا كما نريد ولكن دون الاعتداء على الآخرين أو إجبارهم على الحياة وفق تصورات ضيقة أو فهم محدود لا يقبل الاختلاف أو يستوعب أهمية سيادة القانون وتطبيقه على الجميع.
حدثت هذه الواقعة في منطقة سكنية لا يمكن وصفها بالرقي فيما لم يكن ليجرؤ صاحب العقار أو حارسه أو السكان أو المارة أو الحطابين في الجبال النائية، والفلاحين في مزارعهم، والعجائز حول نار المدفأة في ليالي الشتاء أو غيرهم على كسر الشقة والاعتداء على ساكنيها إذا كان موقع الشقة في أحد الأحياء الفاخرة أو إذا كان "السلام" هو اسم لأحد الكومباوندات الثرية أو المناطق التي يخشى أمثال هؤلاء المتطفلين الاعتداء على أصحابها أو إزعاج راحتهم لينطبق عليهم المثل الشعبي "يخافوا.. ميختشوش".