رئيس التحرير
عصام كامل

"زي النهاردة".. انتصار أهالي رشيد على حملة فريزر

صورة تعبيرية للمقاومة
صورة تعبيرية للمقاومة المصرية لحملة رشيد
بعد تولى محمد على حكم مصر بتأييد من أعيانها برئاسة عمر مكرم وفي إطار الحرب الإنجليزية العثمانية، وجهت إنجلترا حملة قوامها 5000 جندي بقيادة الفريق أول فريزر، لاحتلال الإسكندرية لتأمين قاعدة عمليات الإنجليز ضد الدولة العثمانية في البحر المتوسط، كجزء من إستراتيجية أكبر ضد التحالف الفرنسي العثماني في مصر.


وأنزلت الحملة جنودها في شاطئ العجمي في مثل هذا اليوم 18 مارس عام 1807، ثم زحفت القوات لاحتلال الإسكندرية، التي سلمها بسهولة محافظ المدينة "أمين آغا" إلى القوات البريطانية دون مقاومة، فدخلوها في 21 مارس، وهناك بلغتهم أنباء وفاة حليفهم محمد بك الألفي وانتصار الوالى محمد على على المماليك.


أرسلت بريطانيا القائد جون فريزر إلى أعوان الألفي من قيادة المماليك ليوافوه بقواتهم إلى الإسكندرية.

وفي نفس الوقت راسلهم محمد علي ليهادنهم ويكسب ودهم  إلا أنهم خشوا أن يتهموا بالخيانة، فقرروا الانضمام لقوات محمد علي، وإن كانوا يضمرون أن يتمهلوا حتى تتضح نتائج الحملة ليقرروا مع من ينضموا.

قرر فريزر احتلال رشيد والرحمانية لقطع طريق التعزيزات التي قد تأتي إلى مدينة رشيد عبر نهر النيل.

وفي 31 مارس أرسل فريزر 1500 جندي بقيادة اللواء "باتريك ويشوب" لاحتلال رشيد، فاتّفقت حامية المدينة بقيادة "علي بك السلانكلي" والأهالي على استدراج الإنجليز لدخول المدينة دون مقاومة .. وما أن دخلوا شوارعها الضيقة حتى انهالت النار عليهم من الشبابيك وأسقف المنازل، وانسحب من نجا منهم إلى أبو قير والإسكندرية بعد أن خسر الإنجليز في تلك الواقعة نحو 185 قتيل و300 جريح إضافة إلى عدد من الأسرى وأرسلت حامية رشيد الأسرى ورؤوس القتلى إلى القاهرة، وهو ما قوبل باحتفال كبير في القاهرة.


ولأهمية المدينة، أرسل فريزر في 3 أبريل جيشًا آخر قوامه 2500 جندي بقيادة الفريق أول ويليام ستيوارت، ليستأنف الزحف على المدينة، فأحكم عليها الحصار في 7 أبريل وضربها بالمدافع، وأرسل ستيوارت قوة فاحتلت قرية الحمّاد لتطويق رشيد، ومنع وصول الإمدادات للمدينة.

وعندما عاد محمد علي من الصعيد، واطلع على الأخبار قرر إرسال جيش من 4000 من المشاة و1500 من الفرسان بقيادة نائبه "طبوز أوغلو"، لقتال الإنجليز. 

صمدت رشيد طوال 13 يوما حتى وصل الجيش المصري في 20 أبريل، مما اضطر ستيوارت إلى الانسحاب وأرسل رسولاً إلى "ماكلويد" قائد القوة التي احتلت الحماد يأمره بالانسحاب، إلا أنه لم يتمكن من الوصول.

وفي اليوم التالي، حوصرت القوة المؤلفة من 733 جنديا في الحماد بعد مقاومة عنيفة، ووقعت القوة بين قتيل وأسير فعاد ستيوارت إلى الإسكندرية ببقية قواته بعد أن فقد أكثر من 900 من رجاله بين قتيل وجريح وأسير.

وتابعت قوات محمد علي زحفها نحو الإسكندرية، وحاصروها. وفي 14 سبتمبر سنة 1807، تم عقد صلح بعد مفاوضات بين الطرفين و نص على وقف القتال خلال عشرة 10 أيام وإطلاق الأسرى الإنجليز على أن تخرج القوات الإنجليزية من المدينة، إلى أن رحلت إلى صقلية، لتنتهى بذلك حملة فريزر على رشيد.
الجريدة الرسمية