شاكر عبد الفتاح بمئوية «الشواكيش»: فاروق جعفر تسبب في هبوط الترسانة للمظاليم.. وفوجئت بتعاطي لاعبين بالفريق «ترامادول» ومجلس الإدارة «طنش» | حوار
«الترسانة» يعاني أزمة «نفسية».. وبقاؤه في «المظاليم» كارثة
الشواكيش أول فريق مصري يفوز بـ«السوبر» موسم 1962 – 1963
المحاباة في عام 2011 منعت الترسانة من العودة للممتاز وكان يجب على مجلس إدارته أن يقف ضد هذا الظلم
النادي لا يعاني حاليا أزمات مالية والمحلات.. واللوحات الإعلانية والعضويات الجديدة تدر عائدات كبيرة
«من القمة إلى المظاليم.. رحلة 100 عام».. عنوان عريض يمكن أن يشرح طبيعة الأوضاع داخل نادي الترسانة، الذي يشهد هذا العام مرور قرن من الزمان على تأسيسه.
و«الترسانة» يعتبر أول ناد يزيح الأهلي والزمالك من الصدارة، بعدما حصد بطولة الدوري الممتاز موسم (62 – 63) وحقق لقب كأس مصر 6 مرات، وخسر النهائي 5 مرات.
«الترسانة» لم يكن مجرد ناد ينافس على البطولات، لكنه تحول بمرور السنوات إلى «شريان كروي» يجدد دماء الكرة المصرية بين الحين والآخر بـ«المواهب الجديدة» أمثال محمد رمضان ومحمد أبو تريكة وغيرهما الكثير الذين لا يزالون «مضرب المثل» في الموهبة، غير أن التاريخ العريض هذا لم يجعل هذه القلعة العريقة في منأى عما حدث مع الأندية الجماهيرية والشعبية التي واجهت سيناريوهات «الاستثمار».
ونظرا لعدم امتلاكها الإمكانيات المطلوبة لهذه المرحلة أصبحت في دوري «المظاليم» حيث الظل والنسيان.. ليتجدد السؤال.. أين الترسانة الآن؟
«فيتو» في رحلة بحثها عن إجابة السؤال السابق وأسئلة أخرى التقت الكابتن شاكر عبد الفتاح، نجم «الترسانة» السابق، الذي تحدث عن تفاصيل أيام «الشهد والدموع» في الترسانة، وقدم تأريخًا لـ«مسيرة الترسانة» منذ تأسيسه وحتى وقتنا الحالي.
الحوار مع الكابتن «شاكر» امتد أيضا إلى منطقة «أزمات الترسانة»، وقدم شرحًا تفصيليا لها، ليس هذا فحسب، لكنه وضع ما يمكن وصفه بـ«روشتة إنقاذ» ومحاور رئيسية لخطة انتشال النادي من «بئر المظاليم» وإعادته مرة أخرى إلى أرض «الدوري الممتاز» وسنوات التألق وكان الحوار التالي:
*بداية.. حدثنا عن سنوات نشأة نادي الترسانة.
«الترسانة» ناد يمتلك تاريخا كبيرا وطويلا من الإنجازات والنجاحات منذ نشأته سنة 1921 على يد الإنجليزى «سلاوتر»، وكانت الأندية في مصر في هذا الوقت تنتمي إلى مؤسسات أو فرق جيش، فكان هناك على سبيل المثال النادي اليوناني «إسكو» حاليا والنادي الإيطالي، وبدأت الفكرة تمتد إلى أن تكون هناك أندية أخرى تتأسس، وكان من ضمنها نادي الترسانة، الذي يعتبر من أوائل الفرق التي ذهبت إلى أوروبا لتنقل لهم الكثير من فنون اللعبة التي كانت تتميز بها في هذه الفترة.
*من هم أبرز نجوم «الترسانة» خلال هذه الفترة؟
لمع اسم الترسانة في فترة الثلاثينيات، ومن الأسماء البارزة الكابتن محمد شميس وكان يتحدث ٦ لغات، وهناك أيضا الكابتن عبد الحميد محرم والد الكابتن أحمد محرم الحكم الدولي السابق، وفي فترة من الفترات كانوا يطلقون على الترسانة «فريق الكوامل»، لأنه كان يضم بين صفوفه مصطفى كامل منصور، وكامل أندراوس، وكامل عبد ربه.
*متى كانت أول مشاركة للشواكيش في الدوري الممتاز؟
في عام 1948 كان أول موسم للدوري المصري، لأنه كان «دوري مناطق»، وكان ذلك هو النظام السائد، وبعدها جاءت فكرة الدوري العام مع جميع المناطق وفي هذه المسابقة الترسانة فاز بالمركز الثاني، والنادي على مدار تاريخه لم يكن بعيدا عن المربع الذهبي، ونادي الترسانة حصل في تاريخه ١١ مرة على المركز الثاني و8 مرات على المركز الثالث، وفاز بالدوري عام 1962، كما فاز بكأس مصر في نسخته الثانية عام 1923 الذي كان في بدايته يسمي «كأس السلطان» حتى وصل عدد بطولات الترسانة في كأس مصر ٦ مرات.
*بشكل عام.. ماذا قدمت قلعة الشواكيش للرياضة المصرية؟
قدمت اللاعب خضر التوني في رفع الأثقال الذي جمعه لقاء مع «هتلر» الذي قال وقتها «كنت أتمنى أن تكون من ألمانيا»، وهناك واقعة أخرى للاعب موسى عظمى في كرة القدم، والذي أشاد به أيضا عندما لعب الترسانة أمام فريق ألماني وقتها، كما أن الترسانة كان النادي الأول من نوعه الذي يؤسس مجلة رياضية، كانت تصدر باسم النادي، وتولى رئاسة تحريرها بنيامين بسيلي وكان معه كبير مشجعي الترسانة وقتها المهندس حمادة البراد.
*وماذا عن إسهامات «الترسانة» في قطاع الكرة المصرية؟
نادي الترسانة دائما مملوء بالنجوم منذ بداية تأسيسه، فعلى سبيل المثال كان هناك الحارس عبد الجليل، الذي كان يقال عنه إنه من أعظم حراس النادي الأهلي، وهو كان في نادي الترسانة وانتقل بعد ذلك إلى الأهلي، وأيضا حسين العقر الذي انتقل من الترسانة إلى الأهلي سنة 1964.
وهناك كثير من الفترات التي استعانت خلالها الأندية المصرية كالنادي الأهلي والزمالك بلاعبين من نادي الترسانة في بعض المباريات الدولية، ومازال الأمر مستمرا حتى عصرنا الحالي ، فهناك مجموعة كبيرة من اللاعبين بداية من محمد رمضان في التسعينيات وحسين شكري وأبو تريكة وعلى ماهر ومحمود سمير ومحمد عبدالواحد، فقلعة الشواكيش معقل كبير لصناعة النجوم.
*ما حكاية أول سوبر محلي يفوز به الترسانة؟
الإعلام في مصر يتجاهل أول مسابقة سوبر محلي في مصر بين بطل الدوري والكأس، وفي الحقيقة صاحب هذه الفكرة الراحل الكابتن محمد لطيف أشهر معلقي كرة القدم، ومن خلال التليفزيون نظم أول سوبر بين الترسانة بطل الدوري والاتحاد السكندري بطل كأس مصر موسم 62 -63.
وتم إقامة اللقاء على أرض إستاد مختار التتش في الجزيرة، وتمكن «الترسانة» من حسم المباراة بنتيجة (2 – 1) ليكون بذلك أول فريق مصري يفوز بـ«السوبر».
*بعد مرور 100 عام على تأسيس «الترسانة».. كيف ترى حاله الآن؟
بالفعل.. هذه السنة يكمل نادي الترسانة 100 عاما على إنشائه ووجوده ضمن الأندية الكروية، لكنه للأسف في مستوى غير لائق بهذا التاريخ، فالترسانة يلعب في دوري المظاليم منذ أكثر من 12 عامًا، وهذا شيء محزن جدا، فمن يعرف تاريخ النادي لا بد وأن يقاتل ويدافع عنه حتى تعود قلعة الشواكيش إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى.
*كيف ترى مشهد هبوط «الترسانة» منذ موسم 2009 إلى الآن؟
للأسف ما يحدث في الترسانة الآن كارثة، حيث بدأ الكثير من المشجعين الخوف على هذه القلعة العريقة من الاندثار، فأين الاهتمام بنادي الترسانة من قبل مشجعي الكرة والمسئولين المعنيين بالأندية ؟!، فهي تعتبر مصانع رياضية مثل مصانع النسيج والأسمنت.
وأذكر هنا أنه في عام 2011 كانت هناك دورة بين الترسانة وأسوان والمنصورة، وهبط في هذه السنة الاتحاد والمقاولون وسموحة لكن المحاباة التي كانت وقتها دفعت اتحاد الكرة لإصدار قرار بعدم هبوط الاتحاد والمقاولين وسموحة، وطبعا هذه الواقعة وراءها الكثير من القصص والروايات ولم يصعد الترسانة وقتها، لكن للأسف لم يستطع أولاد النادي الدفاع عن حق الترسانة بشكل كاف، وكان يجب على مجلس الإدارة أن يقف ضد هذا الظلم.
*ما حقيقة أن «الترسانة» أول فريق مصري يسافر إلى أوروبا ويعلم الفرق الأوروبية طرق لعب جديدة؟
الترسانة في هذه الفترة كان يتميز باللعب القصير، وشكل لعب معين، وكانت هناك كفاءات فنية تتكامل مع بعضها البعض وهذا من أكثر من ٨٠ عاما.
*حدثنا عن أول بطولة أحرزها النادي وأبرز اللاعبين المشاركين في الفوز بها؟
كما ذكرت كان الدوري على مجموعتين فحصل الترسانة على المركز الأول والأهلي على المركز الثاني، والمجموعة الأخرى الزمالك الأول والقناة الثاني، ثم جرى لعب دورة رباعية من دور واحد، وفاز الترسانة في مباراتين وتعادل مع الزمالك وفزنا بالدوري، وكان أبرز اللاعبين الكابتن مصطفى رياض والكابتن الشاذلي، وفؤاد جودة ومحمد رياض وفتحي بيومي، وكانت المكافأة وقتها ١٥ جنيها.
*كيف ترى تضرر نادي الترسانة من مجاملات اتحاد الكرة؟
لا أريد هنا التعميم في مسألة اتحاد الكرة، لكنني أتحدث عن شخصيات بعينها، وللأسف أصبحت فكرة الانتماءات والمصالح الشخصية والمنافع والصداقات هي التي تحكم الأمر، ولم نجد أي شخص يقف مع نادي الترسانة.
*هل هناك ذكريات مشتركة بين اللاعب محمد أبو تريكة ومحمد رمضان؟
توليت تدريب «أبو تريكة» فترة قصيرة قبل سفري خارج مصر، وكنت مع الفريق الأول نحو ١٤ أسبوعا ، وخلال هذه الفترة كان معي أبو تريكة ومنذ بدايته وهو بنفس طباعه الهادئة فـ«أبو تريكة» موهبة من الله عالية جدا، وشخصية خلوقة وإنسان خير جدا ولم يتغير حتى عندما رحل عن الترسانة.
وبعدها تركت الفريق وسافرت مرة أخرى خارج البلاد ، وعندما قررت العودة كان «أبو تريكة» انتقل إلى النادي الأهلي، لكن محمد رمضان منذ أن كان في الأشبال وأنا ألعب درجة أولى كان في فرقة ١٨ سنة وأخذت هذه الفرقة الدوري في هذه السنة وكان «محمد» في منتخب الناشئين، وإلى جانب هذه العلاقة الرياضية هناك علاقة نسب تربطني ومحمد رمضان حيث أنه زوج شقيقتي.
*ماذا عن كواليس وتفاصيل واقعة «الترامادول»؟
في عام ٢٠١٤ كان النادي فى حالة غريبة وغير مستقر، وعندما عدت من الخارج طلبوا مني العودة إلى الفريق الأول مرة أخرى لتولى منصب المدير الفني، وبالطبع كان فريقا لا أعرفه جيدا ولم اختره، وكان في وسط الموسم وأداؤهم ليس بالشكل المقنع.
وكنت ألاحظ أن بعض اللاعبين بعد التسخين يصابون بحالة قيء، ويشربون شاي وقهوة بشكل كبير قبل المباراة، واكتشفت أنهم يتعاطون مخدر الترامادول، وعندما سألت طبيب الفرقة عن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث والتصرفات الغريبة وعدم التركيز أكد لي أنهم يتعاطونه منذ عام.
وتقدمت باستقالة مسببة إلى مجلس إدارة النادي وقتها، وكان أمامهم حلان إما أن يتغاضى النادي عن أسباب الاستقالة أو دراسة تلك الأسباب، لكنهم للأسف اعتبروا أنه عيب في حقهم، وتم قبول استقالتي واستمر الموسم حتى نهايته بهؤلاء اللاعبين.
*برأيك.. هل أسباب هبوط «الترسانة» منذ 2008 إدارية أم فنية؟
ما يحدث في نادي الترسانة الآن ليس من عام أو عامين بل منذ عام ٢٠٠٦ وهي بداية التخبطات في النادي، فبعد الصعود إلى الدوري الممتاز مرة أخرى جاء فاروق جعفر ليصبح مديرا فنيا، وقرر تسريح الفرقة بأكملها التي صعدت ولم يعطهم مكافآت الصعود.
وكان ترتيب الترسانة الأخير في الدوري وهذا مؤشر مقلق، وبعدها ترك النادي وجاء محمد صلاح في عام ٢٠٠٩ وبعد ٧ مباريات ترك النادي، وبعدها تولى محمد عمر المسئولية، وكل هذا وأبناء النادي خارج الحسابات، إلى أن هبط «الترسانة» ولم يصعد حتى الآن.
*هل ما يعاني منه نادي الترسانة أزمة مالية أم إدارية؟
المشكلة «نفسية» كل مرة تكون على أبواب الصعود وتفشل، النادي لديه أبواب دخل كثيرة، الآن أصبحت محال النادي مصدر دخل جيد، فقيمة الإيجارات تتراوح ما بين 15 وحتى 40 ألف جنيه شهريا، وأيضا اللوحات الإعلانية تدر على النادي أموالا.
وكذلك الأمر بالنسبة للعضويات الجديدة للنادي والتي ارتفعت قيمتها فأصبحت أقل عضوية 50 ألف جنيه وحتى 70 ألف جنيه وهناك إقبال على العضويات الجديدة.
*من واقع خبرتك.. ما روشتة إصلاح نادي الترسانة؟
لا أستطيع التحدث عن إصلاح في وجود مدير فني ولاعبين، فقد تكون وجهة نظري تختلف عن وجهة نظرهم، ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي، لكن هناك الكثير من العوامل أهمها لابد أن تكون هناك لجنة فنية وليس بالمحسوبية تدرس الوضع على الأقل في الخمس سنوات الماضية.
وتبحث ماذا ستفعل وتضع رأيها في ورشة عمل، ولا تكون هناك أهواء شخصية، فإذا جاء المدرب لا يمكنه الاستغناء عن لاعب، فهذه اللجنة تضع أسسا أو دستورا فنيا قابلا للإضافة والتعديل والنادي يسير على هذا النظام.
*وما الذي يحتاجه «الترسانة» حتى يعود إلى قائمة أندية «الدوري الممتاز»؟
يحتاج أن يكون اللاعبين مؤهلين وقادرين ولديهم شخصية الطموح والصعود، وأيضا طموح ما بعد الصعود والتركيز على طبيعة شخصية اللاعب واستمراريته، فلا يمكن تغيير فكره بالكامل، ويجب وضع إستراتيجية بعد دراسة جيدة.
وأن نأخذ الوقت الكافي لتحقيق تلك الخطة ويجب وضع نظام وإستراتيجية سليمة نعمل بها وأن تكون هناك أدوات متاحة وأهدافا للصعود والاستمرارية وتحقيق النجاح.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..
الشواكيش أول فريق مصري يفوز بـ«السوبر» موسم 1962 – 1963
المحاباة في عام 2011 منعت الترسانة من العودة للممتاز وكان يجب على مجلس إدارته أن يقف ضد هذا الظلم
النادي لا يعاني حاليا أزمات مالية والمحلات.. واللوحات الإعلانية والعضويات الجديدة تدر عائدات كبيرة
«من القمة إلى المظاليم.. رحلة 100 عام».. عنوان عريض يمكن أن يشرح طبيعة الأوضاع داخل نادي الترسانة، الذي يشهد هذا العام مرور قرن من الزمان على تأسيسه.
و«الترسانة» يعتبر أول ناد يزيح الأهلي والزمالك من الصدارة، بعدما حصد بطولة الدوري الممتاز موسم (62 – 63) وحقق لقب كأس مصر 6 مرات، وخسر النهائي 5 مرات.
«الترسانة» لم يكن مجرد ناد ينافس على البطولات، لكنه تحول بمرور السنوات إلى «شريان كروي» يجدد دماء الكرة المصرية بين الحين والآخر بـ«المواهب الجديدة» أمثال محمد رمضان ومحمد أبو تريكة وغيرهما الكثير الذين لا يزالون «مضرب المثل» في الموهبة، غير أن التاريخ العريض هذا لم يجعل هذه القلعة العريقة في منأى عما حدث مع الأندية الجماهيرية والشعبية التي واجهت سيناريوهات «الاستثمار».
ونظرا لعدم امتلاكها الإمكانيات المطلوبة لهذه المرحلة أصبحت في دوري «المظاليم» حيث الظل والنسيان.. ليتجدد السؤال.. أين الترسانة الآن؟
«فيتو» في رحلة بحثها عن إجابة السؤال السابق وأسئلة أخرى التقت الكابتن شاكر عبد الفتاح، نجم «الترسانة» السابق، الذي تحدث عن تفاصيل أيام «الشهد والدموع» في الترسانة، وقدم تأريخًا لـ«مسيرة الترسانة» منذ تأسيسه وحتى وقتنا الحالي.
الحوار مع الكابتن «شاكر» امتد أيضا إلى منطقة «أزمات الترسانة»، وقدم شرحًا تفصيليا لها، ليس هذا فحسب، لكنه وضع ما يمكن وصفه بـ«روشتة إنقاذ» ومحاور رئيسية لخطة انتشال النادي من «بئر المظاليم» وإعادته مرة أخرى إلى أرض «الدوري الممتاز» وسنوات التألق وكان الحوار التالي:
*بداية.. حدثنا عن سنوات نشأة نادي الترسانة.
«الترسانة» ناد يمتلك تاريخا كبيرا وطويلا من الإنجازات والنجاحات منذ نشأته سنة 1921 على يد الإنجليزى «سلاوتر»، وكانت الأندية في مصر في هذا الوقت تنتمي إلى مؤسسات أو فرق جيش، فكان هناك على سبيل المثال النادي اليوناني «إسكو» حاليا والنادي الإيطالي، وبدأت الفكرة تمتد إلى أن تكون هناك أندية أخرى تتأسس، وكان من ضمنها نادي الترسانة، الذي يعتبر من أوائل الفرق التي ذهبت إلى أوروبا لتنقل لهم الكثير من فنون اللعبة التي كانت تتميز بها في هذه الفترة.
*من هم أبرز نجوم «الترسانة» خلال هذه الفترة؟
لمع اسم الترسانة في فترة الثلاثينيات، ومن الأسماء البارزة الكابتن محمد شميس وكان يتحدث ٦ لغات، وهناك أيضا الكابتن عبد الحميد محرم والد الكابتن أحمد محرم الحكم الدولي السابق، وفي فترة من الفترات كانوا يطلقون على الترسانة «فريق الكوامل»، لأنه كان يضم بين صفوفه مصطفى كامل منصور، وكامل أندراوس، وكامل عبد ربه.
*متى كانت أول مشاركة للشواكيش في الدوري الممتاز؟
في عام 1948 كان أول موسم للدوري المصري، لأنه كان «دوري مناطق»، وكان ذلك هو النظام السائد، وبعدها جاءت فكرة الدوري العام مع جميع المناطق وفي هذه المسابقة الترسانة فاز بالمركز الثاني، والنادي على مدار تاريخه لم يكن بعيدا عن المربع الذهبي، ونادي الترسانة حصل في تاريخه ١١ مرة على المركز الثاني و8 مرات على المركز الثالث، وفاز بالدوري عام 1962، كما فاز بكأس مصر في نسخته الثانية عام 1923 الذي كان في بدايته يسمي «كأس السلطان» حتى وصل عدد بطولات الترسانة في كأس مصر ٦ مرات.
*بشكل عام.. ماذا قدمت قلعة الشواكيش للرياضة المصرية؟
قدمت اللاعب خضر التوني في رفع الأثقال الذي جمعه لقاء مع «هتلر» الذي قال وقتها «كنت أتمنى أن تكون من ألمانيا»، وهناك واقعة أخرى للاعب موسى عظمى في كرة القدم، والذي أشاد به أيضا عندما لعب الترسانة أمام فريق ألماني وقتها، كما أن الترسانة كان النادي الأول من نوعه الذي يؤسس مجلة رياضية، كانت تصدر باسم النادي، وتولى رئاسة تحريرها بنيامين بسيلي وكان معه كبير مشجعي الترسانة وقتها المهندس حمادة البراد.
*وماذا عن إسهامات «الترسانة» في قطاع الكرة المصرية؟
نادي الترسانة دائما مملوء بالنجوم منذ بداية تأسيسه، فعلى سبيل المثال كان هناك الحارس عبد الجليل، الذي كان يقال عنه إنه من أعظم حراس النادي الأهلي، وهو كان في نادي الترسانة وانتقل بعد ذلك إلى الأهلي، وأيضا حسين العقر الذي انتقل من الترسانة إلى الأهلي سنة 1964.
وهناك كثير من الفترات التي استعانت خلالها الأندية المصرية كالنادي الأهلي والزمالك بلاعبين من نادي الترسانة في بعض المباريات الدولية، ومازال الأمر مستمرا حتى عصرنا الحالي ، فهناك مجموعة كبيرة من اللاعبين بداية من محمد رمضان في التسعينيات وحسين شكري وأبو تريكة وعلى ماهر ومحمود سمير ومحمد عبدالواحد، فقلعة الشواكيش معقل كبير لصناعة النجوم.
*ما حكاية أول سوبر محلي يفوز به الترسانة؟
الإعلام في مصر يتجاهل أول مسابقة سوبر محلي في مصر بين بطل الدوري والكأس، وفي الحقيقة صاحب هذه الفكرة الراحل الكابتن محمد لطيف أشهر معلقي كرة القدم، ومن خلال التليفزيون نظم أول سوبر بين الترسانة بطل الدوري والاتحاد السكندري بطل كأس مصر موسم 62 -63.
وتم إقامة اللقاء على أرض إستاد مختار التتش في الجزيرة، وتمكن «الترسانة» من حسم المباراة بنتيجة (2 – 1) ليكون بذلك أول فريق مصري يفوز بـ«السوبر».
*بعد مرور 100 عام على تأسيس «الترسانة».. كيف ترى حاله الآن؟
بالفعل.. هذه السنة يكمل نادي الترسانة 100 عاما على إنشائه ووجوده ضمن الأندية الكروية، لكنه للأسف في مستوى غير لائق بهذا التاريخ، فالترسانة يلعب في دوري المظاليم منذ أكثر من 12 عامًا، وهذا شيء محزن جدا، فمن يعرف تاريخ النادي لا بد وأن يقاتل ويدافع عنه حتى تعود قلعة الشواكيش إلى وضعها الطبيعي مرة أخرى.
*كيف ترى مشهد هبوط «الترسانة» منذ موسم 2009 إلى الآن؟
للأسف ما يحدث في الترسانة الآن كارثة، حيث بدأ الكثير من المشجعين الخوف على هذه القلعة العريقة من الاندثار، فأين الاهتمام بنادي الترسانة من قبل مشجعي الكرة والمسئولين المعنيين بالأندية ؟!، فهي تعتبر مصانع رياضية مثل مصانع النسيج والأسمنت.
وأذكر هنا أنه في عام 2011 كانت هناك دورة بين الترسانة وأسوان والمنصورة، وهبط في هذه السنة الاتحاد والمقاولون وسموحة لكن المحاباة التي كانت وقتها دفعت اتحاد الكرة لإصدار قرار بعدم هبوط الاتحاد والمقاولين وسموحة، وطبعا هذه الواقعة وراءها الكثير من القصص والروايات ولم يصعد الترسانة وقتها، لكن للأسف لم يستطع أولاد النادي الدفاع عن حق الترسانة بشكل كاف، وكان يجب على مجلس الإدارة أن يقف ضد هذا الظلم.
*ما حقيقة أن «الترسانة» أول فريق مصري يسافر إلى أوروبا ويعلم الفرق الأوروبية طرق لعب جديدة؟
الترسانة في هذه الفترة كان يتميز باللعب القصير، وشكل لعب معين، وكانت هناك كفاءات فنية تتكامل مع بعضها البعض وهذا من أكثر من ٨٠ عاما.
*حدثنا عن أول بطولة أحرزها النادي وأبرز اللاعبين المشاركين في الفوز بها؟
كما ذكرت كان الدوري على مجموعتين فحصل الترسانة على المركز الأول والأهلي على المركز الثاني، والمجموعة الأخرى الزمالك الأول والقناة الثاني، ثم جرى لعب دورة رباعية من دور واحد، وفاز الترسانة في مباراتين وتعادل مع الزمالك وفزنا بالدوري، وكان أبرز اللاعبين الكابتن مصطفى رياض والكابتن الشاذلي، وفؤاد جودة ومحمد رياض وفتحي بيومي، وكانت المكافأة وقتها ١٥ جنيها.
*كيف ترى تضرر نادي الترسانة من مجاملات اتحاد الكرة؟
لا أريد هنا التعميم في مسألة اتحاد الكرة، لكنني أتحدث عن شخصيات بعينها، وللأسف أصبحت فكرة الانتماءات والمصالح الشخصية والمنافع والصداقات هي التي تحكم الأمر، ولم نجد أي شخص يقف مع نادي الترسانة.
*هل هناك ذكريات مشتركة بين اللاعب محمد أبو تريكة ومحمد رمضان؟
توليت تدريب «أبو تريكة» فترة قصيرة قبل سفري خارج مصر، وكنت مع الفريق الأول نحو ١٤ أسبوعا ، وخلال هذه الفترة كان معي أبو تريكة ومنذ بدايته وهو بنفس طباعه الهادئة فـ«أبو تريكة» موهبة من الله عالية جدا، وشخصية خلوقة وإنسان خير جدا ولم يتغير حتى عندما رحل عن الترسانة.
وبعدها تركت الفريق وسافرت مرة أخرى خارج البلاد ، وعندما قررت العودة كان «أبو تريكة» انتقل إلى النادي الأهلي، لكن محمد رمضان منذ أن كان في الأشبال وأنا ألعب درجة أولى كان في فرقة ١٨ سنة وأخذت هذه الفرقة الدوري في هذه السنة وكان «محمد» في منتخب الناشئين، وإلى جانب هذه العلاقة الرياضية هناك علاقة نسب تربطني ومحمد رمضان حيث أنه زوج شقيقتي.
*ماذا عن كواليس وتفاصيل واقعة «الترامادول»؟
في عام ٢٠١٤ كان النادي فى حالة غريبة وغير مستقر، وعندما عدت من الخارج طلبوا مني العودة إلى الفريق الأول مرة أخرى لتولى منصب المدير الفني، وبالطبع كان فريقا لا أعرفه جيدا ولم اختره، وكان في وسط الموسم وأداؤهم ليس بالشكل المقنع.
وكنت ألاحظ أن بعض اللاعبين بعد التسخين يصابون بحالة قيء، ويشربون شاي وقهوة بشكل كبير قبل المباراة، واكتشفت أنهم يتعاطون مخدر الترامادول، وعندما سألت طبيب الفرقة عن التغيرات الفسيولوجية التي تحدث والتصرفات الغريبة وعدم التركيز أكد لي أنهم يتعاطونه منذ عام.
وتقدمت باستقالة مسببة إلى مجلس إدارة النادي وقتها، وكان أمامهم حلان إما أن يتغاضى النادي عن أسباب الاستقالة أو دراسة تلك الأسباب، لكنهم للأسف اعتبروا أنه عيب في حقهم، وتم قبول استقالتي واستمر الموسم حتى نهايته بهؤلاء اللاعبين.
*برأيك.. هل أسباب هبوط «الترسانة» منذ 2008 إدارية أم فنية؟
ما يحدث في نادي الترسانة الآن ليس من عام أو عامين بل منذ عام ٢٠٠٦ وهي بداية التخبطات في النادي، فبعد الصعود إلى الدوري الممتاز مرة أخرى جاء فاروق جعفر ليصبح مديرا فنيا، وقرر تسريح الفرقة بأكملها التي صعدت ولم يعطهم مكافآت الصعود.
وكان ترتيب الترسانة الأخير في الدوري وهذا مؤشر مقلق، وبعدها ترك النادي وجاء محمد صلاح في عام ٢٠٠٩ وبعد ٧ مباريات ترك النادي، وبعدها تولى محمد عمر المسئولية، وكل هذا وأبناء النادي خارج الحسابات، إلى أن هبط «الترسانة» ولم يصعد حتى الآن.
*هل ما يعاني منه نادي الترسانة أزمة مالية أم إدارية؟
المشكلة «نفسية» كل مرة تكون على أبواب الصعود وتفشل، النادي لديه أبواب دخل كثيرة، الآن أصبحت محال النادي مصدر دخل جيد، فقيمة الإيجارات تتراوح ما بين 15 وحتى 40 ألف جنيه شهريا، وأيضا اللوحات الإعلانية تدر على النادي أموالا.
وكذلك الأمر بالنسبة للعضويات الجديدة للنادي والتي ارتفعت قيمتها فأصبحت أقل عضوية 50 ألف جنيه وحتى 70 ألف جنيه وهناك إقبال على العضويات الجديدة.
*من واقع خبرتك.. ما روشتة إصلاح نادي الترسانة؟
لا أستطيع التحدث عن إصلاح في وجود مدير فني ولاعبين، فقد تكون وجهة نظري تختلف عن وجهة نظرهم، ويمكن أن يكون لها تأثير سلبي، لكن هناك الكثير من العوامل أهمها لابد أن تكون هناك لجنة فنية وليس بالمحسوبية تدرس الوضع على الأقل في الخمس سنوات الماضية.
وتبحث ماذا ستفعل وتضع رأيها في ورشة عمل، ولا تكون هناك أهواء شخصية، فإذا جاء المدرب لا يمكنه الاستغناء عن لاعب، فهذه اللجنة تضع أسسا أو دستورا فنيا قابلا للإضافة والتعديل والنادي يسير على هذا النظام.
*وما الذي يحتاجه «الترسانة» حتى يعود إلى قائمة أندية «الدوري الممتاز»؟
يحتاج أن يكون اللاعبين مؤهلين وقادرين ولديهم شخصية الطموح والصعود، وأيضا طموح ما بعد الصعود والتركيز على طبيعة شخصية اللاعب واستمراريته، فلا يمكن تغيير فكره بالكامل، ويجب وضع إستراتيجية بعد دراسة جيدة.
وأن نأخذ الوقت الكافي لتحقيق تلك الخطة ويجب وضع نظام وإستراتيجية سليمة نعمل بها وأن تكون هناك أدوات متاحة وأهدافا للصعود والاستمرارية وتحقيق النجاح.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"..