رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلاد سيد درويش.. اكتشفه مقاول مبان ليشيد ثورة موسيقية في 6 سنوات

سيد درويش
سيد درويش
صاحب رسالة هامة تتلخص فى أن الفن ينبع من الشعب ويصدر إلى الشعب، ولذلك قدم فنا موسيقيا لا يجاري الفن السائد فى عصره، فعاشت موسيقاه إلى يومنا هذا بالرغم من رحيل صاحبها منذ زمن. وكانت ثورته الأولى تنادى بخروج الأغنية إلى الشارع ترددها الجماهير فتشعل فيهم الحماس سواء للثورة أو للعمل.


حمل بداخله منذ صباه ثورة التغيير فى الموسيقى الشرقية لهدف واحد ان يغنى كل الناس بكافة طوائفهم لحنا واحدا يغنيه العامل والموظف والفلاح والطالب وقد تحقق له ما أراد..

ست سنوات فقط هى عمر فنان الشعب سيد درويش ـ ولد فى مثل هذا اليوم منذ بداية عمله الفنى عام 1917 حتى رحيله فى 1923، قدم خلالها ما يزيد على المائتي لحن، كان آخرها تلحين الفصل الأول من مسرحية كليوباترا وأنطونيو التى أتم تلحينها الموسيقار محمد عبد الوهاب، وقال عن نفسه: "أنا موسيقى الجماهير المضطهدة، وموسيقاي تمثل صراخهم وآمالهم وأحلامهم وآلامهم". 

مولد سيد درويش
ولد سيد درويش بحى كوم الدكة بالإسكندرية فى مثل هذا اليوم 17 مارس 1893 حيث يسكن عمال المعمار من البنائين والنجارين والنقاشين، أراد أبوه أن يراه شيخا معمما يحفظ القرآن ويجوده فالتحق بكتاب القباري حتى إنه فى سن العاشرة أجاد القراءة والكتابة وحفظ أغلب أجزاء القران.

وفاة والده

وعندما توفى والده وكان طالبا بالمعهد الدينى انقطع عن الدراسة ليساعد فى إعالة أسرته فعمل مع عمال المعمار وكان يغنى أثناء العمل وأعجب بصوته المقاول وطلب منه التفرغ للغناء للعمال ليبعث فيهم النشاط، فألقى درويش القصعة وقرر احتراف الغناء. 

الموسيقى عند سيد درويش
 الموسيقى عند سيد درويش ليست مهنة وإنما هواية عشقها ورسالة سامية أخلص لها وعبر بها عن نبض مجتمعه ولمس روح الشعب بمختلف طوائفه فتطرق فى أغانيه إلى مشكلات غلاء المعيشة والى العمال والصنايعية فاستحق بذلك لقب فنان الشعب.

حضر إلى القاهرة فى عام 1914 وتعرف على المسرحى جورج أبيض وقدم معه مسرحية " فيروزشاه "وألف بعدها موسيقى عشرين أوبريت أخرى منها الباروكة والدرة اليتيمة وغيرها.

ثورة 1919

لحن نشيد بلادى بلادى من كلمات يونس القاضى ، وساهم فى إشعال ثورة 1919 بنشيده "قوم يامصرى مصر دايما بتناديك"، ومن أجمل ما غناه فنان الشعب "خفيف الروح بيتعاجب .. برمش العين والحاجب" وعن الهجر قال "الحبيب بالهجر مايل ..والفؤاد مايل اليه".

ولبيرم التونسى غنى "علشان نعلى ونعلى ونعلى ..لازم نطاطى نطاطى نطاطى" وقال "الحلوة دى قامت تعجن فى الفجرية ..والديك بيدن كوكو فى البدرية" وفى النهاية قال "زورونى كل سنة مرة حرام ..تنسونى بالمرة انا عملت ايه فيكم .. تشاكوني وأشاكيكم".

تراث موسيقي
ترك سيد درويش تراثا موسيقيا كبيرا ويغنى الشعب الحانه خاصة نشيده "بلادى بلادى لك حبى وفؤادي"، ففى الوقت الذى كانت تستعد فيه الإسكندرية لاستقبال الزعيم سعد زغلول عند عودته من المنفى استعد سيد درويش بلحنه الرائع "بلادي بلادي لك حبى وفؤادي"، ورحل قبل أن يسمع سعد زغلول النشيد الذى أصبح فيما بعد نشيد مصر الوطنى.


الجريدة الرسمية