تعذيب وإهانات باسم العمل في قلب الصحراء.. أطفال ملوي: بنشرب كل 4 ساعات والعدس الوجبة الوحيدة.. والضرب والحرق لمن يشتكي| صور
46 شخصا يتخللهم 20 طفلاًجميعهم من أبناء قرية قلندول التابعة إدارياً لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، تعرضوا لإهانة وضرب وحرق الملابس ومصادرة الهواتف.
بدأت أحداث الواقعة، في منتصف شهر فبراير الماضي من العام الجاري، حين قام «رمضان كمال» بتجميع عدد من شباب وأطفال قرية قلندول للعمل في إحدى المزارع الكائنة بالطريق الصحراوي الغربي المار على محافظة أسيوط، على حسب الاتفاق المبرم بينه وبين آخر يعمل مقاول «أنفار».
وعلى ذلك قام رمضان بتجميع 46 شخصا من أهالي القرية بأعمار مختلفة ما بين 15 و25 عاما، من بينهم 20 طفلاً متخذا ميكروباص للتوجه إلى موقع العمل.
«مسلسل إهانات»
تفاجأ الجميع أثناء سيرهم إلى موقع العمل بأن الموقع كان بالطريق الصحراوي الغربي الكائن شرق العوينات، وعند الوصول إلى الموقع بدأ مسلسل الإهانات ما بين الضرب والتلفظ بألفاظ خادشة للحياة، وكأنها عملية خطف.
«فور وصولنا»
«مكناش عارفين اللي هيحصل»، كلمات مكلومة بدأ بها «محمود هلال» أحد الضحايا من أبناء قرية قلندول، مضيفاً فور وصولنا إلى موقع العمل تفاجئنا بأسوأ معاملة وقالوا لنا: "انزل ياض يا ابن.. كذا كذا علشان تشتغلوا"، على حد تعبيره، مضيفاً أن ساعات العمل المتفق عليها هي 7 ساعات إلا أننا فوجئنا بأنها 12 ساعة مستمرة دون توقف أو انقطاع".
«خيم في الصحراء»
ويلتقط أحمد يحيى عبد المهيمن أطراف الحديث واصفاً مكان الإقامة قائلا: "المكان كان عبارة عن خيم في الصحراء وحصيرة وكانت المية بمواعيد والأكل طول الـ 26 يوما عبارة عن «عدس» فقط لا غير، على حد وصفه، فكان العمل يبدأ في الرابعة صباحاً وينتهي في الرابعة عصراً.
«حرق بالسجائر»
ناهيك عن الحشرات التي كانت تملأ المكان، الأمر لم يعجبنا نهائيا فقررنا الرحيل بعد مرور 5 أيام من وصولنا وقوبل طلبنا بالضرب والإهانة بأبشع الشتائم والإصابات مازالت على أجسادنا من حرق بالسجائر وعنف جسدي بالعصي والشوم.
«حرق أغراضنا»
وذات يوم خرجنا إلى موقع العمل وعند عودتنا إلى الخيم فوجئنا بحرق جميع ملابسنا وجميع ما نمتلك، وحين حاولنا السؤال عن السبب كان الرد : علشان تقولوا عايزين نروح تاني.
«منبهات في الشاي»
«والله الشاي بتاع الصبح ده كان في حاجات غريبة» هذا ما وصفه «بدر حمدي»، أحد الضحايا، حين سألنا عن قدرة الأطفال على العمل طيلة الـ 12 ساعة متواصلة، مضيفًا كنا نتناول الشاي ثم نتوجه إلى موقع العمل وبعد مرور ساعات قليلة نشعر بخمول تام في الجسم، وهذا إن دل يدل على أن الشاي به نسبة منبهات.
«الضرب المبرح عقاب الاستنجاد»
ويستكمل الحديث «أيمن أشرف»، قائلاً: إذا حاولنا أن نتواصل مع ذوينا في البلد هاتفياً فكان يجب علينا الاستئذان أولاً ليقوم شخصان بالوقوف خلفنا لسماع الحديث، فحاول أحد منا أثناء الحديث مع أهليته يقول «أنا تعبان يا بويا» فعلى الفور تلقى ضرباً مبرحا عقاباً له وتم قطع الاتصال على الفور.
«محاولة هرب فاشلة»
وقرر شابان من الموجودين أن يهربوا من الموقع للاستنجاد بأي شخص أو نقطة مرور أو ما شابه ذلك، فقاموا في غفلة من القائمين على الموقع الابتعاد عن الموقع والسير على الأقدام طيلة 12 كيلو متر، بعيداً عن الموقع إلا أن الموجودين بالموقع استقلوا سيارتهم وظلوا يبحثون عنهم حتى وصلوا لهم، وعادوا بهم إلى الموقع مرة أخرى وكان عقابهم الحرمان من المياه والضرب المبرح.
«فكرة العودة»
شعر الأهالي بغياب ذويهم دفعهم إلى التوجه إلى صاحب فكرة السفر الكائن بمركز أبوقرقاص، والضغط على أهليته، فقرروا عودة الشباب مرة أخرى بدون أي أغراض أو أي مبالغ مالية وقاموا بترك الشباب بمحافظة أسيوط.